تسبب انتشار الأخبار بشأن تفشي المتحور الجديد من فيروس كورونا «أوميكرون» وزيادة عدد الإصابات به في حدوث حالة من الهلع والفزع لدى الحكومات، انعكس بشكل تلقائي على أسواق المال العالمية للهبوط بقوة وإلى حالة عدم اليقين والتي قد تستمر خلال تداولات الأسبوع والتي ستنطلق الاثنين.
ويرى رئيس قسم الأبحاث لدى «إيكويتي جروب»، رائد خضر أن حالة عدم اليقين بشأن المتحور الجديد قد تستمر في زيادة قلق الأسواق في ظل أسبوع مليء بالعديد من البيانات الاقتصادية، خاصة في الولايات المتحدة، والتي ربما تُوفر بعض الدعم لمؤشرات الأسهم مثل داو جونز الذي سجل أسوأ أداء يومي له منذ أكتوبر 2020، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 الذي سجل أسوأ يوم له منذ فبراير من العام الماضي.
ويؤكد أن حالة من عدم الوضوح هناك ستظل تضغط على معنويات المستثمرين وتدفعهم للبحث عن أصول أكثر أماناً مثل السندات والذهب. وأنهى مؤشر داو جونز الصناعي القياسي تعاملات الجمعة الماضية متراجعاً 2.05%، وخسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً 2.3%
وتابع: إن مؤشر داو جونز الصناعي من الناحية الفنية لا يزال يتداول أعلى الاتجاه الصاعد القوي منذ مايو من العام الماضي، وقام بالفعل بإعادة اختباره خلال تداولات الجمعة الماضي حول مستويات الـ34680 نقطة والتي تُمثل مستوى تصحيح.
وتوقع رائد خضر، أن تشهد أسهم الشركات التي استفادت من عمليات الإغلاقات السابقة لكورونا ازدهاراً من جديد في مقابل عودة لتراجعات أسهم الشركات المعرضة لقيود السفر مثل شركات الطيران والرحلات، وهو ما حدث بالفعل بمجرد الإعلان عن حظر الرحلات الجوية القادمة من جنوب أفريقيا.
ومن جانبه، يوضح رئيس قسم أبحاث السوق لدى «سبائك مصر»، طاهر مرسي، أن وضع الفيروس حتى الآن غير واضح، حيث إنه من ناحية تؤكد الهيئات الطبية الرسمية بجنوب أفريقيا أن الفيروس لا يؤدي للوفاة وإنما لأعراض وصفت بالطفيفة لكن في المقابل فإن منظمة الصحة العالمية تقول إن المتحور ينتشر بسرعة وقد يعيد للأذهان سيناريو 2020 من جديد.
ويشير إلى أن هذا التضارب بالتأكيد سيصب في صالح ميل الأسواق لجانب الحذر وهو ما يعني أننا قد لا نرى هبوطاً عنيفاً، ولكننا بالمقابل لن نرى قمماً شاهقة. وبيّن أن معدلات نشاط الأسهم قد يستمر في التراجع حتى يتضح وضع المتحور الجديد ومدى تأثيره على الاقتصادات.
ولفت إلى أنه يمثل هذا التصعيد بشأن الجائحة ومتحورات كورونا محفزاً جيداً لتوقع المزيد من التيسير ودعم الأسواق المالية ضمن السياسة النقدية المتساهلة والتي يتبعها الفيدرالي الأمريكي لمنع انهيار الأسواق، وتعهده المستمر بعدم عودة سيناريو 2008 من انهيار لأسواق المال والذي كان له صدى كبير على الاقتصاد الأمريكي والعالمي.
أحداث مهمة
يشار إلى أنه خلال هذا الأسبوع، ستتجه أنظار المستثمرين صوب العديد من البيانات والأحداث الاقتصادية المهمة، سيكون على رأسها بيانات سوق العمل في الولايات المتحدة وشهادة جيروم باول أمام الكونغرس، بالإضافة لاجتماع أوبك بلس.
ومن المقرر أن يُدلي جيروم باول، رئيس مجلس محافظي البنك الاحتياطي الفيدرالي بشهادته أمام الكونغرس، وبالطبع ستتابع الأسواق ما إذا كان سيُشير إلى احتمالية تسريع وتيرة الخروج من برنامج التيسير الكمي، وما إذا سيُلمّح بتحول الفيدرالي لتشديد السياسة النقدية.
أيضاً، من البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة التي ستتابعها الأسواق مؤشر ثقة المستهلك، وأرقام القطاع التصنيعي والخدمي، وعلى رأس هذه البيانات ستكون أعداد الوظائف بالقطاع غير الزراعي الحكومية، ومن المتوقع أن يُضيف الاقتصاد أكثر من 560 ألف وظيفة في نوفمبر، وذلك بعد إضافة 531 ألف وظيفة في أكتوبر، كذلك من المتوقع أن تنخفض البطالة إلى 4.5%، ما قد يدفع الأجور للارتفاع على أساس سنوي إلى 5%.
وبالطبع ستتجه أنظار متداولي النفط لاجتماع منتجي النفط، حيث ستجتمع «أوبك+» في الرابع من الشهر المقبل، وذلك في أعقاب تراجع الأسعار بأكثر من 10 دولارات للبرميل خلال تداولات الجمعة في أكبر انخفاض في يوم واحد منذ أبريل.