في التسعين
إحدى مكتسبات كأس العرب بالنسبة لمنتخبنا الوطني الأول، هو منح الفرصة لأسماء شابة من أجل التألق والبروز في البطولة، مثل علي صالح الذي عاد إلى مستواه السابق، بالإضافة إلى الاسم الجديد في المنتخب الأبيض طحنون الزعابي، الذي كان من الركائز المهمة في منتخبات المراحل السنية، والآن تمكن من الحصول على الفرصة وإثبات نفسه، على الرغم من أنه يعد لاعباً احتياطياً في فريقه الوحدة.
بالإضافة إلى الثنائي، هناك الحارس الشاب محمد حسن الشامسي الذي تمكن من الحصول على فرصة المشاركة، في ظل منافسة حراس ذوي مستوى عال في مقدمتهم علي خصيف، بالإضافة إلى الأسماء القديمة علي سالمين وعبدالله رمضان، والأمر المختلف الذي شاهدناه في هؤلاء الخماسي أنهم يمتلكون الرغبة، ونشاهد لهم روحاً مختلفة داخل أرضية الملعب.
منذ فترة طويلة ونحن نتحدث عن أن المنتخب الأول أصبح بحاجة إلى لاعبين جائعين كروياً، إلى الأسماء التي بحاجة إلى أن تبرز وتتألق ولديها الرغبة في الوصول بعيدا، هؤلاء الشبان الخمسة رغم قلة خبرتهم في المشاركات الدولية، ما عدا علي سالمين تقريبا الذي يملك أكبر رصيد من المباريات الدولية، فإنهم تمكنوا من وضع بصمتهم، لكن المعضلة الأكبر تكمن في التساؤل عن مدى الجودة التي يمتلكونها بالنسبة لاستمرارية التألق والوصول إلى أعلى مستوى ممكن.
أعتقد أن الجودة والاحترافية تكتسب من كثرة المباريات الدولية، وكذلك عبر البيئة الاحترافية التي يجب أن تحيط بهم، لأنهم الأساس الذي سنقف عليه في التصفيات المقبلة المؤهلة إلى كأس العالم 2026، خاصة وأن معظم الأسماء الحالية في المنتخب الأول تجاوزت الثلاثين عاما، وبالتالي من الصعب جدا أن نعتمد عليهم مستقبلا، غير أننا ما زلنا ننتظر منهم الكثير رغم تواجدهم طيلة السنوات العشر الماضية تقريبا بالمنتخب.
قبل البطولة العربية كنت أتمنى أن نشارك بمنتخب رديف، لأننا شاهدنا عدة منتخبات تلعب بلاعبين شبان وأصحاب مستوى عال جداً، وتم منحهم الفرصة والثقة تألقوا، وباتوا يمتلكون منتخبين حالياً أول ورديف، وهذا الأمر سينعكس إيجابياً على الفريق الأول في ظل المنافسة العالية بين اللاعبين، على عكس عندما يكون لديك لاعبون ضامنون مسألة تواجدهم كلاعبين أساسيين، لذلك من الصعب أن يتطوروا في غياب المنافسة.