عندما هبّت عواصف الخريف العربي على الأمّة، قبل أكثر من عشر سنوات، كان أهل الفوضى يرددون أن ما يسمونها ثورات الربيع العربي كسرت حاجز الخوف، وكنت أسألهم هل هذا مدح أم ذم؟
فكانوا يقولون إنّه مدح بالتأكيد، وكنت أقول لهم إنه يقيناً ذم لو أنكم تعلمون، فأسوأ ما يمكن الوصول إليه هو كسر حاجز الخوف، فنحن نتحرّك في الحياة بالخوف، ولولا الخوف ما تحرّكنا، نخاف الله ونخاف الفقر ونخاف المجهول ونخاف الفشل ونخاف على أولادنا، ونخاف العقاب والله تعالى قال: «ويدعون ربهم خوفاً وطمعاً» أي قدّم الخوف على الطمع.
وقلت لهم لا أمن ولا أمان بلا خوف، فإذا خفنا أمنّا، أي أن الأمن هو الوجه الآخر للخوف والخوف هو الوجه الآخر للأمن، وكانوا يتحدّثون في مصر مثلاً عما يسمونه القمع والدولة البوليسية وتجاوزات الشرطة وكنت أسألهم أي تجاوزات تفضلون، تجاوزات الشرطة أم تجاوزات البلطجية واللصوص وقطاع الطرق؟ قالوا بالتأكيد تجاوزات الشرطة وقلت نحن في حياتنا كلها لا نختار بين حلو ومر أو بين حسن وسيئ، ولكننا نختار بين مرين وسيئين والحصيف من يختار أحلى المرين وأحسن السيئين.
وعندما يتعلّق الأمر بأمن المجتمع ككل، فلا بد من إخافة الفوضويين والمنحرفين والإرهابيين، وتصبح مسألة الحوار مع هؤلاء عبثية، وسمعت عبارة من أحد رؤساء وزراء بريطانيا وأظنه جون ميجور، تعليقاً على سلوكيات بعض المخربين، إذ قال: «عندما يتعلّق الأمر بأمن البلاد فلا تحدثوني عن حقوق الإنسان»، فالحوار مع المنحرفين والإرهابيين الذي يسمونه الحوار الفكري، يزيدهم وقاحة وفجوراً.
وحبس حرية المجرمين يحقق منتهى الحرية للمجتمع، وكان الفوضويون وأتباعهم الغاوون ما زالوا يقولون إن الحل الأمني لا يكفي والحق أنه يكفي ولا حل سواه، لأن الدول التي أسقطها الخريف العربي، أسقط فيها الأمن أولاً ثم سقط كل شيء بالتبعية، فالأمن أولاً والأمن ثانياً والأمن أخيراً، وبناء الدول وتماسكها لا يتحققان إلا بالأمن بمفهومه المجتمعي الشامل.
فالأمن أولاً ومن لم يتحقق له الأمن فسيفقد عافية البدن ويفقد القدرة على توفير قوت يومه، وقبل أن يضرب السيل العرم سبأ وينهار سد مأرب، هيأ الله لأهل سبأ بلداً آمناً وقرى متقاربة، وقال سيروا فيها لياليَ وأياماً آمنين وبدأ بالليالي قبل الأيام لأن الليل فيه كل مصادر الخوف والتهديد، فإذا كان آمناً تحقق الأمن كله. وكل الدول التي جعلت أمن المجتمع وأمانه على رأس أولوياتها حققت الرخاء والاستقرار والسكينة وصارت جنة الله في الأرض، فالأمن رأس الأمر.
فكانوا يقولون إنّه مدح بالتأكيد، وكنت أقول لهم إنه يقيناً ذم لو أنكم تعلمون، فأسوأ ما يمكن الوصول إليه هو كسر حاجز الخوف، فنحن نتحرّك في الحياة بالخوف، ولولا الخوف ما تحرّكنا، نخاف الله ونخاف الفقر ونخاف المجهول ونخاف الفشل ونخاف على أولادنا، ونخاف العقاب والله تعالى قال: «ويدعون ربهم خوفاً وطمعاً» أي قدّم الخوف على الطمع.
وقلت لهم لا أمن ولا أمان بلا خوف، فإذا خفنا أمنّا، أي أن الأمن هو الوجه الآخر للخوف والخوف هو الوجه الآخر للأمن، وكانوا يتحدّثون في مصر مثلاً عما يسمونه القمع والدولة البوليسية وتجاوزات الشرطة وكنت أسألهم أي تجاوزات تفضلون، تجاوزات الشرطة أم تجاوزات البلطجية واللصوص وقطاع الطرق؟ قالوا بالتأكيد تجاوزات الشرطة وقلت نحن في حياتنا كلها لا نختار بين حلو ومر أو بين حسن وسيئ، ولكننا نختار بين مرين وسيئين والحصيف من يختار أحلى المرين وأحسن السيئين.
وحبس حرية المجرمين يحقق منتهى الحرية للمجتمع، وكان الفوضويون وأتباعهم الغاوون ما زالوا يقولون إن الحل الأمني لا يكفي والحق أنه يكفي ولا حل سواه، لأن الدول التي أسقطها الخريف العربي، أسقط فيها الأمن أولاً ثم سقط كل شيء بالتبعية، فالأمن أولاً والأمن ثانياً والأمن أخيراً، وبناء الدول وتماسكها لا يتحققان إلا بالأمن بمفهومه المجتمعي الشامل.
فالأمن أولاً ومن لم يتحقق له الأمن فسيفقد عافية البدن ويفقد القدرة على توفير قوت يومه، وقبل أن يضرب السيل العرم سبأ وينهار سد مأرب، هيأ الله لأهل سبأ بلداً آمناً وقرى متقاربة، وقال سيروا فيها لياليَ وأياماً آمنين وبدأ بالليالي قبل الأيام لأن الليل فيه كل مصادر الخوف والتهديد، فإذا كان آمناً تحقق الأمن كله. وكل الدول التي جعلت أمن المجتمع وأمانه على رأس أولوياتها حققت الرخاء والاستقرار والسكينة وصارت جنة الله في الأرض، فالأمن رأس الأمر.