محمد بن عيسى سياسي مغربي، شغل عدّة مناصب مهمة، أبرزها وزير الثقافة ووزير الخارجية المغربية، وسفير المملكة المغربية في الولايات المتحدة الأمريكية، ونائب في البرلمان ومسؤول معلومات في مقر الأمم المتحدة، وتربطه بدولة الإمارات علاقة وطيدة، حيث جمعته لقاءات مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان "طيب الله ثراه"، وعايش فترة الاتحاد وما صاحبها من قرارات سياسية عالمية وعربية مهمّة، صحيفة "الرؤية" التقت بالوزير الأسبق محمد بن عيسى في حوار خاص، استحضر خلاله أهم المشاهد الراسخة في ذاكرته عن اتحاد دولة الإمارات.
ما الذي تحفظه ذاكرتكم عن إعلان اتحاد دولة الإمارات العربية؟
في عام 1971، كنت موظفاً في اللجنة الاقتصادية الأفريقية التابعة للأمم المتحدة، في أديس أبابا، مع الزميل كوفي عنان، وأذكر أن خطوة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، كان لها صدىً كبير في كل الأوساط حينها، لأننا نشأنا منذ الصغر على ذلك الحلم الذي يتمثل في الوحدة العربية، ولكن ما كان مثيراً للاهتمام فعلاً، هو فكرة إقامة تلك الوحدة لسبع إمارات، وأقدم عليها رجل فذ ومميز، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».
كيف أثّرت تلك الوحدة، في الأوساط السياسية بالوطن العربي؟
أظن أن فكرة الشيخ زايد «طيب الله ثراه»، نشأت بهدف التطور مع مرور الأعوام، والانطلاق من الإمارات لتصل إلى توحيد كل دول الخليج، وكانت البداية «لم شمل الإخوة من السبع إمارات»، التي تعد الاتحاد الوحيد الناجح في رقعة الوطن العربي كاملة، رغم أن بعض الدول عملت على تطبيق مشروع الوحدة ولكنها لم تنجح في ذلك، ونحن كمثال في المغرب العربي لم نستطع المضي قدماً ولا تحقيق الأمر، والإمارات أعطت مثالاً مهماً للوحدة.
هل دعمت المملكة المغربية حينها فكرة الاتحاد؟
ما أعلمه عن دور المملكة المغربية في دعم اتحاد دولة الإمارات، أن المغفور له بإذن الله الملك الحسن الثاني، كان في طليعة من آمنوا بأهمية هذا الاتحاد، كما أنه أيد وتضامن مع كل القرارات التي تدعم الإمارات في الأمم المتحدة، وأظن أن المملكة كانت أول من استقبل الشيخ زايد «طيب الله ثراه» كرئيس دولة، والملك الحسن الثاني كان يتفق كثيراً مع رؤية الشيخ زايد، الذي عمل على بزوغ شمس الوحدة في المشرق، وكان يتمنى أن تشرق شمس مثلها في المغرب، تضم الدول المغاربية.
متى كانت زيارتكم الرسمية الأولى لدولة الإمارات؟
زرت دولة الإمارات لأول مرة عام 1976، حينما كنت مستشاراً مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومن ثم جاءت زيارتي الثانية للدولة، وتعرفت حينها إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتحدّثنا مطولاً حينها عن الثقافة، وكنت أعمل على بدْء مشروعي الثقافي «موسم أصيلة»، وكان حينها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي أول شخص حدثته في هذا الأمر، وتبادلنا الأفكار والمقترحات.
وماذا عن لقائكم الأول بالمغفور له الشيخ زايد؟
أذكر جيداً أول مرة جلست فيها على طاولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وكنت حينها وزيراً للثقافة عام 1987 إذا لم تخني ذاكرتي، وقدّمني حينها جلالة الملك للشيخ زايد، وبعدها زرت الإمارات في مهام تم تكليفي بها، فتطورت العلاقات وتعرّفت أكثر على أصحاب السمو والمعالي، وجمعتني علاقة صداقة بسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وكنا نتشارك الاهتمامت الثقافية والإبداعية.
وعندما أصبحت وزيراً للخارجية زرت دولة الإمارات مرتين، في رحلات رسمية، وكان أهمها الزيارة الأولى التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لدولة الإمارات، بعد أن أصبح ملكاً، وكانت زيارة مؤثرة حقاً، فالشيخ زايد- رحمه الله- استقبلنا استقبالاً حاراً، وبحفاوة وترحاب، وهذا عهدنا بالإمارات وقيادتها.
كيف ترى دولة الإمارات، بعد 50 عاماً من الاتحاد؟
الإمارات لها مكانة خاصّة في قلبي وذهني، وجمعتني لقاءات خاصّة مع قياداتها، ويعلمون جيداً مكانة تلك الدولة في قلبي، أما عن نجاحها المستمر، فيكفي أنها اتبعت طريقاً جعلها فاعلاً قوياً واستراتيجياً في المنطقة، فأصبحت منارة وملهمة في كثير من الميادين، على الصعيدين العربي والعالمي.
وماذا عن العلاقات المغربية الإماراتية؟
الإمارات لها مكانة تؤهلها بأن تكون في قيادة عدد من القطاعات، وأنا أشعر بالسعادة والراحة للعلاقة المتينة التي تجمع الإمارات والمغرب، والتفاهم القائم بينهما في مجالات كثيرة، كما أن الإمارات لها أيادٍ بيضاء في الكثير من المشاريع الاستثمارية والتنموية في المملكة المغربية.
من وجهة نظركم، ما الذي يحقق النجاح والازدهار للدول الفتية؟
أولاً: تطوير نظام التعليم، فهو الأساس والأرض الصُلبة لكل ازدهار، فيجب تأهيل الأجيال الصاعدة في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ثم التضامن، لأنه النهج السليم للتقدم، والسعي إلى تقوية الجسور القائمة بين الدول، وإعلاء قيم التعاون، والتسلح بالاعتدال والوسطية في كل شيء، فالحياة تكتسي بالألوان المتعددة ولا يليق بها لون واحد.
كلمة أخيرة لدولة الإمارات بمناسبة العيد االوطني الخمسين؟
أقدم التهنئة من القلب لكل إماراتي وإماراتية، وأمنياتي الصادقة لدولة الإمارات، لتبقى على طريق التنوير والتنمية والتقدم، وأن تستمر على طريق الرخاء والأمن والاستقرار.
ما الذي تحفظه ذاكرتكم عن إعلان اتحاد دولة الإمارات العربية؟
في عام 1971، كنت موظفاً في اللجنة الاقتصادية الأفريقية التابعة للأمم المتحدة، في أديس أبابا، مع الزميل كوفي عنان، وأذكر أن خطوة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، كان لها صدىً كبير في كل الأوساط حينها، لأننا نشأنا منذ الصغر على ذلك الحلم الذي يتمثل في الوحدة العربية، ولكن ما كان مثيراً للاهتمام فعلاً، هو فكرة إقامة تلك الوحدة لسبع إمارات، وأقدم عليها رجل فذ ومميز، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».
أظن أن فكرة الشيخ زايد «طيب الله ثراه»، نشأت بهدف التطور مع مرور الأعوام، والانطلاق من الإمارات لتصل إلى توحيد كل دول الخليج، وكانت البداية «لم شمل الإخوة من السبع إمارات»، التي تعد الاتحاد الوحيد الناجح في رقعة الوطن العربي كاملة، رغم أن بعض الدول عملت على تطبيق مشروع الوحدة ولكنها لم تنجح في ذلك، ونحن كمثال في المغرب العربي لم نستطع المضي قدماً ولا تحقيق الأمر، والإمارات أعطت مثالاً مهماً للوحدة.
هل دعمت المملكة المغربية حينها فكرة الاتحاد؟
ما أعلمه عن دور المملكة المغربية في دعم اتحاد دولة الإمارات، أن المغفور له بإذن الله الملك الحسن الثاني، كان في طليعة من آمنوا بأهمية هذا الاتحاد، كما أنه أيد وتضامن مع كل القرارات التي تدعم الإمارات في الأمم المتحدة، وأظن أن المملكة كانت أول من استقبل الشيخ زايد «طيب الله ثراه» كرئيس دولة، والملك الحسن الثاني كان يتفق كثيراً مع رؤية الشيخ زايد، الذي عمل على بزوغ شمس الوحدة في المشرق، وكان يتمنى أن تشرق شمس مثلها في المغرب، تضم الدول المغاربية.
متى كانت زيارتكم الرسمية الأولى لدولة الإمارات؟
زرت دولة الإمارات لأول مرة عام 1976، حينما كنت مستشاراً مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومن ثم جاءت زيارتي الثانية للدولة، وتعرفت حينها إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتحدّثنا مطولاً حينها عن الثقافة، وكنت أعمل على بدْء مشروعي الثقافي «موسم أصيلة»، وكان حينها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي أول شخص حدثته في هذا الأمر، وتبادلنا الأفكار والمقترحات.
وماذا عن لقائكم الأول بالمغفور له الشيخ زايد؟
أذكر جيداً أول مرة جلست فيها على طاولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وكنت حينها وزيراً للثقافة عام 1987 إذا لم تخني ذاكرتي، وقدّمني حينها جلالة الملك للشيخ زايد، وبعدها زرت الإمارات في مهام تم تكليفي بها، فتطورت العلاقات وتعرّفت أكثر على أصحاب السمو والمعالي، وجمعتني علاقة صداقة بسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وكنا نتشارك الاهتمامت الثقافية والإبداعية.
وعندما أصبحت وزيراً للخارجية زرت دولة الإمارات مرتين، في رحلات رسمية، وكان أهمها الزيارة الأولى التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لدولة الإمارات، بعد أن أصبح ملكاً، وكانت زيارة مؤثرة حقاً، فالشيخ زايد- رحمه الله- استقبلنا استقبالاً حاراً، وبحفاوة وترحاب، وهذا عهدنا بالإمارات وقيادتها.
كيف ترى دولة الإمارات، بعد 50 عاماً من الاتحاد؟
الإمارات لها مكانة خاصّة في قلبي وذهني، وجمعتني لقاءات خاصّة مع قياداتها، ويعلمون جيداً مكانة تلك الدولة في قلبي، أما عن نجاحها المستمر، فيكفي أنها اتبعت طريقاً جعلها فاعلاً قوياً واستراتيجياً في المنطقة، فأصبحت منارة وملهمة في كثير من الميادين، على الصعيدين العربي والعالمي.
وماذا عن العلاقات المغربية الإماراتية؟
الإمارات لها مكانة تؤهلها بأن تكون في قيادة عدد من القطاعات، وأنا أشعر بالسعادة والراحة للعلاقة المتينة التي تجمع الإمارات والمغرب، والتفاهم القائم بينهما في مجالات كثيرة، كما أن الإمارات لها أيادٍ بيضاء في الكثير من المشاريع الاستثمارية والتنموية في المملكة المغربية.
من وجهة نظركم، ما الذي يحقق النجاح والازدهار للدول الفتية؟
أولاً: تطوير نظام التعليم، فهو الأساس والأرض الصُلبة لكل ازدهار، فيجب تأهيل الأجيال الصاعدة في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ثم التضامن، لأنه النهج السليم للتقدم، والسعي إلى تقوية الجسور القائمة بين الدول، وإعلاء قيم التعاون، والتسلح بالاعتدال والوسطية في كل شيء، فالحياة تكتسي بالألوان المتعددة ولا يليق بها لون واحد.
كلمة أخيرة لدولة الإمارات بمناسبة العيد االوطني الخمسين؟
أقدم التهنئة من القلب لكل إماراتي وإماراتية، وأمنياتي الصادقة لدولة الإمارات، لتبقى على طريق التنوير والتنمية والتقدم، وأن تستمر على طريق الرخاء والأمن والاستقرار.