تناولت الجلسة السابعة من ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثامن، الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات، مناقشة بعنوان «أفغانستان: هل نهاية الأزمة؟»، حيث ينعقد الملتقى من 13-15 نوفمبر الجاري بقصر الإمارات في أبوظبي.
وقال د. أن. جاناردان، إن الولايات المتحدة تركت أفغانستان بعد 20 عاماً في الحالة التي وجدتها عليها، أي في عهدة حركة طالبان، واليوم تعاني أفغانستان من تحديات كثيرة، فالاقتصاد والنظام المالي في حالة انهيار شامل، واحتمالات عودة التطرف والإرهاب كبيرة، إلى جانب تنامي تجارة المخدرات، والمشكلة أن كل هذه التحديات تترافق مع غياب استراتيجية لحركة طالبان في إدارة البلد، فضلاً عن غياب استراتيجية لدى المجتمع الدولي.
وأكد د. نصير أحمد أنديشة، أنه في بداية دخول طالبان كابل في أغسطس الماضي، كان هناك بعض الأمل لدى قطاع واسع من الأفغان مع اختلاف قومياتهم ومناطقهم، فقد كان هؤلاء يتطلعون إلى أن يعم السلام البلد في ظل قدرة طالبان على إقامة حكومة شاملة من موقع القوة حتى لو كانت غير شرعية، إلا أن هذا الأمل تبدد مع قيام طالبان بخطوتين: الأولى، تشكيل طالبان حكومة يتألف أعضاؤها بالكامل من الحركة، ونحو 80% من الحكومة هم من البشتون، ولم تضم الحكومة ممثلين من بقية القوميات ولا المناطق ولا حتى النساء، بل 13 عضواً في الحكومة كانوا مدرجين على القائمة السوداء للأمم المتحدة.
وأوضح أن الخطة الثانية هي رفض طالبان مطالب المعارضة في إقليم بنشير، التي دعت إلى المشاركة في السلطة وتبني الحكم اللامركزي، فقامت باجتياح الإقليم، وقتل عدد من قيادات وأعضاء جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، ومنهم الناطق باسم الجبهة، حيث جعلت هاتان الخطوتان الكثيرين من الأفغان يصابون بخيبة أمل.
وأضاف أنديشة أن ثمة سلاماً سلبياً في أفغانستان حالياً، فالسنوات العشرين الماضية كانت واعدة بمجال تطوير النظام السياسي وصياغة دستور جيد، وكانت فترة مسبوقة في توسيع التعليم والحريات الأساسية وتمثيل المرأة، ذاهباً إلى أن هناك حاجة إلى الكفاح من أجل الحفاظ على الحريات ودور النساء والشباب والأقليات والمجتمع المدني، وإلا فإن أفغانستان ستدخل في حقبة مظلمة من جديد.
وقال «الخلاصة أعتقد أن السيناريو الأفضل في أفغانستان هو أن تعمل طالبان على صياغة خطة انتقالية، من خلال مبادرة ذاتية أو عبر مساعدة الأمم المتحدة والدول الإقليمية، تضمن انخراط مختلف الأقاليم والقوميات والقوى السياسية فيها، وترتكز على إقامة حكم لا مركزي، أعتقد أن هذا ما زال ممكناً.. وبخاصة أن طالبان هي المنتصرة والمسيطرة على كامل أفغانستان».
أما د. مارفين وينباوم، قال إنه لا ينبغي التقليل من أهمية أن سيطرة طالبان على كابل فرض فترة من السلام النسبي طوال ثلاثة أشهر، فالبلد لم يعش مثل هذا الأمن النسبي منذ سنوات طويلة، بالرغم من وجود بعض العنف الناتج عن تفجيرات تنظيم «داعش- حركة خراسان».
وأضاف «نظراً إلى أن أفغانستان دخلت في مرحلة انتقالية فمن الطبيعي أن تواجه أزمات عدة وفي مقدمتها الأزمة الاقتصادية، وبخاصة إذا ما علمنا أن نحو 35% من الدخل القومي كان يأتي من الأموال التي تأتي من الخارج، و75% من الموظفين كانوا يتلقون رواتبهم من الجهات الدولية، وحالياً لا يوجد بنية اقتصادية في البلاد عدا زراعة الأفيون وتجارة المخدرات».
وتابع أنه برغم كل ما يقال عن توجه الاعتدال في طالبان مقارنة بطالبان الأولى، فإن الملاحظ أن القادة المعتدلين في طالبان يتراجع تأثيرهم، والمعضلة هي أنه حتى الآن لا يعرف أي نوع من الدولة ستنشئها طالبان، فعلى سبيل المثال هل ستقيم الحركة دولة محدودة كما كانت في التسعينات؟
ويعتقد وينباوم أنه يتعين على المجتمع الدولي بناء إجماع دولي للتعامل مع الأزمة الإنسانية، فلا يمكن ترك الأفغان يغرقون في الفقر والجوع، كما يتعين على المجتمع الدولي دعم الاستقرار في أفغانستان من خلال الاستمرار في المفاوضات مع طالبان، واستمرار الضغط عليها عبر الأدوات المالية والاقتصادية، مع الإدراك أن طالبان تريد أن تنال الشرعية الدولية والمساعدات من المجتمع الدولي ولكن بشروطها وبدون تقديم أي تنازلات.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، يرى أن الانسحاب الأمريكي لن يؤثر في موازين القوى الإقليمية والدولية، وأن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان لا يعني تركها كلياً، فسيبقى تأثيرها قائماً في المجالات الإنسانية والمالية والاقتصادية.
وقال د. أن. جاناردان، إن الولايات المتحدة تركت أفغانستان بعد 20 عاماً في الحالة التي وجدتها عليها، أي في عهدة حركة طالبان، واليوم تعاني أفغانستان من تحديات كثيرة، فالاقتصاد والنظام المالي في حالة انهيار شامل، واحتمالات عودة التطرف والإرهاب كبيرة، إلى جانب تنامي تجارة المخدرات، والمشكلة أن كل هذه التحديات تترافق مع غياب استراتيجية لحركة طالبان في إدارة البلد، فضلاً عن غياب استراتيجية لدى المجتمع الدولي.
وأكد د. نصير أحمد أنديشة، أنه في بداية دخول طالبان كابل في أغسطس الماضي، كان هناك بعض الأمل لدى قطاع واسع من الأفغان مع اختلاف قومياتهم ومناطقهم، فقد كان هؤلاء يتطلعون إلى أن يعم السلام البلد في ظل قدرة طالبان على إقامة حكومة شاملة من موقع القوة حتى لو كانت غير شرعية، إلا أن هذا الأمل تبدد مع قيام طالبان بخطوتين: الأولى، تشكيل طالبان حكومة يتألف أعضاؤها بالكامل من الحركة، ونحو 80% من الحكومة هم من البشتون، ولم تضم الحكومة ممثلين من بقية القوميات ولا المناطق ولا حتى النساء، بل 13 عضواً في الحكومة كانوا مدرجين على القائمة السوداء للأمم المتحدة.
وأوضح أن الخطة الثانية هي رفض طالبان مطالب المعارضة في إقليم بنشير، التي دعت إلى المشاركة في السلطة وتبني الحكم اللامركزي، فقامت باجتياح الإقليم، وقتل عدد من قيادات وأعضاء جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، ومنهم الناطق باسم الجبهة، حيث جعلت هاتان الخطوتان الكثيرين من الأفغان يصابون بخيبة أمل.
وأضاف أنديشة أن ثمة سلاماً سلبياً في أفغانستان حالياً، فالسنوات العشرين الماضية كانت واعدة بمجال تطوير النظام السياسي وصياغة دستور جيد، وكانت فترة مسبوقة في توسيع التعليم والحريات الأساسية وتمثيل المرأة، ذاهباً إلى أن هناك حاجة إلى الكفاح من أجل الحفاظ على الحريات ودور النساء والشباب والأقليات والمجتمع المدني، وإلا فإن أفغانستان ستدخل في حقبة مظلمة من جديد.
وقال «الخلاصة أعتقد أن السيناريو الأفضل في أفغانستان هو أن تعمل طالبان على صياغة خطة انتقالية، من خلال مبادرة ذاتية أو عبر مساعدة الأمم المتحدة والدول الإقليمية، تضمن انخراط مختلف الأقاليم والقوميات والقوى السياسية فيها، وترتكز على إقامة حكم لا مركزي، أعتقد أن هذا ما زال ممكناً.. وبخاصة أن طالبان هي المنتصرة والمسيطرة على كامل أفغانستان».
أما د. مارفين وينباوم، قال إنه لا ينبغي التقليل من أهمية أن سيطرة طالبان على كابل فرض فترة من السلام النسبي طوال ثلاثة أشهر، فالبلد لم يعش مثل هذا الأمن النسبي منذ سنوات طويلة، بالرغم من وجود بعض العنف الناتج عن تفجيرات تنظيم «داعش- حركة خراسان».
وأضاف «نظراً إلى أن أفغانستان دخلت في مرحلة انتقالية فمن الطبيعي أن تواجه أزمات عدة وفي مقدمتها الأزمة الاقتصادية، وبخاصة إذا ما علمنا أن نحو 35% من الدخل القومي كان يأتي من الأموال التي تأتي من الخارج، و75% من الموظفين كانوا يتلقون رواتبهم من الجهات الدولية، وحالياً لا يوجد بنية اقتصادية في البلاد عدا زراعة الأفيون وتجارة المخدرات».
وتابع أنه برغم كل ما يقال عن توجه الاعتدال في طالبان مقارنة بطالبان الأولى، فإن الملاحظ أن القادة المعتدلين في طالبان يتراجع تأثيرهم، والمعضلة هي أنه حتى الآن لا يعرف أي نوع من الدولة ستنشئها طالبان، فعلى سبيل المثال هل ستقيم الحركة دولة محدودة كما كانت في التسعينات؟
ويعتقد وينباوم أنه يتعين على المجتمع الدولي بناء إجماع دولي للتعامل مع الأزمة الإنسانية، فلا يمكن ترك الأفغان يغرقون في الفقر والجوع، كما يتعين على المجتمع الدولي دعم الاستقرار في أفغانستان من خلال الاستمرار في المفاوضات مع طالبان، واستمرار الضغط عليها عبر الأدوات المالية والاقتصادية، مع الإدراك أن طالبان تريد أن تنال الشرعية الدولية والمساعدات من المجتمع الدولي ولكن بشروطها وبدون تقديم أي تنازلات.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، يرى أن الانسحاب الأمريكي لن يؤثر في موازين القوى الإقليمية والدولية، وأن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان لا يعني تركها كلياً، فسيبقى تأثيرها قائماً في المجالات الإنسانية والمالية والاقتصادية.