بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تم إطلاق جامعة زايد العسكرية، التي تهدف إلى إعداد وتدريب الجيل القادم من ضباط السلك العسكري والأمني بالدولة، تأكيداً على التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالاستثمار في الكوادر الوطنية ورفع مستوى التعليم العسكري لبلوغ أرقى معايير التدريب العسكري في مختلف التخصصات.
وكان المؤتمر الصحفي شهد الكشف عن كافة التفاصيل المتعلقة بجامعة زايد العسكرية، وأهدافها التي تتجسد في أن تكون جامعة رائدة عالمياً، وأن تستقطب أفضل الكفاءات المتميزة في سبيل خدمة الوطن، وأن تطبق أعلى معايير التعليم والتدريب لإعداد المرشحين وحصولهم على أفضل مستويات التعليم الأكاديمي والعسكري.
وقال وزير الدولة لشؤون الدفاع محمد أحمد البواردي خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم في نادي ضباط القوات المسلحة إنه مع اقتراب احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بالذكرى الخمسين لتأسيسها، يسرنا أن نعلن عن فصل جديد في الدولة من المسيرة التنموية بقطاع التعليم العسكري بالدولة، أساسه الاستثمار في العقول والطاقات الوطنية الشابة.
وأضاف: «بناء على التطور المشهود الذي يرافق كافة القطاعات في دولتنا، فهذا ما يدفعنا، أكثر من أي وقت مضى لمواكبة هذا التطور الذي تشهده الدولة، ولا سيما في القطاع العسكري، وعلينا أن نبلغ أعلى مستويات الكفاءة على المستوى الوطني في سبيل الارتقاء بمستوى التعليم العسكري والأكاديمي التخصصي، وصقل قدرات المرشحين وتزويدهم بالمعارف والخبرات، تماشياً مع تطلعات وطننا في سبيل حماية وصون مكتسباتنا وتطوير قدراتنا واستكمال مسيرة الدولة في التنمية والبناء».
وأشار إلى أنه لا يمكننا سوى أن نعبر عن فخرنا بالمستوى الرفيع الذي وصلت إليه دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالإنجازات التي بلغ صداها العالم بأسره خلال نصف قرن من الزمان، ولا شك أن التعليم وإعداد أجيال المستقبل يمثلان جزءاً أساسياً من هذه الإنجازات، مبيناً أنه في قطاع الدفاع، تغمرنا مشاعر الفخر تجاه أبناء قواتنا المسلحة والكليات العسكرية التي ساهمت في إعداد العسكريين الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل خدمة وطنهم بكل فخر وكرامة، وقدموا التضحيات من أجل إبقاء راية الوطن مرفوعة وشامخة في السماء".
وأكد البواردي على أهمية العمل الدؤوب الذي ساهم في إنجاز هذا المشروع بتوجيهات كريمة ومتابعة مباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مضيفاً «نتطلع لرؤية المرشحين العسكريين من أبناء الإمارات وهم يشاركون في التدريبات العسكرية ويكتسبون الخبرات المهنية والأكاديمية ويصقلون شخصياتهم القيادية ليكونوا ضمن الكفاءات الجديدة الشابة التي نطمح بتطويرها لتقود مسيرة الحداثة والتطور في المؤسسة العسكرية لمرحلة ما بعد الخمسين».
من ناحيته، قال نائب قائد جامعة زايد العسكرية العميد الركن وليد النقبي «تجسد جامعة زايد العسكرية خطوة جديدة ونقلة نوعية في مسار التعليم العسكري ضمن مساعي دولة الإمارات لتوفير مستوى تدريب عسكري فائق وإعداد وتجهيز قادة المستقبل، وتعزيز مستوى عالٍ من الانسجام بين ضباط السلك العسكري والأمني من منتسبي وزارة الدفاع ووزارة الداخلية، وترسيخ العمل التكاملي في مؤسسات الدولة ذات العلاقة من خلال تبني رؤية واحدة شاملة في سبيل خدمة الوطن».
وأضاف النقبي «تستعد الدفعة الأولى من المرشحين العسكريين لدخول التاريخ باعتبار أننا نقترب من الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات والانطلاق في رحلة السنوات الخمسين التالية التي ستشهد مزيداً من الإنجازات، ولا شك أن تحديات العصر الحديث تتطلب تقديم حلول مناسبة، وهذا بالضبط ما نسعى إليه من خلال تأسيس جامعة زايد العسكرية. ولا شك أن الخريجين سيكونون على أهبة الاستعداد لخدمة وطنهم الذي يرتبط حبه بقلوبهم، ونحن الآن نستعد للانطلاق في هذه الرحلة المتميزة».
وتم تأسيس جامعة زايد العسكرية بهدف إعداد الجيل القادم من ضباط السلك العسكري والأمني، وتدريبهم وتجهيزهم ليكونوا قادة أكفاء يتمتعون بالخبرات الاحترافية والقدرة على الدفاع عن دولة الإمارات ومصالحها الوطنية وحمايتها، وتتجسد مهمتها بتزويد ضباط السلك العسكري والأمني من الإماراتيين بتعليم جامعي شامل وواسع النطاق ضمن بيئة عسكرية، إضافة إلى تطوير شخصية المرشحين والارتقاء بقدراتهم وخبراتهم الاحترافية.
والجدير بالذكر بأنه يتم حالياً استقطاب عدد من المعلمين والضباط من أصحاب الخبرات على مستوى عالمي في المجالين العسكري والتعليمي لدعم الأهداف الاستراتيجية من تأسيس الجامعة ووضع نهج شامل للمساقات الدراسية، مع توفير أعلى مستوى من معايير التدريس التي تضمن حصول المرشحين على المهارات العلمية والميدانية اللازمة لما بعد التخرج.
وسيتم حالياً اختيار طلبات الدفعة الأولى التي تضم 100 مرشح للانضمام إلى جامعة زايد العسكرية، حيث يبدأ برنامج الدورة في يناير 2022، كما سيتم اختيار المرشحين من بين مجموعة أكبر من المتقدمين الذين سيتوجهون لإكمال مسيرتهم في القوات المسلحة أو الشرطة.
وبعد البرنامج الذي يستمر لمدة ثلاث سنوات في جامعة زايد العسكرية، سيتخرج المرشحون بشهادة بكالوريوس العلوم في الدفاع والأمن من خلال البرنامج الذي يقام بالتعاون مع أكاديمية ربدان.