بنكهة الفن والثقافة حول الصحفي الفلسطيني محمد صقر معالم ناصيه الطريق التي تقابل منزله، إلى مطعم لتقديم الوجبات السريعة للمواطنين المارة بطريقة وأسلوب مغاير للمعتاد لدى العامة، جراء استطاعته دمج الطعام والثقافة في معالم مطعمه.
ويقول محمد خلال لقائه مع «الرؤية»، حاولت البحث عن فكرة فريدة لكسب إقبال المواطنين على مشروعي بإنشاء مطعم يقدم الوجبات السريعة والمشروبات الساخنة بكل أشكالها، متحدياً حقيقة الواقع الاقتصادي الذي نعيشه، والاستمرار في الحياة رغم الصعوبات التي واجهتها خلال حياتي، لتكون مكتبة والدي ولوحاته الفنية بداية جديدة في رسم معالم مطعمي والذي أطلقت عليها «القدر»، جاعلاً من مطعمي مزيجاً بين نكهة الطعام والثقافة.
ويضيف محمد بدأت في مسيرة حياتي في البحث عن ذاتي ضمن محاولات إظهار أعمالي الفنية وفن الدبكة من خلال الانضمام إلى جمعيات أو مؤسسات ذات الاختصاص، ولم أجد مكاناً يفتح أبوابه أمامي، ما دفعني للتفكير في إنشاء مؤسسة تحضن كل الشباب الذين يشبهون حكايتي وذلك في عام 2009، محققاً نجاحاً مؤقت حتى أتت الريح بما لا تشتهي السفن.
ويتابع رسمت معالم رحلة جديدة في حياتي جراء الانخراط في عالم الإخراج والعمل الصحفي، مستغلا موهبتي في كتابة الشعر والنثر، محققاً لقب أصغر مخرج خلال المشاركة في مسابقة مشارق المقامة في دولة الإمارات العربية في عام 2017، في مشاركة بفيلم قصير تدور أحداثه حول حياة الأشخاص ذوي البشرة البيضاء والسوداء، والفوارق القائمة، مستوحياً تفاصيل سيناريو فيلمه من خياله بما يعكس الواقع.
واقع مرير
لم تدم سعادة محمد طويلاً، حيث تعرض لجلطة دماغية أرقدته في الفراش 9 شهور متواصلة، فاقداً بذات الوقت الإحساس والحركة بكامل الجسد، ما جعله يمر بحاله نفسية مأساوية حطمت كل آماله التي كان يحلم بها في مخيلته، حتى بات لا يستطيع تقديم العون لذاته بأدنى احتياجاته الخاصة، لتكن مساعدة أحد الأشخاص له التحول الجديد في نهوضه من الفراش وإعلانه العودة للحياة من جديد.
ويقول محمد بدأت العودة للحياة من جديد مصطحباً برفقتي ذاك الكنز الثقافي الذي تركه والدي لي من خلفه، مشكلاً لي طوق النجاة للخروج بفكرة جديدة تجعلني أمضي بحياتي اليومية ليكون المزج بين الطعام، وتلك اللوحات الفنية والكتب الثقافية التاريخية والأثرية.
واستغل قدرته على صناعة كل معداته والأدوات التي يحتاج إليها للمضي في مشروعه صانعاً كل الأثاث ومعالم مطعمه بنمط كلاسيكي، برفقة تلك الخبرة في عالم الطهو التي اكتسبها خلال عمله في المطاعم، وذلك لإيمانه بأن الإنسان يستطيع أن يستغل كل قدراته ليصنع ما يجب من أجل ما يحب، وبذلك استطاع أن يمضي في طريقة لوحده موفراً كل ما يلزمه دون طلب الحاجة من الآخرين.
ويوضح محمد أقدم أطباق الطعام بطريقة محببة لدى المواطنين من خلال استخدام أواني الفخار التي تمتاز بنكهتها المختلفة عن الأواني الزجاجية، حيث أقوم بصناعة الوجبات السريعة بعديد من أشكالها مستغلاً خبرتي في عمل المطاعم، وأصنع بجانبها المشروبات الساخنة بمعظم أشكالها.