جورج ٫إبراهيم

لخص خبراء على هامش فعاليات معرض الفوريكس الذي عقد في مركز دبي التجاري، أسباب الخسارة في عالم التداول عبر المنصات في 8 عوامل أساسية هي: عدم امتلاك الشخص المعرفة والخبرات اللازمة لدخول عالم التداول، ودخول الأسواق المالية بطريقة غير علمية، وعدم امتلاك الأدوات التحليلية المناسبة، والافتقار لاستراتيجية محددة لإدارة المخاطر، وتتبع العواطف والشائعات وبناء القرارات على أساسها، والإيمان بمبدأ الثراء السريع، والبدء بأحجام كبيرة وعدم اعتماد التدرج لاكتساب الخبرة العملية، إضافة إلى استخدام الروافع المالية بطريقة غير علمية.

وأوضحوا أن تحقيق الثراء في عالم التداول أمر ممكن لكن ذلك لا يعني الوصول إلى الثراء بين يوم وآخر، موضحين أن هذا النوع من الاستثمار يوفر عوائد مجزية، فتحقيق عوائد تُراوح بين 5% و10% شهرياً صعبة المنال في مجالات الاستثمار الأخرى، لكن الخطأ الذي يقع فيه كثير من المتعاملين هو الرغبة في تحقيق عوائد غير منطقية من ناحية علمية.

المعرفة والخبرة

وقال الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال في «أمانة كابيتال» زياد ملحم: «بشكل عام لا تقتصر احتمالية حدوث الخسائر على سوق العملات فقط، حيث من الممكن أن تحدث الخسائر في جميع أسواق التداول الأخرى، والسبب الرئيسي في ذلك يعود إلى عدم امتلاك الشخص المعرفة والخبرات اللازمة وعدم إلمامه بكيفية عمل هذه الأسواق، هذا بالإضافة إلى عدم امتلاك الأدوات التحليلية المناسبة ودخول الأسواق المالية بطريقة غير علمية».

وتابع: «قبل الدخول في هذه الأسواق سواءً (السلع، المعادن، الأسهم والعملات... إلخ)، يجب على الفرد أن يتمتع بالمعرفة والخبرة المطلوبة من خلال الاستثمار في نفسه أولاً عن طريق تنمية مهاراته الشخصية بالعلم والدراسة والتحليل، فالمعرفة والدراسة التحليلية هما أكثر عنصرين يحتاج إليهما الفرد قبل الشروع في الاستثمار، ومن دونهما يمكن أن تحدث نتائج سلبية».

زياد ملحم

أخبار ذات صلة

معرض دبي للطيران 2023 ينطلق الاثنين.. ماذا ننتظر؟
بريطانيا: حظر أدوات المائدة البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد اعتباراً من أكتوبر

وبين أن افتقار الفرد لاستراتيجية محددة لإدارة المخاطر، والتي يمكن أن توفر له أجوبة وافية حول نسبة رأس المال التي يجب رصدها للتداول في سوق معينة أو منتجات معينة، إضافة إلى كيفية تنويع الاستثمارات بأصول مختلفة، يمكن أن يقوده إلى اتخاذ قرارات مبنية على العاطفة أو الخوف أو الطمع، وبالتالي حدوث مشكلات استثمارية، موضحاً أن كل مجال استثماري ينطوي على مخاطر ولكن بالعلم والمعرفة ستكون النتائج مختلفة.

2 تريليون دولار قيمة العملات المشفرة عالمياً

وحول العملات المشفرة، أشار ملحم، إلى أنها فئة أصول جديدة نسبياً، حيث تبلغ قيمتها نحو 2 تريليون دولار حول العالم. وتشكل هذه الفئة مجالاً حيوياً لجيل جديد بالكامل من المتداولين، بما في ذلك أفراد جيل الألفية والجيل Z.

وتابع: «فيما يتعلق بمخاطر التداول بالعملات الرقمية، فإنها تشمل التعامل مع جهات غير مرخصة وغير خاضعة للهيئات الرقابية، لذلك نشهد مؤخراً توجهاً متزايداً من جانب حكومات المنطقة لتنظيم عملية التداول في مجال العملات الرقمية لتجنب مثل هذه المخاطر».

أسواق شديدة التقلب

وتتمتع هذه السوق بديناميكية أسعار مختلفة عن الأصول الأخرى، حيث إنها شديدة التقلب، كما أن عدداً كبيراً من الناس يتأثرون بالأخبار التي يسمعونها حول الأرباح الخيالية التي يمكن تحقيقها من خلال تقلبات العملات الرقمية، لذا ننصح المتداولين دائماً بالاستثمار بطريقة مدروسة بعيداً عن العواطف والشائعات.

وفي ما يخص الرافعة المالية أوضح أنها استراتيجية أو أداة تداول موجودة ليس فقط في سوق العملات الرقمية وإنما في الكثير من فئات الأصول أو الأسواق الأخرى، مبيناً أن استخدامها بطريقة غير علمية وغير مدروسة لزيادة الاستثمارات والأرباح يرفع نسبة المخاطر، فكلما زاد حجم الرافعة المالية زادت نسبة المخاطر.

ومن جهته أفاد كبير محللي الاقتصاد في شركة إيفست الحسن علي بكر، بأن أهم أسباب الخسارة يرتبط بدخول عدد كبير من المتعاملين عالم التداول دون امتلاكهم المعرفة التي تتطلبها عمليات التداول وهذا الأمر لا ينطبق على منصات الفوريكس فقط، لافتاً إلى أن المعرفة وامتلاك مهارات التداول ومتابعة الأسواق بشكل صحيح لا تأتي فقط من التعلم النظري فالخبرة العملية غاية في الأهمية.

حلم الثراء السريع

وقال: «الخطأ الذي يقع فيه الكثير من الناس أنهم يدخلون بأحجام كبيرة ويتكبدون الخسارة، والتصرف الصحيح هو الدخول بمبالغ بسيطة والتدرج في زيادة مبالغ التداول».

وأشار إلى أن الرغبة في تحقيق الثراء السريع تقود إلى خطوات غير مدروسة وربما التهور في اتخاذ القرارات وبناء محافظ غير مناسبة.

وأوضح أن إمكانيات تحقيق أرباح مرتفعة عبر منصات التداول كبيرة مقارنة بالأسواق الأخرى التي لا يمكن أن تتيح فرص تحقيق أرباح تصل إلى 5 أو 10% شهرياً.

الحسن علي بكر

وتابع: «من يرضى بهذه النسب التي تعتبر أكثر من ممتازة يمكن أن يحققه وألّا يقع في مستنقع الخسارة، لكن الكثيرين يحلمون بأن يحققوا 500% عائد على رأس المال المستثمر وهذا في حال تحقق يكون أقرب إلى المقامرة التي تنطوي على خطر خسارة كل رأس المال في وقت سريع».

وأشار بكر إلى أن بعض المتداولين يخسرون كونهم لا يمتلكون الأدوات المناسبة للتداول كشبكة الإنترنت على سبيل المثال والتي يمكن أن تعيق عملية أو أوامر التنفيذ.

وأكد أهمية اختيار المنصة والوسيط بشكل صحيح، وذلك من ناحية التعامل مع شركة موثوقة.

وعن الروافع المالية، أفاد بكر، بأنها إحدى الأدوات المهمة التي يمكن أن تمنح المستثمرين المرونة في إدارة المحفظة، لكن ذلك يتطلب الاستخدام الصحيح للروافع المالية فالإفراط في استخدامها يمكن أن يكون سبباً في تبخر الأموال.