أ ف ب

بينما يستعد لزيارة بلاده وخوض المواجهة المرتقبة بين فريقه تشيلسي الإنجليزي حامل اللقب ومضيفه يوفنتوس في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثامنة لدوري أبطال أوروبا، يمكن للاعب وسط إيطاليا جورجينيو التفكير في العام الذهبي الذي أسكت فيه منتقديه.

سيخوض جورجينيو الأربعاء في تورينو مباراته الـ150 بقميص تشيلسي في حال قرّر المدرب الألماني توماس توخل الاعتماد عليه في مواجهة «السيدة العجوز».

إن المكانة الحالية للاعب البرازيلي الأصل مختلفة تماماً عما كان عليه الوضع قبل أشهر قليلة، إذ، وبعدما كان مهمشاً في النادي اللندني، بات مركز الثقل فيه بعد الدور الذي لعبه في قيادته إلى لقبه الثاني في دوري أبطال أوروبا، قبل أن يتوج عامه الذهبي بلقب ثانٍ هذا الصيف مع منتخب بلاده في كأس أوروبا على حساب الإنجليز.

وكوفئ ابن الـ29 عاماً على جهوده بنيله مؤخراً جائزة الاتحاد الأوروبي (ويفا) لأفضل لاعب لعام 2021، وهو أيضاً من بين الأسماء المرشحة للفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم.

إنها بالتأكيد نهضة رائعة للاعب كان «العدو الأول» لجمهور تشيلسي بعد موسم أول مضطرب مع النادي اللندني.

أخبار ذات صلة

رايان اير: مشاكل قطاع الطيران سوف تستمر خلال فصل الصيف
جيرونا يقتنص بطاقة العودة للدوري الإسباني من عقر دار تينيريفي

كان جورجينيو كبش محرقة في الحقبة الفاشلة للمدرب الإيطالي ماوريتسيو سارّي مع الـ«بلوز»، لدرجة أنه قبل 18 شهراً كان من غير المحتمل أن يبقى في تشيلسي لفترة كافية من أجل الوصول إلى مباراته الـ150 مع النادي اللندني.

في موسمه الأول مع تشيلسي، تم استهدافه بلا هوادة من قبل المشجعين المحبطين من الأداء المخيب للفريق تحت قيادة ساري دفع سارّي 50 مليون جنيه استرليني (68.5 مليون دولار) لإحضار لاعب الوسط معه من نابولي بعد تنافس مع الغريم المحلي مانشستر سيتي.

وتم تقديم الثنائي في «ستامفورد بريدج» في اليوم ذاته عام 2018، لكن لم تكن هناك فترة شهر عسل لأي من الرجلين في غرب لندن.

وفشلت فلسفة «كرة ساري» القائمة على الاستحواذ، في أن تجد طريقها إلى أرضية الملعب مع الفريق اللندني، بسبب الفوارق بين الدوريين الإيطالي والإنجليزي الأكثر حماسة واندفاعاً.

وعادة جورجينيو في التمرير عرض الملعب أو للخلف لضمان بقاء الكرة مع تشيلسي، أثارت حفيظة المشجعين الذين طالبوا بمزيد من اللعب نحو منطقة الخصم.

لم يكن ساري محبوباً من قبل الجماهير والعديد من لاعبيه، ما أدى في نهاية المطاف إلى رحيله بعد موسم يتيم مع الفريق انتهى ذلك الموسم بمساهمة جورجينيو في قيادة تشيلسي إلى إحراز لقب الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، لكن خليفة ساري نجم الفريق السابق فرانك لامبارد لم يكن مقتنعاً بقيمة لاعب الوسط الإيطالي.

وحتى بعد قدوم المدرب الألماني توماس توخل إلى الفريق في يناير الماضي، كانت مكانة جورجينيو لا تزال موضع نقاش حاد بين الجماهير والنقاد على حد سواء وإذا وضعنا أسلوبه اللافت في تنفيذ ركلات الجزاء، غالباً ما يبدو جورجينيو نجماً متردداً وشخصاً يحب البقاء بعيداً عن الأضواء خارج الملعب.

لكن لم يكن لدى توخل أي شك حول قيمة جورجينيو بالنسبة للفريق، مقدراً قراءته الذكية للعبة، إدراكه التكتيكي وتمريراته المتقنة، ما جعله «الرقم ستة» المثالي القادر على قيادة الانتقال من الدفاع إلى الهجوم.

نمت مكانة جورجينيو تحت إشراف توخل، ما جعله لا غنى عنه في خطط تشيلسي وطموحه في الاحتفاظ بلقب دوري الأبطال والفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة منذ 2017.

بالنسبة لتوخل، فإن الإيطالي «لاعب كبير. إنه يعشق هذه اللعبة. لا يتوقف أبداً عن نقل هذه الطاقة التي يملكها، من خلال التفكير بالتكتيكات وهو يحب المشاركة والشعور بارتباط حقيقي باللعبة».

ورأى أن ذلك «يجعله لاعباً مهماً للغاية وصلة وصل هائلة في وسط الملعب، ليس فقط بالنسبة لنا لكن لمنتخب إيطاليا أيضاً».