بدأ منتخبنا الوطني الأول مشواره في بطولة كأس العرب بفوزٍ صعب على سوريا، بهدفين مقابل هدف، في مباراة كان من الممكن أن يكسبها الأبيض بسهولة وألا يصعبها على نفسه، خاصة بعد المستوى الذي ظهر به في الشوط الأول، لكن بعد إحراز الهدفين انقلبت الأمور على منتخبنا، وتراجع الفريق بشكل غريب إلى مناطقه ومنح الكرة والاستحواذ للمنتخب السوري.
كبداية فإن تحقيق النقاط الثلاث أمر مهم جداً، لكن الظهور بهذا الشكل يعني أن هناك خللاً واضحاً ومن الصعب أن نذهب بعيداً في البطولة، ولا بد من معالجة سلبيات التراجع في الشوط الثاني، لأن هذا الأمر صاحب المنتخب في مباريات عديدة جداً بداية من التصفيات الأولى المؤهلة إلى كأس آسيا 2023 ومونديال 2022.
الجيد في اللقاء أن المدرب الهولندي مارفيك منح الفرصة للاعبين شبان مثل طحنون الزعابي وعلي صالح، لأننا ولفترة طويلة كنا نشتكي من مسألة الاعتماد على أسماء محددة طيلة السنوات العشر الماضية، ولا بد من منح الثقة للاعبين الصاعدين من أجل كسب الخبرات والحصول على فرصة كسب الاحتكاك في المباريات الدولية، خاصة أن أغلب الأسماء الحالية لن تتواجد بعد كأس آسيا 2023، وبالتالي يجعلنا نقلق على مستقبل منتخبنا.
بالنسبة للتراجع في الشوط الثاني، أعتقد أن الأمر يعود إلى مارفيك، الذي في أحيانٍ كثيرة يتعامل مع المنتخب وكأنه مجبر على تدريبه، ناهيك عن تدخلاته الفنية في الشوط الثاني والتبديلات التي نادراً ما تحدث، والمسؤولية كاملة على عاتقه في هذا الجانب، لأنه حتى وإن كانت الأدوات المتوفرة لديك لا تستطيع مجاراة أفضل 5 منتخبات في القارة، لكن بإمكانها تقديم الأفضل أمام البقية، ويجب أن تثق فيهم وتمنحهم الأسلوب الذي يمكنهم من تقديم أفضل ما لديهم.
وتنتظرنا المباراة المقبلة أمام موريتانيا التي تدخل المواجهة بعد هزيمة كبيرة أمام تونس، لكن علينا أن نعي أن هذا المنتخب ليس ضعيفاً لأن تونس منتخب شرس للغاية، وعلينا استغلال الجانب المعنوي لمنتخبنا ومحاولة خطف بطاقة التأهل من هذه المواجهة، وأن تكون المباراة الأخيرة من أجل تحديد المركزين الأول والثاني.