في الصميم
الحديث عن المواجهة المرتقبة التي ستجمع بين منتخبنا الوطني أمام منتخب قطر في ربع نهائي كأس العرب، يقودنا إلى الوقوف أمام مقارنة سريعة لوضعية كلا المنتخبين قبل هذه المواجهة، والتي تميل من الناحية النظرية والعملية نحو العنابي القطري، الذي يدخل لقاء الجمعة في وضعية أفضل بمراحل قياساً بوضعية الأبيض، حيث إنه خاض أكثر من 50 مباراة دولية قبل مشاركته في كأس العرب، ولعب مع مختلف المدارس منها الأوروبية وأمريكا الجنوبية والكونكاكاف، وبالتالي فإنه يتفوق على منتخبنا من الناحية البدنية والفنية بوجود البدلاء الجاهزين، فيما تبدو معاناة منتخبنا الوطني واضحة رغم بلوغه الدور الثاني للبطولة، ويتضح ذلك من الجولات الست التي خاضها في تصفيات كأس العالم المؤهلة لمونديال 2022، أو في المباريات الثلاث التي خاضها في كأس العرب وجميعها تؤكد أن المنتخب ليس في أفضل حالاته حالياً ويعاني من حالة فقدان التوازن.
لا نقول ذلك من باب التبرير لأي نتيجة سلبية قد تنهي مشاركة الأبيض في البطولة، ولكن جميع المؤشرات والمعطيات تؤكد أن واقع المنتخب في الوقت الحالي لا تجعله مؤهلاً للعبور للدور النصف النهائي، مع التأكيد على أن في عالم كرة القدم لا شيء مستحيل، ولكن في المقابل لا يجب أن نتجاوز الحقائق والأرقام التي تمنح الأفضلية للخصم، ومع ذلك فإننا على ثقة بأن الأبيض قادر على تجاوز المهمة بالإصرار والقتال طوال الـ90 دقيقة، وتراهن الجماهير الإماراتية على الصورة والمستوى الجيد الذي أنهى فيها الأبيض مباراة تونس، وفي حال بدأ منتخبنا المباراة بنفس الأداء والمستوى الذي قدمه في الشوط الثاني من مباراة تونس رغم الخسارة، فإن مسألة تحقيق نتيجة إيجابية ممكنة جداً، لأن في المناسبات الكبيرة التي من هذا النوع جميع الاحتمالات واردة وممكنة، لذا فلا بد من التفاؤل الحذر حتى نتمكن من تجاوز عقبة ربع النهائي.
كلمة أخيرة
الأرقام مهمة في عالم كرة القدم وهي التي تستند عليها الجماهير في ترشيحاتها، وفي أغلب المناسبات الكبيرة لا مكان للمستحيلات ولا مكان للأرقام متى ما قالت المستديرة كلمتها، وتحقيق تلك المعادلة يتطلب كثيراً من الإصرار والعزيمة.