أكد رؤساء دول ومسؤولون من الأمم المتحدة ومتحدثون أن استضافة الإمارات لفعاليات القمة العالمية للصناعة والتصنيع في إكسبو 2020 دبي يجسد بعد نظرها ونجاعة رؤيتها الاستشرافية المستقبلية.
وقالوا خلال كلماتهم في الجلسة الافتتاحية للقمة العالمية للصناعة والصنيع 2021 إنها أصبحت منصة عالمية بالغة الأهمية تسلط الضوء على الفرص والتحديات المختلفة في القطاع الصناعي بما يسهم في صياغة مستقبل التحول الصناعي عالمياً.
وألقى فخامة محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة ضيف الشرف في القمة العالمية للصناعة والتصنيع في نسختها الرابعة كلمة حول الإمكانات الواعدة التي يمكن للتعاون الدولي تحقيقها، قال في بدايتها: «أود بداية أن أتوجه بجزيل الشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة قيادة وشعباً على الدعوة الكريمة لحضور الدورة الرابعة من القمة العالمية للصناعة والتصنيع على هامش إكسبو 2020 دبي».
وأضاف إن دولة الإمارات باستضافتها «إكسبو 2020 دبي» والقمة العالمية للصناعة والتصنيع في دبي تثبت مرة جديدة بعد نظرها ونجاعة رؤيتها الاستشرافية المستقبلية.. مؤكدا أن الصناعة تعد قاطرة التنمية الاقتصادية الشاملة وركيزتها المحورية بحكم إسهامها المتميز في خلق فرص العمل وإنتاج القيمة المضافة ورفع معدلات النمو.
وقد تضاعف حجم وتنوع إسهام القطاع الصناعي في الاقتصادات المعاصرة على نحو ملحوظ في العقدين الأخيرين بفضل ثورة التقنيات الجديدة والتحول الرقمي المتسارع.
وقال في ختام كلمته إن الصناعة تدخل ضمن الهدف التاسع من أهداف التنمية المستدامة وما ذلك إلا لمحورية دورها في دفع النمو وخلق فرص العمل وتاليا في مكافحة الفقر وإحراز شروط الاستدامة. وإننا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية لجادون ف العمل على تحقيق هذا الهدف مستعدون للدخول في كافة أشكال الشراكة والتعاون التي من شأنها تسريع التحول الصناعي والرقمي.
من جانبه قال لي يونغ المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعة «اليونيدو» الرئيس المشارك للقمة عن الأمم المتحدة: «تنعقد دورة هذا العام من القمة تحت شعار (الارتقاء بالمجتمعات: توظيف التقنيات الرقمية لتحقيق الازدهار) وهو شعار ملائم للمرحلة التي نعيشها خاصة في ظل التسارع الذي نشهده في وتيرة التحول الرقمي إثر وباء كورونا فيما لا تزال العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة ونسبة كبيرة من فئتي النساء والشباب متخلفة عن ركب التحول الرقمي».
وأضاف أن البيانات الواردة في تقرير التنمية الصناعية الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية لعام 2020 تشير إلى أن أربعة اقتصادات كبرى تساهم وحدها بما نسبته 77% من جميع براءات الاختراع الخاصة بالابتكارات المتقدمة. في حين أن 88 دولة «معظمها من الدول النامية» لا تشارك بقوة في حركة الابتكار الأمر الذي يشير إلى اتساع الفجوة الرقمية. ونتيجة لذلك، تواصل الفجوة الرقمية اتساعها، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة «الأمية» الرقمية بما يفوق بشكل كبير عدد «المتعلمين» رقمياً.
ومن القادة العالميين الذين تحدثوا في الجلسة الافتتاحية للقمة القمة العالمية للصناعة والتصنيع نخبة من قادة الأمم المتحدة بما في ذلك أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة الذي ألقى كلمة «متلفزة» في حفل الافتتاح وقال فيها: "لقد كان للتحول الرقمي دور حيوي في تحسين مرونة الأعمال وزيادة القدرة التنافسية، بالإضافة إلى دورها في استئناف نشاط سلاسل القيمة الأساسية خلال جائحة كورونا. ومع ذلك يجب علينا رفع مستوى القدرات الرقمية العالمية بشكل أكثر عدالة، بحيث يمكن لنسبة أكبر من البشرية الاستفادة من هذه التقنيات. تشير أبحاث اليونيدو إلى أن 10 اقتصادات فقط تمتلك ما يقرب من 90% من براءات اختراع الابتكار المتقدم في جميع أنحاء العالم، في حين أن 88 دولة نامية تلعب دوراً ضئيلاً في قطاع التكنولوجيا المتقدمة.
وأضاف أنه غالباً ما يتم تهميش النساء أيضاً من المشاركة في ريادة الثورة الصناعية الرابعة، حيث يقدر أنهن يشكلن 30% فقط.
من جانبه قال بدر سليم سلطان العلماء رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع: «إننا نلتقي اليوم وعالمنا يقف على مفترق طرق مهم ومفصلي. فالقرارات التي نصنعها اليوم ستلعب دوراً حيوياً في صياغة مستقبل الأجيال المقبلة. وقد وصلنا إلى هذا المفترق نتيجة لمجموعة من العوامل، ليست التكنولوجيا إلا عاملاً واحداً منها فقط. فالتطورات التي شهدناها عبر العقود الماضية ساهمت في إحداث نقلة نوعية في حياتنا، تغيرت معها طرق عيشنا وتفاعلنا وطبيعة نشاطاتنا الاجتماعية والاقتصادية، وهي تغيرات نقلتنا في مجملها نحو الأفضل. وتزامناً مع هذه التغيرات، تقلصت المسافات التي تفصلنا حتى أصبح ما كنا نراه دولاً شاسعة ومجتمعات متفرقة مجتمعاً عالمياً واحداً. هذا التحول وحده يعكس مدى ارتباط مصيرنا الإنساني ببعضنا».
وقال إن هذه التغيرات ترافقت مع تحديات عديدة واجهتنا. وكان للتكنولوجيا تحدياتها الخاصة، منها التحديات المرتبطة بمكان العمل. لكن التحدي الأبرز الذي تجاوز في قوته وحدته كل ما سبقه هو وباء كورونا. وفي الوقت الذي ركزت فيه كافة الدول جهودها للسيطرة على الفيروس ووضع حد لتأثيراته التي شملت جميع جوانب حياتنا اليومية، برز سؤال أكثر أهمية، ما هو الأثر الذي سيتركه هذا الوباء على حياتنا؟ أيها السيدات والسادة، نحن نقف على أعتاب نظام عالمي جديد.