نعرف اليوم وبالوثائق، كيف تدخّل الأمير سعيد الجزائري (حفيد الأمير عبدالقادر الجزائري) لدى ملك الأردن عبدالله الأول «1882-1951»، راجياً منه أن يفعل شيئاً من أجل مي زيادة التي أُدخلت ظلماً للعصفورية (مستشفى الأمراض العقلية)، وأطلعه على قضيتها وماذا تمثل مي للثقافة العربية.
تأثر الملك عبدالله بقضيتها، وتدخل لدى الرئيس اللبناني إميل أده «1949- 1883»، لرفع الحجر عن مي: «ما كنت لأتدخل بأمر أحد رعايا لبنان، لولا الرجاءات العديدة من كرام العوائل ورجالات العلم والأدب في لبنان، لأكون الملتمس عنهم من فخامتكم، لتساعدوا الآنسة الشهيرة «مي» لخلاصها من المأزق الذي قيل إن بعض أقاربها وضعوها فيه..».
تلقى الملك عبدالله رداً من الرئيس اللبناني إميل إده، بعد تحريه في قضيتها: « تناولتُ كتاب سموكم الذي كان له أفضل أثر في نفسي لما تضمنه من الشعور السامي والعطف على سيدة لبنانية من كبيرات سيدات العلم والأدب، وأحللت هذه الرعاية للعمل الذي تستحقه، ولما كنت أثق كل الثقة بنزاهة القضاء اللبناني وتدقيقه في إحقاق الحق، فلا شك في أنه سيتخذ يوم الاثنين المقبل القرار الذي يؤيد العدل في هذه القضية..».
أخذ الرئيس اللبناني قضية مي بجدية وحرك أجهزة الدولة الفاعلة قضائياً، وتم تشكيل لجنة لدراسة وضعيتها الصحية. تلقى الملك عبدالله رداً من الرئيس اللبناني إميل إده، بعد تحريه في قضيتها: « تناولتُ كتاب سموكم الذي كان له أفضل أثر في نفسي لما تضمنه من الشعور السامي والعطف على سيدة لبنانية من كبيرات سيدات العلم والأدب، وأحللت هذه الرعاية للعمل الذي تستحقه، ولما كنت أثق كل الثقة بنزاهة القضاء اللبناني وتدقيقه في إحقاق الحق، فلا شك في أنه سيتخذ يوم الاثنين المقبل القرار الذي يؤيد العدل في هذه القضية..».
الوثائق المتوفرة اليوم، ومنها كتابات مي المنسية ووثيقة أمين الريحاني «قصتي مع مي» ومراسلاتها مع الأمير سعيد، تؤكد الجهد الاستثنائي الذي أثمر بنهاية مأساتها.
ظلت مي على تواصل كبير مع الأمير سعيد الجزائري، قيدوم وكبير عائلات الجزائري الشامية، من خلال الرسائل، بعضها موجود في كتابات منسية للباحثة الألمانية المتخصصة بالدراسات الشرقية المعاصرة «أنتيا زيغلر»، ناقشت من خلالها، قضايا كثيرة بخصوص الاعتداء على المسيحيين في 1925، الذي لعب الأمير سعيد دوراً مهماً لإيقافه، أسوة بدور جده الأمير عبدالقادر في أحداث 1860 في الجبل ودمشق، وتمكن يومها من إنقاذ أكثر من 15 ألف مسيحي كانوا مهددين بالإبادة الكلية.
تقول مي: «عند حلول الكارثة كان أول ما فكر فيه آل الجزائري هو حماية المسيحيين، لأن الحكومة المحلية سحبت قواتها من حيهم وتركته بلا حماية.. وإنه في اليوم الثاني وقد التجأت إلى آل الجزائري، عائلات كثيرة من آل العجلان، القوتلي، والأيوبي، وغيرها، وبعد الحريق ذهب الأمير سعيد لمقابلة الجنرال غاملان، وطلب منه أن يتوقف عن ضرب البلد بالقنابل، وقد توقف بالفعل