أشعلت إجازة عيد الاتحاد الخمسين الأسعار بين شركات الطيران، في ظل ارتفاع الطلب على السفر، لتراوح نسبة الزيادة في أسعار التذاكر في المتوسط بين 30 و40% مقارنة بالأيام العادية، ما قبل عطلة عيد الاتحاد، حيث تباينت نسب الارتفاع بحسب وقت الحجز وشركة الطيران والوجهة وحجم الطلب، وفقاً لمواقع حجوزات إلكترونية ومصادر عاملة في القطاع.
وقالت مصادر عاملة في القطاع إن السفر خلال الفترة الحالية ينقسم إلى شقين الأول من قبل العائلات المقيمة في الإمارات والتي ترغب في زيارة عائلاتها في دولها الأصلية، مستفيدة من طول فترة الإجازة، في حين أن الشق الثاني هو للعائلات المواطنة التي ترغب في قضاء برامج سياحية قصيرة.
وأضافت المصادر أن شهر ديسمبر يعتبر من أنشط مواسم السفر نتيجة لكثرة الأعياد والإجازات لذلك تسعى شركات الطيران للاستعداد لهذه الفترة بشكل خاص من خلال إعادة هيكلة رحلاتها وطائراتها بحسب حجم الطلب على كل وجهة، مشيرين إلى وجود حالة من الترقب حول تطورات المتحور الجديد التي قد تؤثر على برامج السفر في حال انتشاره عالمياً.
وقال رئيس العمليات التجارية والمدير العام للشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند لشركة «ويجو»، مأمون حميدان، إن أهم وجهات العطلات من الإمارات خلال الأيام الأربعة المقبلة هي الهند ومصر، تليها تركيا وجورجيا وأذربيجان وسريلانكا وألمانيا وإسبانيا، وهناك زيادة في الطلب على معظم البلدان الأوروبية مع فتح المزيد من الحدود وتخفيف الإجراءات ووجود رغبة في السفر، مشيراً إلى أن طول فترة الإجازة تجعل الكثير يخطط إما لزيارة بلدانهم الأصلية بالنسبة للوافدين المقيمين في الإمارات، أو قضاء برامج سياحية قصيرة خارج الدولة، لذلك عادت أذربيجان وجورجيا إلى الوجهات الرائجة، نظراً لقربهما من الإمارات وتمتعهما بطقس مثالي خلال الفترة الحالية.
وأضاف أن السفر الدولي لا يزال بعيداً عن مستويات ما قبل كوفيد، ولكنه يشهد تعافياً تدريجياً، بحيث أصبح يشكل 50% من مستويات ما قبل الجائحة، ويتم التعافي بشكل أسرع مقارنة بالتوقعات الأولية، ومن المتوقع أن تصل حركة السفر إلى 60% من مستويات ما قبل الجائحة مع نهاية العام.
وأضاف أنه في عام 2021، كان الناس أكثر حرصاً على السفر مقارنة بعام 2020، وأن هناك الكثير من الأشخاص الذين لم يحصلوا على إجازة مناسبة لأكثر من عام بسبب فيروس 19 COVID وقد أدى ذلك إلى زيادة الطلب على تجارب السفر الترفيهي، وشهدنا زيادة في الطلب على عمليات البحث عن رحلات الطيران والإقامات الفندقية هذا العام.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «دبي لينك للسفر والسياحة»، الدكتور هيثم الحاج علي، إن نشاط حركة السياحة والسفر خلال الفترة الحالية يعتبر الأعلى منذ بداية الجائحة، مشيراً إلى أن وجهات أوروبا والمملكة المتحدة وشرق آسيا، بالإضافة إلى وجهات الجزر مثل المالديف وشيسيل تستحوذ على الحصة الأكبر من المسافرين خلال الإجازة الحالية.
وحول أسعار التذاكر قال إن الأسعار شهدت ارتفاعات كبيرة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي الذي كان فيها العالم يعاني شبه توقف في حركة السياحية والسفر، لكن مقارنة مع الأيام العادية شهدت أسعار التذاكر ارتفاعات متباينة قد تصل في المتوسط ما بين 30 و40% وتتجاوز ذلك على بعض الوجهات لتصل إلى أكثر من 60%، مشيراً إلى أنه من الصعب تحديد نسب دقيقة للأسعار بسبب تباينها من وقت لآخر ومن وجهة إلى أخرى وبحسب شركة الطيران.
وأكد الحاج أن متحور «أوميكرون» لم يؤثر على الطلب على السفر حتى الآن ولم نواجه أي إلغاءات أو تغيير في البرامج من قبل الوفود السياحية القادمة إلى الإمارات، مشيراً إلى أن الأخبار المتداولة عن المتحور الجديد لم تؤثر على النشاط السياحي.
ومن جهته قال رئيس مجموعة العابدي للسياحية، سعيد العابدي إن عطلة عيد الاتحاد تشكل بداية حقيقية لموسم سياحة وسفر مثالي مشيراً إلى أن ارتفاع الطلب على السفر خلال الفترة الحالية سيستمر حتى منتصف يناير من العام المقبل.
وأضاف أن أسعار التذاكر تشهد ارتفاعات كبيرة بالتوازي مع ارتفاع الطلب لكن من الصعب تحديد نسب معينة لهذه الارتفاعات لأنها تختلف بحسب وقت الحجز والوجهة وحجم الطلب عليها وأن الأسعار قد تختلف أكثر من مرة خلال فترة زمنية قصيرة.