تونس.. محاربة الفساد وإصلاح القضاء والاهتمام بالشباب.. أبرز المطالب الشعبية من الحكومة الجديدة
موجة من التفاؤل تسود الشارع التونسي بعد أيام من تشكيل الحكومة الجديدة، التي تقودها لأول مرة في تاريخ تونس امرأة، هي الدكتورة نجلاء بودن، التي جاءت بعد أكثر من شهرين على إجراءات استثنائية اتخذها الرئيس قيس سعيّد.
وأعلن الرئيس التونسي في 25 يوليو الماضي، عزل رئيس الوزراء هشام المشيشي، وتجميد أعمال البرلمان، ضمن إجراءات استثنائية لقيت تأييداً شعبياً واسعاً.
وباشر كل وزراء حكومة بودن، البالغ عددهم 24 وزيراً من بينهم 8 وزيرات وكاتبة دولة، وعدد من الشباب، أعمالهم بعد نحو شهرين ونصف من إقالة المشيشي، وسط تفاؤل شعبي كبير لضم الحكومة كفاءات ومتخصصين، إضافة إلى تحررها من أي ضغوطات وانتماءات سياسية.
وتسعى حكومة بودن إلى التعامل مع التحديات التي تشكلها المرحلة السياسية الصعبة التي تمر بها البلاد، فضلاً عن مواجهة ملفات عدة معقدة يأتي في مقدمتها الفساد، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية والصحية.
مطالب شعبية
وقالت ذكرى المساحلي (موظفة) إن هناك أملاً كبيراً في الحكومة الجديدة، لكنها في المقابل أكدت لـ«الرؤية» أن فتح ملفات القضاء وإصلاحه هو مطلب أساسي لإنقاذ تونس.
وأشار خليل الرزقي (نادل في مقهى) لـ«الرؤية» إلى أن وجود حكومة هو بارقة أمل، مؤكداً أنه متفائل «بعد أن وضع الرئيس قيس سعيد حداً للفساد واللصوص والتآمر على الشعب» على حد تعبيره، مطالباً الجميع بمساندة الحكومة التي تحتاج إلى وقت لتنفيذ برامجها.
وقال وليد المساهلي (عامل) إن تونس شهدت 10 سنوات من حكم جماعة الإخوان لم يتحقق فيها أي مكسب للشعب، خاصة الفئات الفقيرة التي تعاني من ارتفاع الأسعار، وتردي الخدمات.
واعتبر المساهلي لـ«الرؤية» أن أولوية الحكومة اليوم هي الاهتمام بالمواطن، معبراً عن أمله في أن تتجاوز البلاد مع الحكومة الجديدة ظروفها الصعبة.
وأشار ناجي السويبي (نادل في مطعم) إلى أن الآمال المعقودة على حكومة بودن، كبيرة، مطالباً في حديثه مع «الرؤية» الحكومة بسرعة تنفيذ برامج إصلاح عاجلة، تعيد تونس إلى ما كانت عليه قبل حكم جماعة الإخوان.
إرادة سياسية
وقال مراد الحرباوي (فنان تشكيلي متفرغ) إن الخطوات التي اتخذها الرئيس سعيد جريئة، هدفت إلى إصلاح البلاد، ولعل أهمها إنهاء حكم الإخوان، وتعيين حكومة وطنية تمتلك الكثير من الكفاءات.
ودعا الحرباوي في حديثه مع «الرؤية» الحكومة إلى التحلي بإرادة سياسية قوية؛ لتحقيق أحلام التونسيين، وتجاوز حالة الإحباط التي تعيشها البلاد منذ 10 سنوات.
واعتبرت مريم الغيضاوي (مديرة دار شباب) أن تشكيل الحكومة هو بارقة أمل في ظل تحديات كبيرة تدعو دكتورة بودن وحكومتها إلى بذل الكثير من الجهد؛ لاستعادة صورة تونس في الخارج، وتحسين علاقاتها الدولية، وعودة السياحة إلى أراضيها.
واعتبرت الغيضاوي في حديثها لـ«الرؤية» أن تونس تعيش مرحلة أمل رغم كل التحديات المطروحة، راجية أن تهتم الحكومة بواقع الشباب التونسي، الذي عانى من خيبة أمل طيلة حكم الإخوان.