تمكنت أسواق المال الإماراتية من تعويض خسائرها التي شهدتها أمس بسبب مخاوف انتشار المتحور الجديد من فيروس كورونا «أوميكرون»، لترتفع خلال جلسة الاثنين، خاصةً سوق أبوظبي، الذي حقق مستوى قياسياً جديداً، بسيولة تتجاوز ملياري درهم مع اقتراب القيمة السوقية للسوق نحو 1.6 تريليون درهم.
وفي ختام جلسة اليوم، تمكنت الأسهم المحلية من تحقيق مكاسب إجمالية تصل إلى 57.34 مليار درهم، متركزة في سوق أبوظبي للأوراق المالية.
وأرجع محللو أسواق المال قدرة الأسواق الإماراتية على امتصاص تلك المخاوف بفضل أساسيات الأسواق القوية، بدعم الإدراجات القوية التي شهدتها الأسواق، ومن المتوقع أن تشهدها بالفترة المقبلة، فضلاً عن أرباح الشركات خلال التسعة أشهر الأولى من العام، وتوقعات مواصلة التعافي من تداعيات كورونا، وكذلك ارتفاع وتيرة التطعيم بالإمارات، وقوة الاقتصاد الإماراتي، وأيضاً ساهم ارتفاع أسعار النفط في التعاملات الصباحية اليوم وتعافي أسواق المال العالمية في قدرة الأسهم المحلية على الارتفاع وامتصاص مخاوف انتشار المتحور الجديد.
وبنهاية جلسة اليوم، قفز مؤشر أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 2.15% عند مستوى 8478 نقطة كأعلى إغلاق تاريخي للمؤشر، بينما ارتفع المؤشر العام لسوق دبي المالي بنسبة 1.77% عند مستوى 3059 نقطة، وسط زخم من السيولة الإجمالية لكلا السوقين المتجاوزة 2.8 مليار درهم.
الإمارات واحة الاستقرار
قال ديفيش مامتاني مدير المخاطر المالية ورئيس قسم الاستشارات والاستثمارات في سنشري فاينانشال، إن الأسهم الإماراتية تمكنت من الارتفاع بالتزامن مع أولى جلسات الأسبوع في الأسواق العالمية، لتصبح الإمارات مجدداً واحة للاستقرار، حيث حققت الحكومة بالفعل معدل تطعيم مرتفعاً جداً.
ولفت إلى أن الارتفاع جاء بعد أن أشار اثنان من خبراء الصحة في جنوب أفريقيا إلى أن الأعراض المرتبطة بسلالة «أوميكرون» كانت خفيفة حتى الآن، مشيراً إلى أنه مع ذلك هناك بالفعل بعض الاستجابات السريعة مثل حظر اليابان المسافرين الدوليين، وإيقاف أوروبا الرحلات الجوية من دول جنوب أفريقيا.
ونوه بأنه بسبب وتيرة التطعيم المرتفعة بالإمارات، فإن الناس من جميع أنحاء العالم على ثقة بأن دولة الإمارات ستظل مفتوحة للأعمال التجارية، وأن البنية التحتية الصحية المتقدمة في البلاد ستكون قادرة على التعامل مع أيّ عوامل.
وأكد مامتاني أن تلك الثقة قد تكون هي السبب وراء المكاسب في أسواق الإمارات اليوم.
أساسيات قوية
من جهته، قال نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في كامكو إنفست، رائد دياب، إن أسواق المال الإماراتية تمكنت من تجاوز تداعيات مخاوف انتشار السلالة الجديدة لفيروس كورونا، ليسجل سوق أبوظبي للأوراق المالية مستوى قياسياً جديداً، فضلاً عن عودة المستثمرين للأساسيات القوية لأسواق الإماراتية خاصةً سوق أبوظبي.
وأشار دياب إلى أن ارتفاع أسعار النفط العالمية، بالإضافة إلى ارتفاع أسواق المال العالمية في التعاملات المبكرة ساهم في ارتفاع أسواق المال المحلية التي بالأساس تحظى بأساسيات كبيرة وقوية، والتي تتمثل في إدراجات قوية وسيولة عالية، فضلاً عن نتائج أعمال للشركات جيدة مع توقعات باستمرار التعافي الاقتصادي بفضل قوة الاقتصاد المحلي، ما ساعد المستثمرين على إعادة بناء مراكز جديدة بالأسواق المحلية.
وقال دياب إنه من الممكن أن تشهد أسواق المال بعض الحذر حتى وضوح الرؤية أمام المستثمرين بخصوص مدى انتشار المتحور الجديد، ومدى فاعليته أمام اللقاحات خاصة بعد اكتشاف بعض الحالات في عددٍ من الدول.
وسجلت القيمة السوقية لسوق أبوظبي نحو 1.5978 تريليون درهم (بالقرب من مستوى 1.6 تريليون درهم) مقابل قيمة بلغت 1.5464 تريليون درهم في الجلسة الماضية لتربح نحو 51.4 مليار درهم.
ارتداد صحي
وقال وضاح الطه عضو الجمعية العالمية الاقتصاديات الطاقة وعضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد الأوراق المالية والاستثمار في الإمارات، إن ما حدث من ارتداد في أسواق المال اليوم هو ارتداد صحي بسبب أن مخاوف جلسة أمس حول متحور كورونا كانت مبالغاً فيها.
وأكد الطه أن ارتداد اليوم لا يعني نهاية المخاوف حول انتشار المتحور الجديدة، حيث يجب على المستثمرين الترقب وعدم الاندفاع لحين انكشاف مزيد من الحقائق حول انتشار الفيروس ومدى تأثيره على النشاطات الاقتصادية ومدى استقبال الدول لتلك المخاوف سواء من خلال اتخاذ قراراتها بخصوص إغلاقات جزئية أو كلية أو توقف رحلات الطيران، الأمر الذي يؤثّر على العديد من الأنشطة الاقتصادية وكذلك تراجع معدلات الاستهلاك.
وتابع: «وينعكس كل ذلك على الناتج المحلي الإجمالي لبعض الاقتصاديات وكذلك تراجع أسعار النفط حال ارتفاع وتيرة القلق بشأن المتحور، وهو من المؤكد أن ينعكس على أسواق المال في الفترة المقبلة».