يؤمن الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية إبراهيم عبدالرحمن الجروان، بأن القرارات الشخصية للشباب في مرحلة مبكرة تحدد المسار المهني والتعليمي، وأن المستقبل لمن يفكر ويخطط.
وأكد الجروان، في حوار مع «الرؤية»، أنه تأثّر بالأصدقاء، وببيئة الدراسة والعمل والمجالس المرتادة، وبالمعارف والثقافة والعلوم التي شكّلت جزءاً من شخصيته، مضيفاً: «كنا نجلس مع آبائنا لنتعلم ونصاحبهم في الزيارات والرحلات، نستسقي منهم الخبرة والحكمة وأخبار الناس، كنت أسمع عن رحلات التجارة عبر البحار».
وأشار إلى أن الإنسان قد يتمنى أنه اتخذ قرارات معينة في فترات سابقة، لكن الوقوف على ذلك كثيراً و«عض أصابع الندم» لا يُصلح الأمور، كاشفاً عن أمنيته لو أنه درس تخصص الفضاء قبل 20 عاماً.
وتالياً نص الحوار:
* في أي المدارس تعلّمت؟
تنقلّت بين مدرسة بدر الابتدائية، ومدرسة ابن خلدون المتوسطة، ومدرسة خالد بن محمد الإعدادية، وتخرجت في ثانوية الإمام أحمد بن حنبل بالشارقة، وهي مدرسة حكومية، درس فيها جل شباب تلك الفترة ممن يرتادون المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم.
* ما الذي كان يشغلك في تلك الأيام؟
لكل مرحلة مشاغلها وظروفها وأحداثها، وأحلام كثيرة كانت تستحوذ على تفكيري، وكان الفلك هاجسي في مرحلة الثانوية.
كانت لدينا مزرعة في الذيد، حيث اعتدت على متابعة النجوم، وكنت أسأل عنها والدي وجدي وعمي، وهم تجار سافروا إلى العراق وأفريقيا والهند.
* كيف كانت ملامح حياة الشباب بالنسبة لك؟
فترة الشباب، كما عشناها، كانت عتبة مهمة في الحياة، ولم تكن مجرد طور وسطي أو مرحلة مراهقة، كنا نتحمل المسؤولية ونجلس مع آبائنا لنتعلم ونصاحبهم في الزيارات والرحلات، نستسقي منهم الخبرة والحكمة وأخبار الناس، كنت أسمع عن رحلات التجارة عبر البحار إلى سواحل شرق أفريقيا والهند والعراق وما تكبدوه من مصاعب وما اكتسبوه من معارف وعلوم ومهارات.
* ما القرارات التي يتخذها الشخص آنذاك وتؤثر فيه لاحقاً؟
المستقبل لمن يفكر ويخطط، ولعل أهم القرارات التي يتبناها الشاب، وتنعكس في بقية حياته، هي الدراسة الجامعية والاتجاه الوظيفي، فالشاب يجب أن يفكر في التخصص المناسب له، وأي جامعة يلتحق بها، وحتى أي الأساتذة يختار في المساقات، ثم يأتي بعد ذلك قرار التوظيف في أي جهة ونوع المهنة ونطاق العمل، كل هذه القرارات تؤثر في بقية مراحل الحياة وتشمل النواحي كافة.
* بماذا تأثّر فكرك وشخصيتك أثناء الجامعة؟
أثّرت فيّ نطاقات الاحتكاك أو الاتصال ونوعها، من أشخاص، كالأصدقاء، أو مجموعات، كبيئة الدراسة أو بيئة العمل أو بيئة المجالس المرتادة، كما أثّرت فيّ المعارف والثقافة والعلوم التي شكّلت جزءاً من شخصيتي، إضافة إلى المواقف والأحداث التي مررت بها.
* كيف كنت تتعامل مع الصعوبات التي تواجهك حينئذٍ؟
المرحلة الجامعية، والتي قضيتها في الغربة بعيداً عن المنزل والأهل، جعلتني أواجه كثيراً من المواقف والصعوبات، وأُجبرت على التعامل معها ومواجهتها بما هو ممكن ومتوفر وبمسؤولية، بعيداً عن الاتكالية أو التهرب، كانت تلك ميزة يفتقدها الكثير من أبناء الجيل الحالي.
* بمَ تنصح الشباب لمواجهة المصاعب؟
الشعور بالانتماء لهذا الوطن وهذه الأرض، هذا الانتماء يولّد مسؤولية كبيرة تجاه منجزات الدولة ومصالح مؤسساتها وخدمة شعبها تحت مظلة القيادة الرشيدة.
لا بد من تعزيز الترابط والتماسك المجتمعي والهوية المميزة لمجتمع الإمارات والتعامل مع التقنيات على أنها أدوات مساندة لاتخاذ القرار، والتعود على استيعاب الموقف واتخاذ القرارات وفق منهجية علمية، علاوة على تحمّل نتائج تلك القرارات.
أوصي الناشئة بعدم الركون إلى نمط العيش المرفه أو اللامسؤولية، وكذلك عدم الانسياق وراء أنماط الحياة المختلفة دون وعي أو تقدير لعواقب ذلك.
* في الجانب العملي، ما كانت وظيفتك الأولى ولماذا؟
كانت وظيفتي الأولى هي مدير الموارد البشرية في التخطيط والمساحة في الشارقة، وعملت في ذات الوقت مشرفاً عاماً للقبة السماوية في الشارقة، ووجدت فرصة فعملت في المتحف العلمي بالشارقة، وقدمت محاضرات وندوات، وأسهمت في تأسيس مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك وكنت نائب مدير المركز.
كانت تلك الوظيفة وفق ما كنت أطمح له في السنوات الأخيرة من الدراسة ولهذا ما أن وجدت الفرصة المناسبة حتى اتجهت إليها.
ولاحقاً شغلت منصب عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، وعضو جمعية الإمارات للفلك، وكنت عضواً في الجمعية الوطنية الجغرافية الأمريكية.
* ما أبرز القضايا التي بحثتها في الفلك؟ والمنجزات التي تفخر بها؟
نعمل من منظومة عمل مؤسسي ولا أنسب نجاحاً إلى نفسي، فحتى المبادرات التي اقترحتها فضّلت أن تُقدم كدراسة لفريق عمل، وقد شاركت وأسهمت في الكثير من المشاريع والدراسات والاجتماعات، وشهدت فترة أسميها «عصر النهضة لعلوم الفلك وتقنيات الفضاء في الإمارات» وهي من عام 2012 إلى عام 2021، وكنت جزءاً من هذه المنظومة، كما عملت في أول مؤسسة مختصة بعلوم الفلك وتقنيات الفضاء عام 2001 وهي القبة السماوية بالشارقة، والتي تأسست عام 1980 ضمن الأكاديمية العربية للنقل البحري آنذاك.
لي عدد من الكتب العلمية والتثقيفية والبرامج والمقالات التي أراها جذبت اهتمام الكثيرين بهذه المعارف، لعل أبرزها كتاب سُهيل والمواسم عند العرب، وكتاب المظاهر الطبيعية، وكتاب القبة السماوية، إضافة إلى 3 كتيبات للقبة السماوية.
* هل ندمت على تفويت أمر ما؟
لا تخلو حياة الإنسان من بعض الأمور التي يتمنى أنه اتخذ قراراً غير الذي اتخذه، لكن الوقوف على ذلك كثيراً و«عض أصابع الندم» لا يُصلح الأمور ولا يفيد الإنسان، هي مواقف يستفيد منها الشخص وهو ينظر إلى الأمام.
ومن ذلك أنني لو كنت درست تخصص الفضاء قبل 20 عاماً، لكنت أسهمت بشكل أكبر في نهضة الدولة الفضائية، لكنه لم يكن مجالاً مطلوباً في تلك الأيام مثلما هو اليوم.
وأكد الجروان، في حوار مع «الرؤية»، أنه تأثّر بالأصدقاء، وببيئة الدراسة والعمل والمجالس المرتادة، وبالمعارف والثقافة والعلوم التي شكّلت جزءاً من شخصيته، مضيفاً: «كنا نجلس مع آبائنا لنتعلم ونصاحبهم في الزيارات والرحلات، نستسقي منهم الخبرة والحكمة وأخبار الناس، كنت أسمع عن رحلات التجارة عبر البحار».
وأشار إلى أن الإنسان قد يتمنى أنه اتخذ قرارات معينة في فترات سابقة، لكن الوقوف على ذلك كثيراً و«عض أصابع الندم» لا يُصلح الأمور، كاشفاً عن أمنيته لو أنه درس تخصص الفضاء قبل 20 عاماً.
* في أي المدارس تعلّمت؟
تنقلّت بين مدرسة بدر الابتدائية، ومدرسة ابن خلدون المتوسطة، ومدرسة خالد بن محمد الإعدادية، وتخرجت في ثانوية الإمام أحمد بن حنبل بالشارقة، وهي مدرسة حكومية، درس فيها جل شباب تلك الفترة ممن يرتادون المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم.
* ما الذي كان يشغلك في تلك الأيام؟
لكل مرحلة مشاغلها وظروفها وأحداثها، وأحلام كثيرة كانت تستحوذ على تفكيري، وكان الفلك هاجسي في مرحلة الثانوية.
كانت لدينا مزرعة في الذيد، حيث اعتدت على متابعة النجوم، وكنت أسأل عنها والدي وجدي وعمي، وهم تجار سافروا إلى العراق وأفريقيا والهند.
* كيف كانت ملامح حياة الشباب بالنسبة لك؟
فترة الشباب، كما عشناها، كانت عتبة مهمة في الحياة، ولم تكن مجرد طور وسطي أو مرحلة مراهقة، كنا نتحمل المسؤولية ونجلس مع آبائنا لنتعلم ونصاحبهم في الزيارات والرحلات، نستسقي منهم الخبرة والحكمة وأخبار الناس، كنت أسمع عن رحلات التجارة عبر البحار إلى سواحل شرق أفريقيا والهند والعراق وما تكبدوه من مصاعب وما اكتسبوه من معارف وعلوم ومهارات.
* ما القرارات التي يتخذها الشخص آنذاك وتؤثر فيه لاحقاً؟
المستقبل لمن يفكر ويخطط، ولعل أهم القرارات التي يتبناها الشاب، وتنعكس في بقية حياته، هي الدراسة الجامعية والاتجاه الوظيفي، فالشاب يجب أن يفكر في التخصص المناسب له، وأي جامعة يلتحق بها، وحتى أي الأساتذة يختار في المساقات، ثم يأتي بعد ذلك قرار التوظيف في أي جهة ونوع المهنة ونطاق العمل، كل هذه القرارات تؤثر في بقية مراحل الحياة وتشمل النواحي كافة.
* بماذا تأثّر فكرك وشخصيتك أثناء الجامعة؟
أثّرت فيّ نطاقات الاحتكاك أو الاتصال ونوعها، من أشخاص، كالأصدقاء، أو مجموعات، كبيئة الدراسة أو بيئة العمل أو بيئة المجالس المرتادة، كما أثّرت فيّ المعارف والثقافة والعلوم التي شكّلت جزءاً من شخصيتي، إضافة إلى المواقف والأحداث التي مررت بها.
* كيف كنت تتعامل مع الصعوبات التي تواجهك حينئذٍ؟
المرحلة الجامعية، والتي قضيتها في الغربة بعيداً عن المنزل والأهل، جعلتني أواجه كثيراً من المواقف والصعوبات، وأُجبرت على التعامل معها ومواجهتها بما هو ممكن ومتوفر وبمسؤولية، بعيداً عن الاتكالية أو التهرب، كانت تلك ميزة يفتقدها الكثير من أبناء الجيل الحالي.
* بمَ تنصح الشباب لمواجهة المصاعب؟
الشعور بالانتماء لهذا الوطن وهذه الأرض، هذا الانتماء يولّد مسؤولية كبيرة تجاه منجزات الدولة ومصالح مؤسساتها وخدمة شعبها تحت مظلة القيادة الرشيدة.
لا بد من تعزيز الترابط والتماسك المجتمعي والهوية المميزة لمجتمع الإمارات والتعامل مع التقنيات على أنها أدوات مساندة لاتخاذ القرار، والتعود على استيعاب الموقف واتخاذ القرارات وفق منهجية علمية، علاوة على تحمّل نتائج تلك القرارات.
أوصي الناشئة بعدم الركون إلى نمط العيش المرفه أو اللامسؤولية، وكذلك عدم الانسياق وراء أنماط الحياة المختلفة دون وعي أو تقدير لعواقب ذلك.
* في الجانب العملي، ما كانت وظيفتك الأولى ولماذا؟
كانت وظيفتي الأولى هي مدير الموارد البشرية في التخطيط والمساحة في الشارقة، وعملت في ذات الوقت مشرفاً عاماً للقبة السماوية في الشارقة، ووجدت فرصة فعملت في المتحف العلمي بالشارقة، وقدمت محاضرات وندوات، وأسهمت في تأسيس مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك وكنت نائب مدير المركز.
كانت تلك الوظيفة وفق ما كنت أطمح له في السنوات الأخيرة من الدراسة ولهذا ما أن وجدت الفرصة المناسبة حتى اتجهت إليها.
ولاحقاً شغلت منصب عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، وعضو جمعية الإمارات للفلك، وكنت عضواً في الجمعية الوطنية الجغرافية الأمريكية.
* ما أبرز القضايا التي بحثتها في الفلك؟ والمنجزات التي تفخر بها؟
نعمل من منظومة عمل مؤسسي ولا أنسب نجاحاً إلى نفسي، فحتى المبادرات التي اقترحتها فضّلت أن تُقدم كدراسة لفريق عمل، وقد شاركت وأسهمت في الكثير من المشاريع والدراسات والاجتماعات، وشهدت فترة أسميها «عصر النهضة لعلوم الفلك وتقنيات الفضاء في الإمارات» وهي من عام 2012 إلى عام 2021، وكنت جزءاً من هذه المنظومة، كما عملت في أول مؤسسة مختصة بعلوم الفلك وتقنيات الفضاء عام 2001 وهي القبة السماوية بالشارقة، والتي تأسست عام 1980 ضمن الأكاديمية العربية للنقل البحري آنذاك.
لي عدد من الكتب العلمية والتثقيفية والبرامج والمقالات التي أراها جذبت اهتمام الكثيرين بهذه المعارف، لعل أبرزها كتاب سُهيل والمواسم عند العرب، وكتاب المظاهر الطبيعية، وكتاب القبة السماوية، إضافة إلى 3 كتيبات للقبة السماوية.
* هل ندمت على تفويت أمر ما؟
لا تخلو حياة الإنسان من بعض الأمور التي يتمنى أنه اتخذ قراراً غير الذي اتخذه، لكن الوقوف على ذلك كثيراً و«عض أصابع الندم» لا يُصلح الأمور ولا يفيد الإنسان، هي مواقف يستفيد منها الشخص وهو ينظر إلى الأمام.
ومن ذلك أنني لو كنت درست تخصص الفضاء قبل 20 عاماً، لكنت أسهمت بشكل أكبر في نهضة الدولة الفضائية، لكنه لم يكن مجالاً مطلوباً في تلك الأيام مثلما هو اليوم.