وقّعت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، مذكرة تفاهم مع وزارة الصناعة والتجارة في روسيا الاتحادية، لتعزيز التعاون الصناعي في مجال إنتاج واستخدام تكنولوجيا ووقود الهيدروجين، بما يدعم عمليات تصنيعه وتخزينه ونقله، وتطوير التكنولوجيات والمعايير التصنيعية، وذلك تحقيقاً للرؤية المشتركة في تطوير موارد طاقة مستدامة ومنخفضة أو منعدمة الانبعاثات، والتقدم نحو تحقيق أهداف الحياد الكربوني في القطاع الصناعي مع ضمان نموه وتطوره.
وقّع المذكرة الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ودينيس مانتوروف وزير الصناعة والتجارة الروسي، وذلك خلال فعاليات الدورة الـ37 من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك».
وقال الدكتور سلطان الجابر: «تنسجم المذكرة مع الرؤية الاستراتيجية للقيادة الرشيدة والتي تحرص على بناء وتعزيز الشراكات الدولية بما يدعم أهداف النمو المستدام. وينسجم التعاون مع روسيا الاتحادية في قطاع الهيدروجين مع العلاقات الوثيقة والشراكة المميزة بين البلدين، كما أنه يعكس التوجهات الجديدة سعياً للوصول إلى مصادر نظيفة ومستدامة للطاقة، خاصة مع بدء التعافي الاقتصادي العالمي بعد جائحة كورونا».
وأضاف: «تعزز هذه الاتفاقية الشراكة الراسخة والمتقدمة بين دولة الإمارات وروسيا الاتحادية، خاصة أن الاستثمارات المتبادلة بين البلدين تتركز في عدد من القطاعات التي وضعتها وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ضمن أولوياتها، وبينها الصناعة وتكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية والبتروكيماويات إلى جانب الطاقة، وهي قطاعات تشكل حجر الأساس للتوسع في مجال الهيدروجين. وإدراكاً لحاجة العالم إلى المزيد من مصادر الطاقة بأقل قدر ممكن من الانبعاثات، فإننا ننظر إلى الإمكانات الواعدة التي يوفرها الهيدروجين باعتباره وقوداً نظيفاً يتمتع بإمكانات تؤهله لإحداث تغيير جذري في مستقبل الطاقة والصناعة».
وأوضح: «تمتلك الإمارات مزايا تنافسية عديدة في مجال وقود الهيدروجين، سواء من خلال موارد الغاز أو توفر الكهرباء النظيفة من مصادر متجددة مثل طاقة الشمس والرياح، ما يعزز تنافسية الدولة في إنتاج هذا الوقود وتخزينه ونقله. وهذا يتيح تنمية القدرات في جميع جوانب سلاسل القيمة الخاصة بالقطاع، إضافة إلى تعزيز مكانة الدولة في البنية التحتية للجودة من خلال التعاون مع الجانب الروسي لوضع المواصفات والمعايير للقطاع على المستوى الدولي».
وبلغت دولة الإمارات مستوى متقدماً من إنتاج الهيدروجين، مع إنتاج نحو 300 ألف طن من الهيدروجين سنوياً ضمن عمليات «أدنوك» الصناعية، كما يتم استكشاف إمكانات الهيدروجين الأخضر من خلال «تحالف أبوظبي للهيدروجين»، الذي تم تأسيسه مؤخراً مع «مبادلة للاستثمار» وشركة "القابضة ADQ"، إلى جانب مبادرات رائدة أخرى مثل مشروع الهيدروجين الأخضر، الذي تم الإعلان عنه بالتعاون بين هيئة كهرباء ومياه دبي وإكسبو 2020 دبي وسيمنس للطاقة، في مركز البحوث والتطوير التابع للهيئة في «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية»، وهو الأول من نوعه في المنطقة لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية.
من جهته، قال دينيس مانتوروف وزير الصناعة والتجارة الروسي: «إن سعينا الثنائي لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية يمهّد الطريق لتطوير مشاريع صناعية مشتركة، بما فيها تلك المتعلقة بالطاقة الهيدروجينية. وثمة إمكانات كبيرة للتعاون بين روسيا والإمارات تكمن في مناح متنوعة بمجالات تصميم وإنتاج معدات تسييل الهيدروجين وتخزينه ونقله، وكذلك في مواءمة المعايير الدولية والمحلية، وهي من الأمور التي نصت عليها مذكرة التفاهم الموقعة اليوم، مع أخذنا بعين الاعتبار الأهمية العالمية للبحث عن حلول تكنولوجية عالمية منخفضة الكربون وكثيفة الطاقة، كما قدمنا لزملائنا الإماراتيين خارطة المشاريع الروسية بشأن الهيدروجين والأمونيا منخفض الكربون والخالي من الكربون، والتي تضم 41 مشروعاً في أنحاء روسيا».
وستوفر مذكرة التفاهم فرصاً واعدة لتطوير قطاع الهيدروجين وتبادل الخبرات العملية والتكنولوجية، بما يساهم في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة لتعزيز مكانة الدولة الصناعية الرائدة عالمياً للـ50 عاماً المقبلة.
وجاءت المذكرة في سياق تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية، وتستند إلى اتفاقية التعاون الوثيق القائم بين البلدين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والصناعات المدنية الموقعة عام 2017.
واتفق الطرفان على تعزيز التعاون في مجال صناعة المعدات والمنتجات الخاصة بعمليات إنتاج وتسييل وحفظ ونقل واستخدام الهيدروجين الخام وخلائط الوقود التي يشكل الهيدروجين عنصراً رئيسياً فيها، إلى جانب تطوير المواصفات والمعايير الدولية في مجال الهيدروجين ومواءمة المواصفات الصناعية الخاصة بهذا النوع من الوقود في البلدين.
كما تنص المذكرة على تشجيع الاستثمارات في قطاع طاقة الهيدروجين وجميع مجالات التعاون الأخرى التي يتم الاتفاق عليها، وسيعزز البلدان التنسيق لتحقيق أهداف المذكرة من خلال الاستشارات الثنائية وبناء شبكة علاقات بين الشركات في البلدين بما يشجع على قيام مشاريع مشتركة، وكذلك تبادل المعلومات والبيانات التحليلية وكافة أشكال التعاون الأخرى التي يتفق الطرفان عليها.
وتصب المذكرة في إطار تحقيق أهداف استراتيجية الدولة للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة للسنوات العشر المقبلة، خاصة ضمن القطاعات ذات الأولية وهي صناعات الفضاء والصناعات الطبية والطاقة النظيفة والمتجددة (إنتاج الهيدروجين) وصناعة الآلات والمعدات والمواد الكيميائية والمعادن والتكنولوجيا المتقدمة والصناعات الدوائية والطبية.