كانت رحلة شائقة، تلك التي أخذتنا من مدينة مدريد إلى مدينة قرطبة في القطار السريع، الذي اختصر المسافات ليوصلنا خلال ساعتين إلى واحدة من أجمل المدن الإسبانية، ودرة من درر الأندلس (ذلك المجد المفقود)، وقد كان الطريق في حد ذاته لوحة جميلة من مظاهر الطبيعة الخلابة، التي تستشف منها سبب إصرار العرب الأوائل على التشبث بتلك الأرض وإعمارها.
كان السبب من الزيارة هو إحياء أيام الشارقة الأدبية في إسبانيا التي نظمتها هيئة الشارقة للكتاب، حيث بدأناها في مدريد بعدها توجهنا إلى قرطبة، وفي ذات المؤسسة الثقافية وهي البيت العربي، لكن الوضع والأجواء في قرطبة مغايرة تماماً لأجواء ووضع مدريد، فقرطبة أكثر إيلاماً للقلب والذاكرة لمجدها الإسلامي العربي القديم.
الطابع العربي يغلّف قرطبة بشكل تام، مساجدها وبيوتها وأزقتها، حتى الحجارة التي بنيت منها تلك الدور، إنما هي حجارة تبث أحاسيس عجيبة مغلفة بكثير من الحنين والأمجاد التي لا يزال يصدح صداها في الآفاق.
قرطبة مدينة تاريخية وحضارية، هي عاصمة مقاطعة اسمها قرطبة أيضاً وهي تابعة لمنطقة الأندلس في جنوب مملكة إسبانيا، وتقع على ضفة نهر يسمى الوادي الكبير.
قد كانت لها شهرة كبيرة أيام الحكم العربي لإسبانيا، ذكرها الكثير من المؤرخين العرب في كتاباتهم ومنهم ياقوت الحموي، حيث كانت قرطبة في عهد عبدالرحمن الثالث الأموي عاصمة لدولة الأندلس، يستضيء الماشي بسراجها من على بعد 10 أميال، وبلغ عدد سكانها حوالي المليون نسمة بينما كانت أكبر مدينة في أوروبا لا يزيد سكانها عن ربع مليون، وكان عدد حماماتها العمومية ومرافقها وبيوتها حوالي 283000 وحدة، وبلغ عدد قصورها 80 ألفاً، وكان فيها 170 امرأة كلهن يكتبن المصاحف بالخط الكوفي، وتحتوي المدينة على 50 مستشفى، وفيها 600 مسجد ومن أهم مساجدها مسجد قرطبة، والذي لم يوجد له مثيل أو نظير في الفخامة والزخرفة وروعة البنيان.
الحديث عن روعة قرطبة وجمال معمارها ليس له نهاية، فهي من أعرق الحواضر العربية في الأندلس، وهي التي عجز الإسبان عن تغيير الأسماء العربية فيها، من أزقة وبيوت ومساجد، فكثافة وعمق الحضارة العربية فيها بلا مثيل.
كان السبب من الزيارة هو إحياء أيام الشارقة الأدبية في إسبانيا التي نظمتها هيئة الشارقة للكتاب، حيث بدأناها في مدريد بعدها توجهنا إلى قرطبة، وفي ذات المؤسسة الثقافية وهي البيت العربي، لكن الوضع والأجواء في قرطبة مغايرة تماماً لأجواء ووضع مدريد، فقرطبة أكثر إيلاماً للقلب والذاكرة لمجدها الإسلامي العربي القديم.
الطابع العربي يغلّف قرطبة بشكل تام، مساجدها وبيوتها وأزقتها، حتى الحجارة التي بنيت منها تلك الدور، إنما هي حجارة تبث أحاسيس عجيبة مغلفة بكثير من الحنين والأمجاد التي لا يزال يصدح صداها في الآفاق.
قد كانت لها شهرة كبيرة أيام الحكم العربي لإسبانيا، ذكرها الكثير من المؤرخين العرب في كتاباتهم ومنهم ياقوت الحموي، حيث كانت قرطبة في عهد عبدالرحمن الثالث الأموي عاصمة لدولة الأندلس، يستضيء الماشي بسراجها من على بعد 10 أميال، وبلغ عدد سكانها حوالي المليون نسمة بينما كانت أكبر مدينة في أوروبا لا يزيد سكانها عن ربع مليون، وكان عدد حماماتها العمومية ومرافقها وبيوتها حوالي 283000 وحدة، وبلغ عدد قصورها 80 ألفاً، وكان فيها 170 امرأة كلهن يكتبن المصاحف بالخط الكوفي، وتحتوي المدينة على 50 مستشفى، وفيها 600 مسجد ومن أهم مساجدها مسجد قرطبة، والذي لم يوجد له مثيل أو نظير في الفخامة والزخرفة وروعة البنيان.
الحديث عن روعة قرطبة وجمال معمارها ليس له نهاية، فهي من أعرق الحواضر العربية في الأندلس، وهي التي عجز الإسبان عن تغيير الأسماء العربية فيها، من أزقة وبيوت ومساجد، فكثافة وعمق الحضارة العربية فيها بلا مثيل.