يحبس الليبيون الأنفاس بعد انطلاق السباق الانتخابي للفوز بمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات المقررة 24 ديسمبر المقبل. ويتخوف مراقبون من احتمالية تحول العرس الديمقراطي المرتقب إلى موجة جديدة من العنف في البلد الذي دخل عامه الـ11 من عدم الاستقرار السياسي والأمني.
وبعد أقل من 48 ساعة من تقدم سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لمنصب رئيس الجمهورية، أعلن المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، الرجل القوي في الشرق، ترشحه رسمياً للانتخابات الرئاسية، ليصبح ثاني الأسماء التي تقدمت بأوراق ترشحها للمفوضية.
وتعقيباً على تلك التطورات، قال مصدر قانوني ليبي، طلب عدم ذكر اسمه، أن هناك عائقاً قانونياً أمام سيف الإسلام القذافي، يتمثل في مطالبة المدعي العام للمحكمة العسكرية بعدم قبول أوراق ترشحه إلا بعد مثوله أمام النيابة العسكرية باعتباره (فاراً من العدالة) بحسب المصدر. وأكد المصدر أن هناك شريحة كبيرة في المنطقة الغربية والمنطقة الوسطى ترفض ترشح نجل القذافي، لافتاً إلى أن هذه الشريحة تمتلك شرعية القوة والسلاح وشرعية الأمر الواقع.
غلق مكاتب المفوضية
وقال إن بعض من يدعون امتلاك الثورة ويتحدثون باسمها عمدوا إلى غلق مكاتب مفوضية الانتخابات وقطع الطرقات، وهو مشهد ينذر بتفاقم الأوضاع لدرجة اندلاع حرب جديدة أو تقسيم البلاد. ويرى المصدر أن كل شخصية جدلية يجب أن تبتعد على الأقل في هذه المرحلة الحساسة، لافتاً إلى أن القانون هو من يتحكم في المشهد (حتى الآن) لكن هذا لا يعني أنه لا مكان للرصاص إذا ما زاد الوضع سوءاً بالإصرار على الدفع بمرشحين جدليين في هذه المرحلة.
خوف الإخوان
ويرى مصدر آخر عمل في آخر حكومة للقذافي، أنه من الناحية القانونية لا يوجد ما يمنع ترشح سيف الإسلام للرئاسة، بحسب القانون الذي أصدره مجلس النواب، وأنه يجب على المفوضية أن تقبل هذا الترشح من الناحية المبدئية، لعدم وجود موانع قانونية. وأشار المصدر، إلى أن مجموعات «الإخوان» التي تتحدث باسم الثورة تشعر بالخطر من إجراء الانتخابات التي تسحب منها الشرعية المزعومة، فالشارع الليبي لفظ هذه المجموعات، وأي شخص معروف بانتمائه للإخوان لن يتم انتخابه من قبل الشعب. وتابع: «القانون الذي أصدره مجلس النواب للانتخابات لا يمنع ترشح أي من رموز النظام السابق، وإن هناك مرشحاً قد يكون مفتاح حل أزمات البلاد، هو الدكتور محمد أحمد الشريف، وزير التعليم الأسبق الذي يحظى بشعبية في الشارع الليبي».
وأشار إلى أن الشريف ربما يكون من المرشحين الأوفر حظاً، إذا ودع نجل القذافي السباق الانتخابي؛ لأنه رجل دولة محبوب، والمواطنون يعرفون أن الوجوه الحالية في السلطة لن تقدم شيئاً لإخراج ليبيا من أزماتها. وأكد المصدر أن هناك حالة أمل دبت في الشارع الليبي بعد ظهور القذافي الابن الذي ينظر إليه الكثيرون على أنه سيعيد للّيبيين ما فقدوه في 2011، من استقرار ومعيشة جيدة.
قوى دولية
ورغم المشهد المعقد وتخوفات المحللين، يرى المصدر أن رغبة القوى الدولية المؤثرة في ليبيا وعلى رأسها الولايات المتحدة، تتلاقى مع رغبة الليبيين في طي صفحة السنوات العشر الماضية وتوحيد البلاد وتغيير وجوه السلطة عبر انتخاب الشعب لشخصيات تملك شرعية حقيقية لإدارة البلاد.