في الصميم
بعيداً عما يحدث على صعيد المنافسة على اللقب العالمي للفورمولا واحد للسيارات، وبعيداً عن تلك المتابعة الجنونية لعشاق سباقات السرعة لتفاصيل الجولة الختامية للبطولة، أصبحت دولة الإمارات محط أنظار العالم باستضافتها سنوياً واحدة من أكثر جولات الفورمولا إثارة ومتعة، كونها المحطة التي تشهد تتويج أبطال العالم لواحدة من أهم البطولات جماهيرية ومتابعة على مستوى العالم، وأصبحت معها حلبة مرسى ياس تحفة عالمية قدمتها الإمارات للعالم، خطفت معها عاصمتنا الحبيبة أبوظبي الأنظار والأضواء في الموعد المتجدد سنوياً، حيث الإبهار والمتعة في السباق الأكثر شهرة وشعبية في العالم.
إن مكاسب تنظيم الأحداث الرياضية من هذا النوع ذات الصبغة العالمية لا تتوقف عند الجوانب الرياضية فقط، بل تتعداها لتشمل قطاعات أخرى وفي مقدمتها الاقتصادية والاجتماعية، وأثبتت التجارب أن الأحداث الرياضية تمثل منصة انطلاق مهمة لتنشيط اقتصاد الدول، من خلال حضور وتواجد الآلاف من المتابعين من مختلف دول العالم، عبر السياحة الرياضية التي أصبحت من الصناعات الجديدة التي تحرص عليها العديد من الدول المتقدمة، كما أن انعكاسات تنظيم مثل تلك الأحداث كبيرة على الناحية الاجتماعية، من خلال التعريف بالموروث الاجتماعي والتقاليد العربية الأصيلة لشعب الإمارات، الذي كان ولا يزال وسيبقى يمد أيادي الأمن والسلام لمختلف شعوب ودول العالم.
عندما تحاصرنا أنظار العالم لتتابع ما يحدث على مسرح الأحداث الرياضية العالمية التي تقام على أرض دولتنا، وعندما تتحول إماراتنا الحبيبة لموقع هو الأهم لتنظيم أكبر الفعاليات والتظاهرات الرياضية العالمية، فإن كل تلك المكتسبات وحجم الثقة الدولية التي باتت تحظى بها إماراتنا دليل على مدى تطلعات قيادتنا الرشيدة نحو كسب احترام وثقة المجتمع الدولي في كل مكان، من خلال نموذج فريد من نوعه تجسد على أرض الواقع هنا في هذه البقعة الاستثنائية من العالم.
كلمة أخيرة
ستبقى حلبة مرسى ياس التي احتفلت بنسختها 13 في ذاكرة تاريخ الفورمولا، بتقديم نجم جديد ارتقى لقمة سباقات الفورمولا، لحظات تاريخية لن ينساها الملايين من الجماهير بتتويج الهولندي فيرستابن الذي أزاح حامل اللقب 7 مرات من عرش البطولة.