جاليات
ديننا الحنيف لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وأخذها بعين الاعتبار، لذلك هو آخر الأديان السماوية التي أنزلت للناس، فكان الختام بالإسلام الذي جاء كاملاً متكاملاً كافياً للبشرية، فالأديان أولاً وأخيراً جاءت لتساعد الناس في تسيير حياتهم وأمورهم اليومية، ووضع القوانين التي تحكم بين البشر، والإسلام بتكامله كان الاأخير، لذا دخل في كل نواحي الحياة ولم يترك أمراً إلا وأحاطه بالاهتمام.
رسولنا الكريم يقول "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه"، هذه المقولة وحدها تعتبر منهج حياة وطريقة للعيش، فأمورنا الحياتية تعتمد على عملنا وعمل الآخرين من حولنا، فإن توقف الناس عن العمل توقفت الحياة، فلن تكون هناك مزارع تزرع، ولا مصانع تنتج، ولا شوارع تنظف، ومن أجل استمرار حياتنا، يجب أن نستمر بالعمل، ولكي نستمر بالعمل يجب أن نأخذ أجرنا كاملاً غير منقوص كوننا نعيش على هذا الأجر، فإن توقف أرباب العمل عن إعطاء الأجور، توقف العمال عن العمل، وبالتالي تتوقف الحياة.
إعطاء العامل أجره بالموعد المحدد أمر مهم لأنه بالتأكيد رتب أموره المادية على أساس هذا الأجر، فإن تأخر أجره تأخرت كل التزاماته المادية، وهو الأمر الذي سيؤثر على حياته بكل تأكيد.
السياسات الجديدة للدولة بحماية أجور العاملين حيوية ومهمة، لأنها تجبر كافة المنشآت والشركات على إعطاء الأجور لعامليها بحسب تواريخ استحقاقاتها دون أي تأخير، وهو الأمر الذي يتماشى تماماً مع مبدأ "أعطوا الأجير أجره"، لأننا إذا حمينا الأجور، حمينا العمال وجعلناهم مرتاحي البال، وهو الأمر الذي سينعكس بالإيجاب على إنتاجيتهم.