لم تُخفِ المهندسة هبة منصور وافي (25 عاماً) من محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة فرحتها بعدما لاقت فكرتها القائمة على إدخال التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد في صناعة حجر من مكونات بيئية طبيعية، نجاحاً محلياً وعربياً.
وتوضح أن(hybrid local building) يقوم على إدماج التكنولوجيا الذكية في مواد بناء محلية تعتمد على تقنيات العمارة التقليدية.
وفي حديثها لـ«الرؤية» تقول وافي: "من خلال هذه التقنية حاولت إيجاد حلول لمشاكل الإسكان وإحياء العمارة التقليدية لكن بصورة عصرية يتقبلها الفرد وتراعي احتياجاته، إلى جانب الأخذ بعين الاعتبار محدودية توافر الإسمنت بشكل رئيس ومواد الإنشاءات بشكل عام في قطاع غزة بشكل يتسبب في ارتفاع ثمنه".
وأضافت "الهدف من المشروع تقليل الوقت والجهد في البناء، وإيجاد حلول لمشاكل البناء البيئية في عمليات البناء والهدم، وتقليل كلفة الحصول على المواد الإنشائية، والصيانة والتكاليف التشغيلية للمباني".
وتؤكد وافي أن القطاع غني بالموارد الطبيعة التي يمكن أن تحل محل الإسمنت في العمليات الإنشائية، "كالتربة المدكوكة".
وعن هذه التقنية تقول وافي: "هي واحدة من تقنيات البناء المتوافق وتعتمد بشكل أساسي على التربة والماء، ومن الممكن استخدام القليل من الإسمنت أو الجير أو الكركار، ولكن هذا ليس ضروريًّا".
وتوضح وافي أن تقنية التربة المدكوكة تتيح استخدام جميع أنواع التربة في موقع الإنشاء، في حين أن الجانب البيئي يتمثل في كون البناء كتلة حرارية لا تحتاج للتكييف صيفاً ولا للتدفئة شتاء، وتوفر عزلاً صوتياً وعزلاً للرطوبة، وعدم حاجة المباني للتشطيب الخارجي أو الداخلي.
وسبق للمهندسة وافي أن حصلت على جائزة حسيب صباغ وسعيد خوري عن مشروع تخرجها المعنون "مجاورة سكنية باستخدام تقنية «Rammed earth»، كأفضل مشروع تخرج لعام 2019، وفي عام 2020 حصلت على جائزة من حاضنة الأعمال والتكنولوجيا (BTI)، ويجري العمل على المشروع حتى الآن.
أما عن آلية إنتاج هذه الحجارة، فتقول: "إن العملية تتم بإضافة الخليط في طابعة ثلاثية الأبعاد، أو من خلال ماكينة تعكف على تصميمها لصب الحجر تختلف في صناعتها وآلية عملها عن الماكينة العادية".
وتلفت إلى أن هذا الأسلوب يعد من أقدم أساليب البناء، وصديقاً للبيئة وقليل الكلفة في البلاد التي لديها عمالة رخيصة، كما تعطي شكلاً جمالياً للجدران دون الحاجة إلى الطلاء، ما يساعد على تقليل كلفة بناء البيوت الكبيرة إلى نحو 40% من الكلفة الإجمالية.
.