أفكار
وسط أجواء ملبدة بالغيوم تعيشها الكرة الإماراتية حالياً، ووسط حالة الارتباك التي يعيشها اتحاد الكرة في تقرير مصير المدرب الهولندي مارفيك صاحب كارثة الخسارة التاريخية بالخمسة أمام المنتخب القطري في دور الثمانية لكأس الفيفا للعرب بالدوحة، لا يزال الجميع يترقب الكلمة الأخيرة للاتحاد، والتي ربما تكون تحميل المسؤولية للجنة المنتخبات برئاسة يوسف حسين، الذي استقال من اللجنة وبقي نائباً لرئيس الاتحاد، وطارت معه اللجنة وتم تأجيل قرار تحديد مصير مارفيك للتشكيل الجديد للجنة المنتخبات، التي ستبدأ عملها بإصدار قرار مارفيك.
ولا أظن أن ذلك أمر منطقي، فليس من المقبول للجنة جديدة، أن تتخذ قراراً حاسماً في شأن مدرب لم تقم بتعيينه ولم تراقب عمله، ولم يتيسر لها معايشته من أجل تقييمه والحكم عليه، وأقولها بصراحة ومنطقية ووفق أعراف العمل باتحادات كرة القدم في العالم أجمع، فإن قرار تعيين أو إقالة مدرب المنتخب الوطني، أكبر من لجنة المنتخبات، وهو مسؤولية مجلس إدارة الاتحاد.
وأتمنى من مجلس إدارة الاتحاد، تحمل المسؤولية التضامنية عمّا حدث وأن يتخذ قراره بشكل عاجل في مصير مارفيك، على أن يوضح ذلك في بيان للشارع الكروي ووسائل الإعلام، وأن ينهي الحالة الضبابية، خاصة أن كارثة أو مأزق الخسائر الكبيرة للمنتخبات، أمر قد يحدث أحياناً، لبعض الفرق الكبرى من المنتخبات أو الأندية، وقد عاشته من قبل منتخبات مثل البرازيل التي خسرت 7/1 أمام ألمانيا، وبنفس النتيجة خسرت إنجلترا أمام المجر، كما خسر العملاق الألماني أمام إسبانيا 6/صفر، كما عاشته أيضا أندية عملاقة مثل برشلونة ومانشستر يونايتد وليفربول وغيرها، وقد خسرت بالثمانية والسبعة والستة، ولم تكن تلك الكوارث الكروية نهاية الحياة.
وبصراحة أرى أن الأهم الآن للكرة الإماراتية، هو سرعة الاستفاقة والعمل بسرعة وشفافية، للتخطيط للأسابيع المقبلة، قبل ستة أسابيع فقط من مباراتي الحسم في تصفيات المونديال، حيث يواجه المنتخب الإماراتي نظيريه السوري في دبي، والإيراني في طهران يومي 27 يناير والأول من فبراير، وهما مباراتان قد تثبتان طموح الأبيض من أجل احتلال المركز الثالث بمجموعته من أجل التأهل للملحق الآسيوي ثم الملحق العالمي، أو قد تطيحان بتلك الفرصة، لتنتهي آماله المونديالية مبكراً.
وأعتقد أن بقاء النشاط الكروي معلقاً لمدة أسبوعين من الحادي عشر من ديسمبر حتى الخامس والعشرين من أجل عودة دوري المحترفين، ولا يقطع ذلك سوى مباريات الذهاب الأربعة لدور الثمانية لكأس الرابطة يومي 16 و17 ديسمبر، يعني التفريط في تلك الفترة الطويلة دون استغلال لصالح المنتخب أو لكسب جولة جديدة على الأقل في الدوري.