أثبت خالد علوان أن الزمن مجرد رقم، وأنه مهما بلغ من العمر، فلن يستطيع أحد أن يوقف أحلامه التي يأتي على رأسها صناعة أكبر مركب صيد في غزة بأيدٍ فلسطينية خالصة، حيث يستعين بأبنائه ونجارين من أبناء جلدته.
ويقول خالد علوان «60 عاماً»، لـ«الرؤية»: بدأنا في صناعة أكبر مركب صيد على مستوى القطاع بطول 21 متراً وعرض 6 أمتار وارتفاع 3 أمتار، لتوفر بذلك عملاً لـ15 صياداً من أرباب الأسر.
ولم يكن طريق علوان مفروشاً بالورود، حيث اصطدم بجملة من التحديات الحقيقية على رأسها عدم توفر الأخشاب المخصصة لصناعة المراكب، والتي تعود أصولها إلى أشجار الكينا، التي يعتمد عليها لإنشاء قفص المركب لما تتماز به من قوة وصلابة وقدرتها على تحمل المياه والمتغيرات المناخية داخل البحر.
ويوضح علوان أن عملية الحصول على أخشاب الكينا كانت التحدي الحقيقي لعدم توفرها في السوق المحلي، ما يدفعنا لشراء أشجار من نوعيات أخرى من المزارعين وإعادة تشكيلها بما يتلاءم مع احتياجات العمل.
وأشار إلى أن الأدوات المتعلقة بتغليف وتجهيز الهيكل الخارجي للمركب والذي يكون من مادة الفيبر الجلاس غير متوفرة في القطاع، الأمر الذي يضطرهم إلى شرائها بكلفة عالية من الخارج، بالإضافة إلى أدوات الدهان الخاصة بالسفن.
ولم تتوقف العقبات التي تقف أمام المسن علوان لإتمام المركب، جراء عدم توفر الأخشاب والدهانات بل وصلت إلى المعدات اللازمة لتشغيل المركب من الموتور المناسب لحجمها، حيث يصعب الحصول عليه من الخارج، الأمر الذي دفعه إلى البحث عن إعادة تدوير قطع قديمة.