وبدلاً من التوجه إلى المنصة مباشرة كما كان مقرراً، تجول فرنسيس على قدميه في مخيم مافروفوني الذي يعيش فيه نحو 2300 شخص وتوقف لتحية عشرات اللاجئين وقدم تحية خاصة لصبي أفريقي صغير.
وكان بابا الفاتيكان قد زار ليسبوس في 2016 ونقل معه 12 لاجئاً سورياً إلى إيطاليا. وعاد إلى الجزيرة في زيارة سريعة في إطار جولة تستمر 5 أيام في قبرص واليونان للقاء لاجئين في مخيم مافروفوني.
وعبر البابا عن أسفه لأن «شيئاً لم يتغير فيما يتعلق بقضية الهجرة» منذ زيارته السابقة قبل 5 سنوات.
وقال إن البحر المتوسط، الذي شهد غرق الآلاف في محاولة العبور من شمال أفريقيا إلى أوروبا، لا يزال «مقبرة مروعة بلا شواهد قبور». وأضاف «من فضلكم دعونا نوقف هذا الانهيار الحضاري».
ولليوم الثاني على التوالي، وجه نقداً قاسياً لمن يستغلون أزمة الهجرة لأغراض سياسية. وقال «من السهل استثارة الرأي العام ببث الخوف من الآخرين»، مضيفاً أن من يرفضون المهاجرين «يتخاذلون عن الحديث بنفس الحماسة» عن استغلال الفقراء والحروب وصناعة السلاح.
وأضاف «الأسباب البعيدة هي التي يجب مهاجمتها وليس الفقراء الذين يتحملون العواقب ويُستخدمون حتى في الدعاية السياسية».
وقال في منطقة الاستقبال وتحديد الهوية بالمخيم «أنا هنا لأرى وجوهكم وأنظر في عيونكم. عيون يملؤها الخوف والترقب، عيون شهدت أعمال عنف وفقراً، عيون مبللة بكثير من الدموع».
وزار البابا أُسراً عديدة في المخيم خلال جولته الصباحية به. وخرج البابا عن كلمته المعدة سلفاً وقال إنه من «المحزن» سماع أن بعض الزعماء الأوروبيين يريدون استخدام الأموال المشتركة لبناء جدار ونصب أسلاك شائكة للتصدي للمهاجرين. وأضاف «نحن في عصر الجدران والأسلاك الشائكة».
ودعا رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي الاتحاد الأوروبي إلى تمويل جدار حدودي بشكل مشترك لوقف تدفق المهاجرين القادمين من الشرق الأوسط عبر بيلاروسيا إلى بولندا.
ولطالما كانت اليونان نقطة دخول رئيسية لدول الاتحاد الأوروبي للمهاجرين واللاجئين الفارين من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا. ووصل مئات الآلاف إلى شواطئ ليسبوس عام 2015 بعد عبورهم على متن قوارب من تركيا.