لا نعلم ماذا أصاب مجتمعاتنا؟.. زخم ليل نهار في منصات تواصل اجتماعيّ ليس لها من التواصل إلا اسمها دون روحها، وإحباطات إدارة توقعات كلّ طرف من الآخر، وفوضى عارمة في انتقاء المفردات والعبارات، تستشعر معها غربتك وكربتك وعزلتك في آنٍ واحد.
لا نعلم ماذا أصاب مجتمعاتنا؟.. سيل جارف من رسائل الصباحات والمساءات والتهاني والتبريكات، شحّ في العطاء الإنساني، وتقصير في منح الآخر حقه المستحق من الاهتمام، وإحجام عن احتواء حيرة الإنسان ولملمة شتاته بردّ شافٍ على استفساره أو طلب معونة أو مشورة، أو السعي في البحث معه وله عن ضالته ومساعدته دون معادلة المصالح والماديات.
لا نعلم ماذا أصاب مجتمعاتنا؟.. مؤشرات الرضا عن جودة العلاقات الإنسانية هوتْ إلى القاع، والخلافات والمنازعات والخصومات مستعرة هنا وهناك، ورفقاء الدرب بالأمس أضحوا فرقاء اليوم، يتحيّن كلّ منهم الفرصة لتسديد طعنة للآخر، الملايين يكتبون منتقدين مقرّعين، ويتناقلون المأثورات والعظات، وقليل من يهتم بأي إصدار معرفي، ويجعل منه جسراً ممتداً نحو الآخر، والجاً حياةً أرقى وعلاقات إنسانيةً أبقى.
لا نعلم ماذا أصاب مجتمعاتنا.. صرنا أسرى لتقنيات حديثة، زادت من وطأة البعاد بين العباد، ألْجمنا صخبها في مشهد هستيري غير متناهٍ، لا تكاد تجد مكاناً هادئاً يحترم حضورك، وتلقي على أعتابه بوحك وهمومك دون ضجيج، خصوصية متعدّى عليها، وفضائل هجرتنا قبل أن نهجرها. والسؤال: هل تلوذ الأكثرية بالضوضاء فراراً من الاستماع للآخر والإنصات إليه؟ لماذا كلما أوجعهم الحاضر، استحضروا الماضي وشواهد الزمن الجميل؟ هل أصبح حاضرنا رهينةً بين يدي الشيطان يسيّره كيف يشاء بعدما أوغل في نفوس البشر بالفرقة والتناحر؟ بينما نصوّر الماضي على أنه مجتمع الرحماء يقودهم الفضلاء حفدة أبي بكر، بينما نحن ورثة أبي لهب.. ماذا حدث في «أزمة إدارة التوقعات»؟!
الإجابة، التكنولوجيا الرقمية جعلت «المكان» و«آلة الزمان» أهم من «الإنسان»، فالصورة من مطار، أو مطعم شهير، أو حفل صاخب أصبحت أهم من «متعة الصحبة، وأمانة المعية، وهدوء المشاركة، وسكينة المودة، ولذا أضحت توقعات الإنسان من أخيه الإنسان تشوبها الخيبات والخذلان، وعليه أن يدفع كلَّ يوم فاتورة تلك الصدمات.
إلى كل المعتزلين المجهدين الذين ارتضوا ساحات الصمت والعزلة والابتعاد، خيراً فعلتم، فالميدان مزدحم وصاخب، ولكم في الاستغناء حياة.
لا نعلم ماذا أصاب مجتمعاتنا؟.. سيل جارف من رسائل الصباحات والمساءات والتهاني والتبريكات، شحّ في العطاء الإنساني، وتقصير في منح الآخر حقه المستحق من الاهتمام، وإحجام عن احتواء حيرة الإنسان ولملمة شتاته بردّ شافٍ على استفساره أو طلب معونة أو مشورة، أو السعي في البحث معه وله عن ضالته ومساعدته دون معادلة المصالح والماديات.
لا نعلم ماذا أصاب مجتمعاتنا؟.. مؤشرات الرضا عن جودة العلاقات الإنسانية هوتْ إلى القاع، والخلافات والمنازعات والخصومات مستعرة هنا وهناك، ورفقاء الدرب بالأمس أضحوا فرقاء اليوم، يتحيّن كلّ منهم الفرصة لتسديد طعنة للآخر، الملايين يكتبون منتقدين مقرّعين، ويتناقلون المأثورات والعظات، وقليل من يهتم بأي إصدار معرفي، ويجعل منه جسراً ممتداً نحو الآخر، والجاً حياةً أرقى وعلاقات إنسانيةً أبقى.
الإجابة، التكنولوجيا الرقمية جعلت «المكان» و«آلة الزمان» أهم من «الإنسان»، فالصورة من مطار، أو مطعم شهير، أو حفل صاخب أصبحت أهم من «متعة الصحبة، وأمانة المعية، وهدوء المشاركة، وسكينة المودة، ولذا أضحت توقعات الإنسان من أخيه الإنسان تشوبها الخيبات والخذلان، وعليه أن يدفع كلَّ يوم فاتورة تلك الصدمات.
إلى كل المعتزلين المجهدين الذين ارتضوا ساحات الصمت والعزلة والابتعاد، خيراً فعلتم، فالميدان مزدحم وصاخب، ولكم في الاستغناء حياة.