في جو من المؤامرات العائلية والجرائم الدموية وصراع العصابات تدور وقائع مسلسل «فندق الأقدار» الذي بدأ بثه على منصة «شاهد VIP»، وهو عمل مثير وغريب على الدراما السعودية، يمكن ضمه إلى مسلسلي «اختطاف» و«رشاش» كعلامات في طريق دراما خليجية جديدة تعتمد على التشويق والعنف وتصوير الجانب المظلم من النفس البشرية.
يختلف «فندق الأقدار» في كونه من إخراج مخرج سعودي شاب، على عكس العملين السابق ذكرهما، اللذين صنعهما مخرجان بريطانيان معروفان.
«فندق الأقدار» من إنتاج MBC Studios وإخراج محمد الهليّل وابتكار محمد عبدالصمد وأنوار أبوالخير، وتعبير «ابتكار» هو ترجمة لكلمة created by، التي غزت المسلسلات الأجنبية، والمقصود بها المؤلف الرئيسي صاحب الفكرة والقصة والمشرف على كتابة العمل وخروجه للنور.
يبدأ «فندق الأقدار» بداية ساخنة، فلا تكاد تمر الحلقة الأولى حتى نجد أنفسنا أمام جريمتين يروح ضحيتهما أربعة أشخاص، وأمام حقيبتين مفقودتين الأولى تعج بالمال والثانية بالمخدرات، داخل فندق مهجور يتردد أنه مسكون، أو ملعون، يتصارع عليه عدد من الورثة لأسباب غامضة.
مثل الفندق متعدد الحجرات والقصص، الذي تفضي بعض حجراته إلى بعضها البعض، قام كاتبا المسلسل ببناء قصصه المتداخلة لتؤدي كل منها إلى الأخرى، واعتمدا على الحكاية التي تروى عدة مرات من عدة زوايا لتكمل الصورة، متأثرين ببناء أفلام العصابات التي برع فيها الأمريكي كوينتين تارانتينو. ومن ناحيته يعبر المخرج عن هذا البناء المركب بتقنيات من أنواع فنية مختلفة: البوليسي التشويقي والعصابات والرعب، ويعتمد بشكل خاص على عنصر التصوير والإضاءة في إضافة لمسة من الخطر المجهول، القادم كما لو بفعل قوى غيبية، وعلى الموسيقى التشويقية سريعة الإيقاع.
باختصار، تدور الحلقات التي عرضت حتى الآن (يعرض المسلسل أسبوعياً)، حول زوجين شابين يرثان فندقاً قديماً غامضاً على أطراف مدينة الرياض، تتحمس الزوجة بشكل خاص لإدارة الفندق وإحيائه بأية وسيلة، وتستخدم مديرة تسويق صديقة لترويج شائعات أن القصر مسكون. في الوقت نفسه يسعى بعض أقاربهما للاستيلاء على الفندق بأية وسيلة، ويخططون لإحداث فضائح أخلاقية تشوه سمعة الفندق وملاكه. ويدير الفندق قريب لهم كان يستخدمه كستار لتجارة المخدرات، يعاني من ظروف عائلية تستدعي مبالغ طائلة من المال، فيبذل كل ما يمكنه من دهاء وشر للحصول على المال، والإيقاع بين الجميع ليفلت بجرائمه. وفيما يسعى ضابط شاب لحل لغز الجريمة الأولى يبدأ في التعثر بألغاز الجرائم الأخرى.
يضم المسلسل عدداً كبيراً من نجوم التمثيل في السعودية، ويتألق بوجه خاص يعقوب الفرحان في شخصية فهد، مدير الفندق الداهية. فرحان لفت الأنظار إليه من خلال مسلسل «رشاش» الذي لعب فيه شخصية مجرم شرس، ويبدو أنه سيتخصص في لعب دور هذه الشخصيات الشريرة المركبة.
كذلك تبرع ميلا الزهراني في دور هديل، الزوجة التي تطارد حلمها بالعمل والنجاح من خلال الفندق الذي ورثه زوجها، ولكن طموحها الزائد يدفعها إلى ارتكاب أخطاء لا تغتفر.
يشارك في بطولة العمل أيضاً عدد من الممثلين والممثلات الواعدين، منهم يزيد الموسى، مطلق مطر، عبد نواف الظفيري، الرحمن عبدالله، عماد القدسي، محمد الجبرتي، آيدا، فيّ فؤاد، ريم الحبيب، وغيرهم، وهم يضفون على العمل روحا شابة تتناسب مع جدة موضوعه وجرأته.
«فندق الأقدار» عمل مثير، مشوق، ربما يشوبه بعض المبالغة الأسلوبية الناتجة عن رغبة صناعه في إظهار إمكانياتهم، ولكنه يمثل منصة واعدة لجيل واعد من الفنانين السعوديين، من الكتابة والممثلين وصولاً إلى الإخراج وبقية العناصر الفنية.