لطالما كانت الألوان محط اهتمامي وعشقي الأبدي، لذلك ليس لي لون مفضل بل أهيم بكل الألوان عشقاً ولكن في منتصف الليل، وبعد أن جافاني النوم خطرت في بالي فكرة، ماذا لو استيقظنا لنجد أن كل الألوان اختفت وأصبح عالمنا بلونين الأبيض والأسود؟ يا ترى ما الذي سيحدث؟ هل سيكون عالمنا أقل شاعرية وجمالاً ؟ وما هي فائدة الألوان؟ هل مهمتها مجرد إضافة لمسة من الجمال، فرغم أن هذا الأخير مهم، إلا أنه ليس سبب كافياً لجعل الألوان عنصراً أساسياً في حياتنا، و لكي أوقف تلك الزوبعة في رأسي، قررت الاستعانة بالعم غوغل لكي أعرف فوائد الألوان.
وبعد بحث طويل توصّلت إلى أن ألوان الزهور تجذب حشرات وطيوراً معينة تحمل حبوب اللقاح من زهرة لأخرى، ويطلق على هذه العملية «التلقيح» وهي مهمة لجعل العديد من النباتات تنتج البذور التي ستصبح بدورها جيلاً جديداً من الزهور في الموسم القادم، وهذا ما يجعل الألوان مهمة جداً لاستمرار الحياة فمن دونها لن تكون عملية التلقيح لتنتج أجيالاً جديدة من النباتات التي نعرفها اليوم.
وصدق أو لا تصدق، فقد لعبت الألوان دوراً أساسياً في بقاء أجدادنا القدماء على قيد الحياة، فقبل اكتشاف الزراعة كان البشر يعتمدون على جمع البذور والثمار، من النباتات النامية بشكلٍ ذاتي ودون تدخل القوى البشرية المختلفة، ولمعرفة إذا ما كانت النباتات غير سامة و صالحة للأكل اعتمدت النساء جامعات النباتات، على الألوان و لهذا السبب فإننا معشر النساء قادرات على تمييزها بشكل أفضل من الرجال و لكن هذا موضوع لمقال آخر.
وذاكرتك أيضاً عزيزي القارئ قد تتأثر فعلاً بالألوان التي تحيطك، لكن هذا لا يعني أن الألوان تقوي الذاكرة أو تضعفها، بل لأن تلك الأخيرة تؤثر من حيث نوعية الذكريات التلقائية التي تنجم عنها، وتؤثر الألوان أيضاً على شهيتك وقد يبدو ذلك غريباً، لكن لون الصّحن الذي تضع به طعامك يومياً من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على كمية الطعام المتناولة، فكلما كان التباين بين لون الطبق ولون الطعام بداخله أكبر، قلّت الكمية التي تستهلكها.
وأيضاً تساعدك الألوان على ضبط ساعتك الداخلية، فقد وجد العلماء أن الضوء الأزرق الساطع يساعد في إعادة ضبط إيقاعك اليومي في حال فقدت السيطرة عليه، وبعد القراءة و البحث علمت أن العالم لا يصلح بدون الألوان وأنها هبة الخالق لنا.