محمود محمد

سجل الجنيه الاسترليني أمام العملات الرئيسية ارتفاعاً طفيفاً خلال تعاملات الأربعاء، إلا أنه ما زال يتداول قرب أدنى مستوى له منذ شهر يونيو لعام 2021، وسط الإعلان عن زيادة معدلات التضخم لأعلى مستوياتها في 10 أعوام.

وبحلول الساعة 03:10 ظهراً بتوقيت الإمارات، ارتفع الجنيه الاسترليني أمام العملة الأمريكية بنحو 0.2% إلى 1.325 دولار، كما ارتفع أمام اليورو مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 0.2% بالغاً 1.17 يورو، وزاد أيضاً أمام الين الياباني بنحو 0.3% مسجلاً 150.95 ين.

وارتفع أيضا الجنيه الاسترليني أمام العملة السويسرية بنسبة 0.3% إلى 0.0039 فرنك.

وأشار رئيس قسم أبحاث السوق لدى «سبائك مصر»، طاهر مرسي، إلى أن استمرار الجنيه الاسترليني أمام سلة العملات الرئيسية عند أدنى مستوياته منذ يونيو الماضي يعود لخمسة عوامل رئيسية؛ في مقدمتها استمرار السياسة التيسيرية، ما أدى إلى زيادة المعروض النقدي، والذي أثر بالسلب على قوة العملة، إضافة لارتفاع التضخم بوتيرة هي الأسرع في 10 أعوام أو منذ عام 2011، حيث ارتفع التضخم إلى 5.1%، ما ساهم في الضغط على قوة العملة واستمرار تذبذب أدائها بشكل كبير.

وأوضح أن من أبرز الآثار السلبية للتضخم تظهر في قطاع الإسكان والذي واصلت فيه أسعار المنازل الارتفاع بشكل غير مسبوق، حيث ارتفعت أسعار المنازل بأسرع وتيرة لها خلال 15 عاماً.

أخبار ذات صلة

معرض دبي للطيران 2023 ينطلق الاثنين.. ماذا ننتظر؟
بريطانيا: حظر أدوات المائدة البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد اعتباراً من أكتوبر

وأكد أن ثالث عامل يتمثل في عدم وصول الأداء الاقتصادي ببريطانيا للاستقرار، والذي يعزز الثقة باستمرار وتيرة الانتعاش فترة أطول، لافتاً إلى أن من تلك العوامل التأثيرات السلبية لمتحورات فيروس كورونا على الاقتصاد البريطاني، والتي تسببت في تكرار تشديد الإجراءات الاحترازية، ووقف السفر، والإغلاقات المتكررة، وآخرها متحور «أوميكرون» الذي ثبت وصوله للأراضي البريطانية مع الإعلان عن أول حالة إصابة.

وقال طاهر مرسي إن العامل الرابع هو آثار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتي تمثل أحد أكبر التحديات التي يواجهها الاقتصاد البريطاني، والذي أصبح يعزف بشكل منفرد إلى حد كبير، بعيداً عن مظلة الاتحاد، موضحاً أن من أبرز سلبياتها مثلاً أزمة الشحن والتوريد، والتي كان سببها نقص العمالة، خاصة السائقين المهرة الذين كان يتم توفيرهم من دول الاتحاد، الأزمة التي ساهمت في اشتداد أزمة شح الإمدادات الشهيرة في محطات البنزين.

وبحسب طاهر مرسي، فإن العامل الخامس يتمثل في ارتفاع قوة الدولار أمام العملات الرئيسية وعلى رأسها اليورو والجنيه الاسترليني، والذي من المتوقع أن تشهد مزيداً من الارتفاع مع إجراءات تشديد السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية، ورفع الفائدة الأمريكية المتدرج.

وتوقع طاهر مرسي أن يواجه الاسترليني مزيداً من المصاعب والضغوط، ما يرشحه للمزيد من التراجع للعملة الملكية، خاصة أمام الدولار الذي سيشهد ازدهاراً وانتعاشاً الفترة القادمة، مؤكداً أن وضع الاقتصاد البريطاني يظل كلمة السر في مستقبل العملة التي تبحث عن عودة المكاسب عقب عام من الخسائر.