حدّد متخصصون نفسيون، وشؤون أسرة، 10 طرق تربوية لمواجهة القلق المصاحب للأطفال عند ذهابهم للمدارس، لا سيما بعد اعتماد النظام «الحضوري» بالتعليم، وبقائهم في المنازل أثناء التعليم عن بعد لأكثر من عام دراسي كامل، مشيرين إلى أن هذه الطرق تتمثل في: توجيه الأبناء لاختيار المصادر الموثوقة للمعلومة المتعلقة بجائحة كورونا «كوفيد-19»، وطمأنتهم باستمرار، واتباع الإقناع التدريجي معهم للتخلص من أي تراكمات نفسية، وأيضاً اكتشاف مواهبهم وتشجيعهم على الفضفضة، وكذلك على الآباء البعد عن السطحية في تزويد أبنائهم بمعلومات «كورونا».
وشددوا لـ«الرؤية»، على ضرورة وجود متخصصين نفسيين بالمدارس، ومعرفة التصورات الذهنية لدى الطلبة حول الجائحة، ورصد التغيرات السلوكية التي تطرأ عليهم، إلى جانب إشراكهم في اختيار الأدوات التعليمية، وتزويدهم بقصص الناجحين وسيرهم.
الإقناع التدريجي
من ناحيته، قال المستشار الأسري يحيى سالم إن الأطفال معرضون للإصابة بالقلق والخوف اللذين ينتج عنهما اضطرابات أثناء النوم وكذلك بحالات الاكتئاب، بالإضافة إلى تعرضه لاضطرابات نفسية يجب التعامل معها بوعي عال، لافتاً إلى أن هذه الحالات يمكن التعامل معها من قبل الوالدين عبر التعاطي مع أخبار الجائحة بطمأنينة، كون القلق ينتقل بالتبعية لأبنائهما، كذلك يجب عليهما تقديم المعلومات الخاصة بالجائحة لهم بطريقة بسيطة دون أي مبالغة.
وأشار إلى أن بعض الآباء يقدمون لأطفالهم التحذيرات المتعلقة باتباع الإجراءات الاحترازية مقترنة بالتهويل والتخويف، ظناً منهم أنها تسهم في ترسيخ المعلومات بأذهانهم، لكن في الواقع تسبب لهم تشتتاً وفقدان الثقة بأنفسهم وبالواقع المحيط بهم، مبيناً أن الصغار بحاجة للاطمئنان والتعامل أمامهم مع الوضع باتزان دون استهانة أو تضخيم للأمور.
ولفت إلى أهمية اتباع أسلوب «الإقناع التدريجي» مع الأطفال لتخليصهم من أي تراكمات نفسية جراء الحجر المنزلي أو نتيجة ترسخ صورة ذهنية غير واقعية عن حقيقة وباء «كورونا» في أذهانهم، ويمكن تطبيق هذا الأسلوب بتغيير الروتين اليومي للطفل وإشراكه في أنشطة متنوعة ومختلفة، وكذلك التحدث معه كثيراً لاكتشاف مواهبه والعمل على صقلها وتنميتها، مثل إشراكه في نادي للفروسية أو لإحدى الرياضات غير النمطية مثل الرماية والصيد بالصقور، مشيراً إلى ضرورة معرفة المواقع والحسابات الإلكترونية التي يتصفحها الطفل ومدى مصداقيتها في تقديم المعلومات الدقيقة له حول الوباء.
مصادر تثقيفية
وشدد المتخصص النفسي محمد أحمد، على أهمية اختيار المصادر التثقيفية الصحيحة والموثوقة للمعلومات، التي تتعلق بمرض فيروس كورونا وعدم الانصياع وراء الشائعات وتناقلها بين أفراد الأسرة لا سيما في الجلسات التي يتواجد فيها أطفال، وتوجيههم إلى اختيار المصادر الموثوقة للحصول على المعلومة الصحيحة بالمستقبل والابتعاد عن المغلوطة منها، لأنها تزيد من حالات القلق والخوف غير المبرر بين أفراد المجتمع، كذلك يجب على الآباء أن يتّسموا بالحكمة والهدوء في التعامل مع الأزمات والظروف الصعبة بعيداً عن القلق والتوتر، لأن الأبناء هم انعكاس لآبائهم، فالسلوك الذهني لدى الأبناء هو موروث وليس مكتسباً.
وأضاف: «على الآباء تزويد أبنائهم المعلومات الحقيقية عن كورونا والبعد عن السطحية، وعدم ربط الإصابة بهذا الوباء بالذهاب للمدرسة.. حتى لا يتسبب ذلك في نفورهم من التعليم، مع ترغيبهم بتطبيق الإجراءات الاحترازية مثل ارتداء الكمامة وتعقيم اليدين باستمرار وأيضاً الالتزام بالتباعد الجسدي مع زملائه سواء داخل الفصل الدراسي أم بالحافلة».
خطط توعوية
وأشار المستشار الأسري عدنان الخاجة، إلى مجموعة من النصائح تسهم في تغلب الطفل على قلق العودة للمدرسة بعد فترة من الدراسة عن بعد داخل البيت، أبرزها التركيز على ذكر المواقف المبهجة والسعيدة، كلقائه بأصحابه واللعب معهم، وكذلك بالرحلات الترفيهية التي تنظمها إدارة المدرسة، كما يجب على الوالدين منح أبنائهما مكافآت تشجيعية وهدايا تزيد من حماسهم للذهاب للمدرسة، مضيفاً: «في حال رصد أي مخاوف لدى الطفل فإن أولى خطوات العلاج تتمثل في الاستماع لمخاوفه وقلقه، وعدم توبيخه أو الاستخفاف بمشاعره».
ولفت إلى أهمية تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم عبر خطط توعوية واضحة وفورية، تحقق له الأمان النفسي، وكذلك تطبيق الإجراءات الاحترازية للحد من الإصابة بالفيروسات، من خلال إقناعهم بارتداء الكمامة وتطبيق مبدأ التباعد الجسدي بينهم وبين زملائهم داخل الفصل الدراسي، وكذلك غرس الثقة والاحترام في نفسه تجاه معلميه.
ووجه الآباء باحتواء أبنائهم بالحب والود، وبناء جسور الثقة معهم ليشعر بقربهم منه، ما يتيح لهم الفضفضة والتعبير عن شعور القلق الذي يساور أنفسهم تجاه الأخبار المتداولة عن وباء «كورونا»، ويتيح للوالدين تقدير حجم ونوع هذا القلق، وتالياً التعامل الأمثل معه للوصول لحلول ناجعة.
تهيئة نفسية
من جانبها، رأت المستشارة النفسية والأسرية الدكتورة هيام أبومشعل، ضرورة وجود مختصين للصحة النفسية بالمدارس، لتهيئة الطلبة بجميع المراحل التعليمية نفسياً للعودة إلى الحياة الطبيعية في البيئة التعليمية وفق طقوس ما قبل الجائحة، ويتمثل دور هؤلاء المختصين في وضع خطة دمج الطلبة في المجتمع والمحيط المدرسي، تشمل تقديم محاضرات توعوية للأسر للتعامل الأمثل مع أبنائهم، وكذلك فتح قنوات تواصل مع الطلبة بهدف الاستماع إليهم ومعرفة التصورات الذهنية والمشاعر التي تنتابهم من جراء الجائحة والأخبار المتداولة حولها والعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم.
ولفتت إلى أهمية رصد التغيرات السلوكية التي طرأت على الطفل ومقارنتها بالسلوك السابق لها، باعتبارها التقييم الحقيقي للحالة النفسية لديه، لأنه يعبر عن حالة الاكتئاب والقلق لديه عبر الاضطرابات السلوكية، التي يجب اكتشافها ورصدها قبل أن تتفاقم وتسبب له الاكتئاب النفسي و«الانسحاب الاجتماعي»، والتأخر الدراسي.
قصص الناجحين
ولفت مدرب دولي تنمية بشرية ومستشار أسري راشد آل علي، إلى آليات عدة تسهم في القضاء على القلق لدى طلبة المدارس أبرزها، التهيئة النفسية المتمثلة في إشراكهم لاختيار الأدوات التعليمية والحقائب المدرسية وفق أذواقهم، ما يحفزهم على الذهاب للمدرسة وتجربة اختياراتهم، وتالياً يعزز بداخلهم الثقة بالنفس والتغلب على القلق.
وقال إنه في حال رفض الأبناء الذهاب إلى المدرسة، فعلى الأبوين الاستماع لمشاكلهم ومعرفة أسباب عدم رغبتهم في التوجه للمدرسة، فربما كانوا يتعرضون للتنمر أو التحرش، مبيناً أن الطفل حين يشعر بأن والديه يهتمان بمشاكله ومعرفة المضايقات التي يتعرض لها يشعر بالأمان وبأن لديه سنداً يرجع له وقت الأزمات طلباً للمساعدة، لذا على الوالدين استثمار هذا الأمر في القضاء على القلق لدى الطفل وتردده في الذهاب للمدرسة، لا سيما بعد فترة انقطاع عن التعليم الحضوري بسبب الجائحة، وتشجيعه عبر سرد قصص الناجحين وسيرهم الذاتية ومسيرات كفاحهم وتألقهم.
وشددوا لـ«الرؤية»، على ضرورة وجود متخصصين نفسيين بالمدارس، ومعرفة التصورات الذهنية لدى الطلبة حول الجائحة، ورصد التغيرات السلوكية التي تطرأ عليهم، إلى جانب إشراكهم في اختيار الأدوات التعليمية، وتزويدهم بقصص الناجحين وسيرهم.
من ناحيته، قال المستشار الأسري يحيى سالم إن الأطفال معرضون للإصابة بالقلق والخوف اللذين ينتج عنهما اضطرابات أثناء النوم وكذلك بحالات الاكتئاب، بالإضافة إلى تعرضه لاضطرابات نفسية يجب التعامل معها بوعي عال، لافتاً إلى أن هذه الحالات يمكن التعامل معها من قبل الوالدين عبر التعاطي مع أخبار الجائحة بطمأنينة، كون القلق ينتقل بالتبعية لأبنائهما، كذلك يجب عليهما تقديم المعلومات الخاصة بالجائحة لهم بطريقة بسيطة دون أي مبالغة.
وأشار إلى أن بعض الآباء يقدمون لأطفالهم التحذيرات المتعلقة باتباع الإجراءات الاحترازية مقترنة بالتهويل والتخويف، ظناً منهم أنها تسهم في ترسيخ المعلومات بأذهانهم، لكن في الواقع تسبب لهم تشتتاً وفقدان الثقة بأنفسهم وبالواقع المحيط بهم، مبيناً أن الصغار بحاجة للاطمئنان والتعامل أمامهم مع الوضع باتزان دون استهانة أو تضخيم للأمور.
ولفت إلى أهمية اتباع أسلوب «الإقناع التدريجي» مع الأطفال لتخليصهم من أي تراكمات نفسية جراء الحجر المنزلي أو نتيجة ترسخ صورة ذهنية غير واقعية عن حقيقة وباء «كورونا» في أذهانهم، ويمكن تطبيق هذا الأسلوب بتغيير الروتين اليومي للطفل وإشراكه في أنشطة متنوعة ومختلفة، وكذلك التحدث معه كثيراً لاكتشاف مواهبه والعمل على صقلها وتنميتها، مثل إشراكه في نادي للفروسية أو لإحدى الرياضات غير النمطية مثل الرماية والصيد بالصقور، مشيراً إلى ضرورة معرفة المواقع والحسابات الإلكترونية التي يتصفحها الطفل ومدى مصداقيتها في تقديم المعلومات الدقيقة له حول الوباء.
مصادر تثقيفية
وشدد المتخصص النفسي محمد أحمد، على أهمية اختيار المصادر التثقيفية الصحيحة والموثوقة للمعلومات، التي تتعلق بمرض فيروس كورونا وعدم الانصياع وراء الشائعات وتناقلها بين أفراد الأسرة لا سيما في الجلسات التي يتواجد فيها أطفال، وتوجيههم إلى اختيار المصادر الموثوقة للحصول على المعلومة الصحيحة بالمستقبل والابتعاد عن المغلوطة منها، لأنها تزيد من حالات القلق والخوف غير المبرر بين أفراد المجتمع، كذلك يجب على الآباء أن يتّسموا بالحكمة والهدوء في التعامل مع الأزمات والظروف الصعبة بعيداً عن القلق والتوتر، لأن الأبناء هم انعكاس لآبائهم، فالسلوك الذهني لدى الأبناء هو موروث وليس مكتسباً.
وأضاف: «على الآباء تزويد أبنائهم المعلومات الحقيقية عن كورونا والبعد عن السطحية، وعدم ربط الإصابة بهذا الوباء بالذهاب للمدرسة.. حتى لا يتسبب ذلك في نفورهم من التعليم، مع ترغيبهم بتطبيق الإجراءات الاحترازية مثل ارتداء الكمامة وتعقيم اليدين باستمرار وأيضاً الالتزام بالتباعد الجسدي مع زملائه سواء داخل الفصل الدراسي أم بالحافلة».
خطط توعوية
وأشار المستشار الأسري عدنان الخاجة، إلى مجموعة من النصائح تسهم في تغلب الطفل على قلق العودة للمدرسة بعد فترة من الدراسة عن بعد داخل البيت، أبرزها التركيز على ذكر المواقف المبهجة والسعيدة، كلقائه بأصحابه واللعب معهم، وكذلك بالرحلات الترفيهية التي تنظمها إدارة المدرسة، كما يجب على الوالدين منح أبنائهما مكافآت تشجيعية وهدايا تزيد من حماسهم للذهاب للمدرسة، مضيفاً: «في حال رصد أي مخاوف لدى الطفل فإن أولى خطوات العلاج تتمثل في الاستماع لمخاوفه وقلقه، وعدم توبيخه أو الاستخفاف بمشاعره».
ولفت إلى أهمية تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم عبر خطط توعوية واضحة وفورية، تحقق له الأمان النفسي، وكذلك تطبيق الإجراءات الاحترازية للحد من الإصابة بالفيروسات، من خلال إقناعهم بارتداء الكمامة وتطبيق مبدأ التباعد الجسدي بينهم وبين زملائهم داخل الفصل الدراسي، وكذلك غرس الثقة والاحترام في نفسه تجاه معلميه.
ووجه الآباء باحتواء أبنائهم بالحب والود، وبناء جسور الثقة معهم ليشعر بقربهم منه، ما يتيح لهم الفضفضة والتعبير عن شعور القلق الذي يساور أنفسهم تجاه الأخبار المتداولة عن وباء «كورونا»، ويتيح للوالدين تقدير حجم ونوع هذا القلق، وتالياً التعامل الأمثل معه للوصول لحلول ناجعة.
تهيئة نفسية
من جانبها، رأت المستشارة النفسية والأسرية الدكتورة هيام أبومشعل، ضرورة وجود مختصين للصحة النفسية بالمدارس، لتهيئة الطلبة بجميع المراحل التعليمية نفسياً للعودة إلى الحياة الطبيعية في البيئة التعليمية وفق طقوس ما قبل الجائحة، ويتمثل دور هؤلاء المختصين في وضع خطة دمج الطلبة في المجتمع والمحيط المدرسي، تشمل تقديم محاضرات توعوية للأسر للتعامل الأمثل مع أبنائهم، وكذلك فتح قنوات تواصل مع الطلبة بهدف الاستماع إليهم ومعرفة التصورات الذهنية والمشاعر التي تنتابهم من جراء الجائحة والأخبار المتداولة حولها والعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم.
ولفتت إلى أهمية رصد التغيرات السلوكية التي طرأت على الطفل ومقارنتها بالسلوك السابق لها، باعتبارها التقييم الحقيقي للحالة النفسية لديه، لأنه يعبر عن حالة الاكتئاب والقلق لديه عبر الاضطرابات السلوكية، التي يجب اكتشافها ورصدها قبل أن تتفاقم وتسبب له الاكتئاب النفسي و«الانسحاب الاجتماعي»، والتأخر الدراسي.
قصص الناجحين
ولفت مدرب دولي تنمية بشرية ومستشار أسري راشد آل علي، إلى آليات عدة تسهم في القضاء على القلق لدى طلبة المدارس أبرزها، التهيئة النفسية المتمثلة في إشراكهم لاختيار الأدوات التعليمية والحقائب المدرسية وفق أذواقهم، ما يحفزهم على الذهاب للمدرسة وتجربة اختياراتهم، وتالياً يعزز بداخلهم الثقة بالنفس والتغلب على القلق.
وقال إنه في حال رفض الأبناء الذهاب إلى المدرسة، فعلى الأبوين الاستماع لمشاكلهم ومعرفة أسباب عدم رغبتهم في التوجه للمدرسة، فربما كانوا يتعرضون للتنمر أو التحرش، مبيناً أن الطفل حين يشعر بأن والديه يهتمان بمشاكله ومعرفة المضايقات التي يتعرض لها يشعر بالأمان وبأن لديه سنداً يرجع له وقت الأزمات طلباً للمساعدة، لذا على الوالدين استثمار هذا الأمر في القضاء على القلق لدى الطفل وتردده في الذهاب للمدرسة، لا سيما بعد فترة انقطاع عن التعليم الحضوري بسبب الجائحة، وتشجيعه عبر سرد قصص الناجحين وسيرهم الذاتية ومسيرات كفاحهم وتألقهم.