توصف قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب26) التي تبدأ في مدينة غلاسكو الاسكتلندية هذا الأسبوع بأنها فرصة إما أن تنجح في إنقاذ الكوكب من أشد الآثار الكارثية لتغير المناخ أو تفشل في ذلك فشلاً ذريعاً.
تهدف القمة، التي تأجلت عاماً بسبب جائحة كوفيد-19، إلى الحيلولة دون تجاوز درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل التصنيع، وهو الحد الذي يقول العلماء إنه سيجنب الأرض أكثر عواقب الاحتباس الحراري تدميراً.
وقال ألوك شارما رئيس قمة الأمم المتحدة للمناخ للمشاركين «نحتاج ونحن نخرج من غلاسكو أن نقول بمصداقية إننا حافظنا على هدف 1.5 درجة».
وقال لشبكة سكاي نيوز «نحن بالفعل في ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.1 درجة فوق مستويات ما قبل التصنيع.. عند الوصول إلى 1.5 درجة ستكون ثمة دول في العالم تحت المياه ولهذا السبب نحتاج إلى التوصل إلى اتفاق هنا حول كيفية معالجة تغير المناخ خلال العقد المقبل».
وسيتطلب تحقيق هذا الهدف، الذي اتُفق عليه في باريس عام 2015، زيادة في الزخم السياسي والمساعي الدبلوماسية الحثيثة لتعويض عدم كفاية الإجراءات والتعهدات الجوفاء التي ميزت الكثير من سياسات المناخ العالمية.
وينبغي للمؤتمر انتزاع تعهدات أكثر طموحاً لمزيد من خفض الانبعاثات وجمع المليارات بغية تمويل مكافحة تغير المناخ والانتهاء من القواعد في سبيل تنفيذ اتفاقية باريس وذلك بموافقة ما يقرب من 200 دولة وقعت عليها بالإجماع.
وخلال قمة في روما، اتفق زعماء مجموعة العشرين على بيان نهائي اليوم الأحد يدعو إلى اتخاذ إجراء «هادف وفعال» للحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة لكن الدول لم تقدم تعهدات ملموسة تذكر.
وتمثل مجموعة العشرين، التي تضم البرازيل والصين والهند وألمانيا والولايات المتحدة، نحو 80% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، لكن الآمال في أن اجتماع روما قد يمهد الطريق للنجاح في اسكتلندا تضاءلت إلى حد بعيد.
من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لقادة مجموعة العشرين الأسبوع الماضي «لنكن واضحين - هناك خطر جسيم لن تتصدى له (قمة) غلاسكو».
وأضاف «حتى لو كانت التعهدات الأخيرة واضحة وذات مصداقية- وهناك شكوك جادة إزاء بعضها- فما زلنا نتجه نحو كارثة مناخية».
وستؤدي التعهدات الحالية للبلدان بخفض الانبعاثات إلى ارتفاع متوسط درجة حرارة المعمورة 2.7 درجة مئوية هذا القرن، وهو ما تقول الأمم المتحدة إنه سيؤدي إلى زيادة الدمار الذي يسببه تغير المناخ بالفعل من خلال اشتداد العواصف وتعريض المزيد من الناس للحرارة الشديدة والفيضانات المدمرة والقضاء على الشعاب المرجانية وتدمير الموائل الطبيعية.
وخرجت إشارات متباينة قبيل قمة غلاسكو. فقد وُصف تعهد جديد قطعته الصين، أكبر مصدر للتلوث في العالم، بأنه دون التوقعات وفرصة ضائعة ستُلقي بظلالها على القمة التي تستمر أسبوعين. ولم ترق تعهدات روسيا والسعودية كذلك إلى المستوى المأمول.
وستكون عودة الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، إلى محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ ذات فائدة كبيرة للمؤتمر، بعد غياب 4 سنوات في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
ولكن مثل العديد من قادة العالم، سيصل الرئيس جو بايدن إلى (كوب26) بدون تشريع قوي لوضع تعهده الخاص بشأن المناخ موضع التنفيذ في ظل الخلاف الدائر في الكونغرس بشأن كيفية تمويله وحالة عدم اليقين بشأن ما إذا كان بإمكان الوكالات الأمريكية حتى وضع قواعد منظمة لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.