حوار: أحمد الشناوي
أكد مدير المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر سالم عمر سالم، أن قطاع النشر في دولة الإمارات يشهد تطورات كبيرة، حيث حقّق قفزةً نوعيةً خلال السنوات القليلة الماضية، مشيراً إلى أن المدينة استطاعت، خلال 4 سنوات منذ تأسيسها عام 2017 في استقطاب 1500 ناشر على مستوى العالم وتوفير بيئة عمل مناسبة ومتكاملة.
وكشف سالم لـ«الرؤية»، أن هناك دراسات أجريت حول سوق صناعة النشر في الدولة، أظهرت أن نمو القطاع سيرتفع من 260 إلى 650 مليون دولار بحلول عام 2030، بفضل مدينة الشارقة للنشر.
وأكد أن مدينة الشارقة للنشر واكبت جملة التطورات في البيئة الاقتصادية المزدهرة التي تتميز بها الإمارة، وطورت وفقاً لذلك، منظومة أعمالها وخطط الدعم والتسهيل، مشيراً إلى أن فكرة مدينة الشارقة للنشر تتمثل في عدم التركيز على النشر وحسب، بل والتركيز على من يدعم الناشر.
برأيك، هل حقق قطاع النشر في الإمارات أي تقدم مؤخراً؟
بالطبع، حقّق قطاع النشر في دولة الإمارات قفزةً نوعيةً، خلال السنوات القليلة الماضية، فالدراسات التي أجريت حول سوق صناعة النشر في الدولة، أظهرت أن نمو القطاع سيرتفع من 260 إلى 650 مليون دولار بحلول عام 2030.
ما فكرة المناطق الحرة للنشر؟
فكرة المناطق الحرة للنشر مشابهة لأي منطقة حرة، وجدت على مستوى العالم باختلاف القوانين القائمة، لكن الفكرة في مدينة الشارقة للنشر تتمثل في عدم التركيز على النشر وحسب، بل والتركيز على من يدعم الناشر، حيث إنَّ هناك تركيزاً على القطاعات الأخرى التي تدعم الناشر وتدعم من يعمل في قطاع النشر.
ما التحديات التي يُعانيها قطاع النشر؟
قطاع النشر مثله مثل أي قطاع اقتصادي في العالم، والقواعد الاقتصادية تسري على الجميع، والذي يود اقتحام مجال عمل يجب عليه أن يقتحمه بذكاء، من خلال دراسة للسوق ومعرفة ما ينبغي تقديمه للمستهلك النهائي، وعلى الناشرين وأصحاب دور النشر أن يعكفوا على دراسة السوق وتلبية متطلباته.
هل نجحت المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر في استقطاب الناشرين؟
نعم، المدينة استطاعت خلال 4 سنوات منذ تأسيسها عام 2017 في استقطاب أكثر من 1500 ناشر وعاملين في قطاع النشر على مستوى العالم وتوفير بيئة عمل مناسبة ومتكاملة من جميع النواحي، فضلاً عن تزويد قطاع النشر بأحدث الوسائل لكي تسهل عليهم إيصال المحتوى الموجود.
ما المقومات التي تقدمها المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر؟
المدينة تولي اهتماماً خاصاً بالناشر العربي مع توفير فرص التعاون بين الناشرين العرب والأجانب في مكان واحد، الأمر الذي يساهم في تبادل الخبرات في مجال النشر، فضلاً عن إيصال المحتوى الموجود لديه باللغة العربية إلى لغات أخرى عبر اتفاقات الترجمة.
ووفرت المدينة سبلاً لإنجاح أعمال الناشرين مثل أقسام المحاسبة والتسويق إلى جانب شركات قانونية متخصصة في حقوق المطبوعات والنشر ما يمثل دوراً مهماً في دفع عملية النشر من كل جوانبها العملية.
ماذا عن التسهيلات التي تقدمها الشارقة للناشرين؟
لدى المدينة باقات خاصة بالناشرين تتضمن تسهيلات من ناحية الترخيص التجاري القانوني وترخيص أعمال الإقامة، فضلاً عن تأجير المكاتب بأسعار رمزية بالإضافة إلى الاستفادة من شراكات المدينة مع اتحاد الأدباء والكتاب العرب وبهذه الطريقة نخدم الناشر بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
هل تضاعف عدد الناشرين في الآونة الأخيرة؟
بالفعل، تضاعفت أعداد الناشرين الإماراتيين خلال السنوات الماضية من 10 إلى أكثر من 200 ناشر، بفضل مشروع الشارقة الثقافي ومدينة الشارقة للنشر التي مهدت الطريق أمامهم وأصبحت مرصداً للنشر يطل على جغرافيات النشر العلمية بشتى حقوقها الأدبية.
هل للمدينة دور في تعزيز صدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب؟
تصدر معرض الشارقة الدولي للكتاب معارض الكتب العالمية من حيث بيع وشراء حقوق النشر، وبالطبع لمدينة الشارقة دور في تعزيز تلك الصدارة، حيث كانت هناك غزارة في عدد العناوين، ويوجد لدى المدينة دور نشر أنتجت في أقل من عام ونصف أكثر من 300 عنوان، وجميعها حاضرة في المعرض، فضلاً عن الشركات التي بدأت من الصفر في المدينة لناشرين محليين وعرب وأجانب وحضرت في المعرض وعقدت شراكات عالمية.
كيف كانت مشاركتكم في المعرض؟
تأتي المشاركة تجسيداً لحرص المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر على حضور المعارض والملتقيات العالمية ذات العلاقة بالقطاع، والتي تسعى من خلال تواجدها فيها إلى التواصل مع الناشرين حول العالم، وبناء جسور التعاون مع صنَّاع النشر، والتعريف بالفرص التي توفرها الشارقة، التي رسخت مكانتها حاضنةً إقليمية وعالمية للعاملين في حقول المعرفة والصناعات الإبداعية بشكل عام.
وما المغزى منها؟
المشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب تؤكد على أهمية توحيد وتكامل الجهود التي تبذلها مختلف المؤسسات لدعم المشروع الثقافي الذي تقوده الإمارة في المنطقة والعالم بتوجيه ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ حيث أصبحت الشارقة اليوم وجهة ثقافية مفضلة، تستقبل على أرضها المهتمين بالشأن الثقافي والمعرفي.
كيف واكبت مدينة الشارقة التطور؟
مدينة الشارقة للنشر واكبت جملة التطورات في البيئة الاقتصادية المزدهرة التي تتميز بها الإمارة، وطورت وفقاً لذلك، منظومة أعمالها وخطط الدعم والتسهيل، ورسخت مكانتها المتميزة بوصفها المنطقة الحرة الأولى في العالم، التي تعني بشؤون النشر، وهذا ما يبرز دور إمارة الشارقة في تحفيز المبدعين على الإنجاز الفكري لتطوير سوق الكتاب، من خلال مبادراتها ومؤسساتها المعنية بالثقافة والنتاج الإبداعي والمعرفي.
هل تقتصر المشاركة على الجانب المحلي فقط؟
لا، لم تقتصر فقط على الجانب المحلي مثل معرض الشارقة الدولي ولكن الحضور الإقليمي والعالمي ضمن أجندتها عبر العديد من الملتقيات والمعارض العالمية، حيث كان لنا حضور قوي في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، في دورته الـ73، الذي أقيم تحت شعار إعادة اللقاء، الشهر الماضي، حيث عقدت فيه المنطقة الحرة جملة من الاجتماعات واللقاءات لتعريف مجتمع النشر العالمي بما تقدمه لهم المدينة من خدمات متميزة ومرافق عالمية المستوى وبيئة استثمارية واعدة.
كما سلطنا خلال مشاركتنا الضوء على مزايا المدينة كونها أول منطقة حرة للنشر والطباعة على مستوى العالم، والتي تساعد المستثمرين في مجال النشر وصناعة الكتاب على تطوير أعمالهم وبناء شراكات مع نظرائهم في القطاع، بما يضمن دفع عجلة النشر على المستوى العالمي.
لماذا صممت مدينة الشارقة للنشر؟
تمَّ تصميم مدينة الشارقة للنشر لهدف سام واحد فقط، وهو المُساهمة في تعزيز وازدهار وتنمية صناعة النشر العالمية، وذلك عبر تسهيل وتلبية متطلبات شركات النشر لممارسة أعمالها وتحقيق نجاحها المنشود، ونحن هنا لا نتحدث عن كلفة، بقدر الحديث عن النتائج التي نراها، والنتائج التي نراها هي لا تقدر بأي كلفة، لأن التكاليف موجودة في كل القطاعات، الفكرة هي أننا لو أخذنا على سبيل المثال شخصاً واحداً، أو مستثمراً من المستثمرين أتى من أي دولة من دول العالم كان موجوداً في هذه المنطقة وأسس شركة في هذه المنطقة، سوف يستعمل كل الخدمات الموجودة في الدولة ليس فقط على مستوى المنطقة.