أكد مشاركون في النسخة الـ11 من مؤتمر الناشرين، التي نظمتها هيئة الشارقة للكتاب في مركز إكسبو الشارقة، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للناشرين، وأسدل عليها الستار اليوم الثلاثاء، أن صناعة النشر أظهرت مرونة كبيرة في إنتاج المحتوى التعليمي في ذروة الوباء، تزامناً مع الاعتماد على التعلم الرقمي، وما نتج عنه من مواكبة تقنية من قبل دور النشر التي اختلفت تجاربها، وحققت بعضها نجاحات في مجال النشر التعليمي خلال فترة الجائحة العالمية.
واعترف مشاركون في المؤتمر الذي شهد جلستين، الأولى بعنوان «تطوير المحتوى التعليمي: دور الناشرين في عصر التعلم الرقمي»، والثانية بعنوان «إبراز الابتكارات الأفريقيّة في مجال النشر: الصندوق الأفريقي للابتكار في النشر»، وحضرتهما الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، وعدد من مسؤولي الاتحاد، بأنه وبعد الجائحة وتوقف كل شيء في الحياة، أُجبر الناشرون إلى الدخول في عالم الكتب الإلكترونية، مشيرين إلى أنه وبالرغم من انتشار الكتاب الإلكتروني حالياً إلا أنهم يتوقعون العودة إلى الكتاب الورقي مرة أخرى.
استدامة واستمرارية
وتحدث الأمين العام للاتحاد الدولي للناشرين خوسيه بورغينو حول الاختلافات في تعامل الناشرين مع فرص التعليم الإلكتروني وإنتاج الكتاب الرقمي، مشيراً إلى أن فترة الإغلاق نقلت التعليم في المدارس إلى الشكل الافتراضي، وأن تلك المرونة كان لها تأثير على خيارات الناشرين وعلى إنتاجهم للكتب والمواد التعليمية.
وتحدثت المديرة الإدارية لتايلور وفرانسيس، رئيسة اتحاد الناشرين في الهند ناتاشا ديفاسار حول التحول الرقمي، مشيرة إلى أنه تحول من نطاق الخدمة إلى نطاق المفهوم، وذكرت أن سوق النشر في الهند تعتمد بشكل كبير على نشر الكتاب التعليمي الورقي، وأن الكتب الإلكترونية التعليمية كانت تمثل قبل الجائحة 5% مقابل 15% عالمياً.
ودعت الناشرين إلى التركيز على بحث الاستدامة والاستمرارية في الحفاظ على رضا البيئة التعليمية التي تستخدم الصيغة الرقمية من الكتاب.
تغيير كبير
أشارت مديرة التعليم الرقمي في مدارس هارو الدولية في آسيا الدكتورة نيلام بارمار إلى حدوث تغيير كبير خلال فترة الجائحة مثّل فرصة كبيرة لسوق التعليم عبر المحتوى الرقمي، ورأت أن منظور المدارس الجديد للتعليم دفع مؤسسات تقنية ودور نشر إلى تقديم مواد تعليمية جديدة، وإلى إتاحة مصادر على الإنترنت لتحقيق التفاعل والمشاركة بين الطلاب والمدرسين.
جودة المحتوى
وبدوره قال مؤسس شركة أبي سينا للشراكة المحدودة من المملكة المتحدة بيل كينيدي إن فترة الجائحة أدت إلى حدوث عملية تحول من الكتب الأكاديمية الورقية إلى النص الإلكتروني، مشيراً إلى رصد زيادة في جودة المحتوى الإلكتروني في الدوريات الأكاديمية الرقمية وسهولة الوصول إليها، كما أكد أنه لا يزال يؤمن بأهمية المطبوعات الورقية وأن المصادر الإلكترونية لن تستبدل الكتاب الورقي.
وتابع: إنهم لاحظوا خلال فترة جائحة كورونا أن هناك عملية هجرة للكتاب الأكاديمي إلى النصوص الإلكترونية؛ لأن الأول مدعوم، خاصة الكتب المدرسية والكتب الجامعية، موضحاً أن الكتاب الإلكتروني انتشر في الشرق الأوسط، خصوصاً منطقة الخليج.
وأكد أن الكتاب الورقي سيستمر ببريق مختلف؛ لأن الكتاب المطبوع ليس استهلاكاً للكلمات فقط، بل إحساساً بالكتاب، وشم رائحة الكتاب، كما سيعود الكتاب الورقي التعليمي إلى قوته مرة أخرى.
فيما أوضحت مديرة الحقوق الدولية، وايلي من المملكة المتحدة جولي أتريل أن الجائحة رسخت المرونة لدى الناشرين والجمهور وأنها حاولت أن تخلق من خلال عملها في النشر التعليمي نموذجاً مختلفاً، من خلال عرض المحتوى على الإنترنت، خاصة المعلومات التي تتطلب التحديث المستمر.