لم أسمع أحداً يبرر الأفعال الجيدة، ولكني أسمع دائماً مبررات للأفعال السيئة والجرائم والانحرافات والإرهاب والحرية، وأشهر تبرير للأفعال السيئة والانحرافات وكل من ارتكب فعلاً مشيناً أو يعتزم ارتكابه، يقول لك أنا حر وهذه حرية شخصية. وخفافيش الخريف العربي رفعوا لافتات الحرية والعدالة تبريراً لمسلسل الفوضى والتدمير والقتل الذي لا تزال حلقاته وتوابعه مستمرة إلى الآن.
واتبع الإرهابيون بكل جماعاتهم وفصائلهم مبدأ نيقولا ميكيافيللي، الغاية تبرر الوسيلة، فعاثوا في الأرض فساداً والغاية المعلنة لديهم هي تطبيق الشريعة الإسلامية والحكم بما أنزل الله وهي غاية مزيفة، لأن الغاية الحقيقية هي السلطة والحكم وغايتهم الحقيقية هي الدنيا بينما يكذبون بأن غايتهم الآخرة، فالتبرير نفاق واضح والمنافقون أكثر الناس تبريراً لأفعالهم السيئة منذ عهد النبوة، فقد كانوا يوقعون الفتنة وعندما ينكشف أمرهم يقولون إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً، وكانوا يسخرون من آيات الله وعندما يفتضح أمرهم يقولون كنا نخوض ونلعب وهو نفس التبرير الذي يسوقونه الآن عندما يوقعون بين الناس وعندما يتآمرون، إذ يقولون والله كانت نوايانا طيبة.
وإذا كانت الوسيلة سيئة أو قذرة فإن الغاية بالتبعية لا بد أن تكون سيئة وقذرة والتبرير تغرير بالناس وتزوير وتدليس عليهم، وهو مثبط للهمم والعزيمة والمناعة، فالناس يفقدون مناعتهم ضد الشرور والانحرافات بسيل من تبريرها والتماس الأعذار لمرتكبيها، وبالتالي تصبح هذه الشرور والانحرافات والجرائم أموراً عادية، ويفقد الناس الشعور بالألم والاشمئزاز من الجرائم والإرهاب والانحرافات.
فالتبرير يقتل خلايا الألم من الشرور لدى الناس ويخلق لديهم الاعتياد ونسمع كلمات مثل هذا أمر عادي ولا يثير الغضب والاهتمام، وهكذا يفقد الناس فضيلة إنكار المنكر ومع الوقت والاعتياد ينشأ التعاطف مع المجرمين والمنحرفين والإرهابيين ويتحول كثير من الناس من أعداء للشر إلى أنصار له.
وهناك مبررات كثيرة تقال دائماً، مثل أن هذه الجرائم والانحرافات تقع في العالم كله وأن الفساد في معدل الأمان وليس ظاهرة تستوجب القلق، وكل هذا الكلام وغيره مثبطات مناعة حتى يصاب الناس بالإيدز العقلي والفكري وتنهار تماماً مقاومتهم النفسية للشرور والانحرافات والفساد، ثم شيئاً فشيئاً يتعاطفون مع المفسدين والإرهابيين ما دامت أفعالهم مبررة، وأسوأ تبرير قولهم إن هذا الفساد موجود في أكثر الدول تقدماً، فنحن نقارن أنفسنا بهذه الدول في الشرور ونتغاضى عن أن عندهم إنجازات ليست عندنا، والمضحك أن نقول نحن أقل منهم شراً ولا نقول هم أكثر منا خيراً.
واتبع الإرهابيون بكل جماعاتهم وفصائلهم مبدأ نيقولا ميكيافيللي، الغاية تبرر الوسيلة، فعاثوا في الأرض فساداً والغاية المعلنة لديهم هي تطبيق الشريعة الإسلامية والحكم بما أنزل الله وهي غاية مزيفة، لأن الغاية الحقيقية هي السلطة والحكم وغايتهم الحقيقية هي الدنيا بينما يكذبون بأن غايتهم الآخرة، فالتبرير نفاق واضح والمنافقون أكثر الناس تبريراً لأفعالهم السيئة منذ عهد النبوة، فقد كانوا يوقعون الفتنة وعندما ينكشف أمرهم يقولون إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً، وكانوا يسخرون من آيات الله وعندما يفتضح أمرهم يقولون كنا نخوض ونلعب وهو نفس التبرير الذي يسوقونه الآن عندما يوقعون بين الناس وعندما يتآمرون، إذ يقولون والله كانت نوايانا طيبة.
وإذا كانت الوسيلة سيئة أو قذرة فإن الغاية بالتبعية لا بد أن تكون سيئة وقذرة والتبرير تغرير بالناس وتزوير وتدليس عليهم، وهو مثبط للهمم والعزيمة والمناعة، فالناس يفقدون مناعتهم ضد الشرور والانحرافات بسيل من تبريرها والتماس الأعذار لمرتكبيها، وبالتالي تصبح هذه الشرور والانحرافات والجرائم أموراً عادية، ويفقد الناس الشعور بالألم والاشمئزاز من الجرائم والإرهاب والانحرافات.
وهناك مبررات كثيرة تقال دائماً، مثل أن هذه الجرائم والانحرافات تقع في العالم كله وأن الفساد في معدل الأمان وليس ظاهرة تستوجب القلق، وكل هذا الكلام وغيره مثبطات مناعة حتى يصاب الناس بالإيدز العقلي والفكري وتنهار تماماً مقاومتهم النفسية للشرور والانحرافات والفساد، ثم شيئاً فشيئاً يتعاطفون مع المفسدين والإرهابيين ما دامت أفعالهم مبررة، وأسوأ تبرير قولهم إن هذا الفساد موجود في أكثر الدول تقدماً، فنحن نقارن أنفسنا بهذه الدول في الشرور ونتغاضى عن أن عندهم إنجازات ليست عندنا، والمضحك أن نقول نحن أقل منهم شراً ولا نقول هم أكثر منا خيراً.