أفكار
رغم ثقتي بحدوث بعض التقدم الفني واكتساب بعض الخبرات للمنتخب الأبيض الإماراتي، خلال مباريات كأس العرب المقامة بالعاصمة القطرية الدوحة، فإنني تعرضت لصدمة مروعة من الهزيمة الثقيلة للأبيض بخمسة أهداف نظيفة أمام شقيقه القطري، في مباراتهما بدور الثمانية، والأسوأ أن الأهداف الخمسة جاءت في شوط واحد، والأفظع أن الأهداف الخمسة لم تكن ملعوبة، بل بأخطاء مباشرة وساذجة من بعض لاعبي الأبيض، تمثلت في التعثر بالكرة وسوء التمرير أو التمرير للمنافس، أو الفشل في الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط، أو ارتكاب أخطاء سخيفة في منطقة الجزاء، بلمس الكرة باليد، أو عرقلة المنافس ما تسبب في احتساب ركلتي جزاء أو التسجيل بطريقة النيران الصديقة في مرماك!
بعيداً عن المباراة الحافلة بأخطاء اللاعبين، والناجمة عن عدم الانسجام وقلة التفاهم بينهم نتيجة ندرة المباريات التجريبية، فإن من غرائب الأمور أن الخسارة أمام المنتخب القطري، تسببت من قبل في إقالة المدرب الإيطالي زاكروني، بعد الخسارة بأربعة أهداف نظيفة في الدور قبل النهائي لكأس أمم آسيا في أبوظبي يناير 2019 كما تسبب خسارة أخرى بالأربعة (4/2) أمام منتخب قطر في الدوحة في ديسمبر 2019، خرج على إثرها الأبيض من الدور الأول لكأس الخليج في إقالة مارفيك، وأضيف لهذه النتيجة، تواضع نتائج المنتخب مع مارفيك، في المرحلة الثانية من تصفيات المؤهلة لكأس الأمم وكأس العالم، حيث كان الأبيض قد تقهقر إلى المركز الرابع وقبل الأخير للمجموعة السابعة، بعد فوزين على ماليزيا وإندونيسيا، وهزيمتين من تايلاند وفيتنام.
وبعد إقالة مارفيك وتأجيل المنافسات الدولية بسبب كورونا وتولي مدربين جديدين للأبيض وإقالتهما، تمت العودة لمارفيك والتعاقد معه مرة أخرى، ليكمل مشوار المرحلة الثانية ويفوز بالمباريات الأربع المتبقية التي أقيمت بأبوظبي، ويتأهل متصدراً المجموعة.
وبدأ مارفيك خوض مشوار المرحلة النهائية لتصفيات المونديال، بنتائج متواضعة، بتحقيق تعادلين وهزيمتين، والتقهقر للمركز الرابع، قبل أن يشع الأمل في المباراة الخامسة بفوز وحيد على منتخب لبنان في بيروت، ولكن بعد الخسارة الثالثة أمام منتخب قطر وهذه المرة بالخمسة، في الدوحة، فإن الحل الذي طرحته لجنة المنتخبات باتحاد الكرة، هو إقالة مارفيك، وهكذا فربما يتعرض للإقالة الثانية بعد الخسارة أمام قطر وفي الدوحة.
ولا أدري إذا كان رئيس لجنة المنتخبات قد تقدم باستقالته بالفعل، من منصبه على أن يبقى نائباً لرئيس الاتحاد، فما جدوى قراره بالاستقالة المعبرة عن الاعتراف بالفشل، وإذا كانت الخسارة بهذه الأهمية التي تسيء إلى سمعة الكرة الإماراتية، فلماذا لم يتم بحث الأمر مباشرة عن طريق مجلس إدارة الاتحاد وليس إحدى اللجان، وشخصياً أحترم نوايا المجلس الجديد للعبة والخطط الموضوعة للنهوض باللعبة، ولكني كنت أتحفظ دائماً على السلطات المبالغ فيها الممنوحة للمدير الفني الهولندي وخاصة عدم خوضه للمباريات التجريبية التي كانت كفيلة، بتقليل أخطاء اللاعبين وزيادة درجة انسجامهم وتفاهمهم واختبار صلاحية وبطء بعض اللاعبين الدوليين الذين انتهت صلاحيتهم فعلياً للمستوى الدولي، و6 منهم تخطوا الـ 36 سنة.
الصدمة وقعت بالفعل، وهي ليس مجرد خسارة عابرة، ورغم الطابع الودي للبطولة، فقد كشفت عن أخطاء عديدة في صفوف المنتخب يُسئل عنها المدرب واللاعبين، والأمر يحتاج إلى وقفة كبيرة لوضع النقاط على الحروف، والأمر كله يقع تحت المسؤولية التضامنية لمجلس إدارة اتحاد اللعبة، الذي ينبغي أن يخرج ويوضح ويقنع الرأي العام بكيفية منع هذه الكوارث الكروية مستقبلاً.
وفي كل الأحوال أرجو أن يتم العلاج بحكمة وروية، تضمن التمسك بالفرصة الباقية للمنتخب في التأهل لنهائيات مونديال 2022، كثالث لمجموعته، ثم دخول أتون معركتي الملحق الآسيوي والملحق العالمي.