الفكر الظلامي يتسم بالظلم والجور بحقِّ المرأة، ما يتسبَّب في حالة من الاحتقان داخل المجتمعات، فهناك غبش في الفكر لا بُد أن يتم تحريره، وبات هذا المناخ مجالاً خصباً للتطرُّف والتعصُّب، والانحدار الأخلاقي، وانتشار كل الانتهاكات تجاه المرأة عموماً.
إذا أردت أن تنظر لمدى تحضّر المجتمعات أنظر لمكانة المرأة في مجتمعها، ولقياس حدة التطرف والتشدد لدى الجماعات الإرهابية أو أدعياء الاعتدال فراقب الخطاب الديني، وما مدى ترسيخه لقيم احترام حقوق المرأة، وتحقيق الكثير من أهداف المساواة. والسؤال الأهم: هل هناك مكان للازدواجية أو الانتقائية في تطبيق القيم الإنسانية الكبرى؟
ليس ثمة شك أن سيادة الظلم والغبن والقهر تجاه المرأة في أيّ مكان، لا يجعلها قادرة على أن تحصل على استحقاقاتها الكاملة، لتتمكن بأن نكون العمود الفقري للوطن.
الجماعات المؤدلجة غالباً ما تفقد العقلانية والمنطق في تفكيرها وأسلوبها وطريقة معاملتها، ولا مناص من مراقبتها لمقاومة تلك الأفكار البالية، والأخطر أن طريقة تعاملها مع المرأة ترفضها ثقافة الأمة لاصطدامها مع منظومة الدين منها، حيث إن الموروثات السلبية قلَّلت من شأنها، وأخضعتها للتمييز في إطار ثقافة غير عادلة، تعارض كل القيم والمبادئ التي تتصل بالدين.
إذا أردت أن تعرف النمط الصحي للتدين المعتدل المرتبط بمعانٍ إيجابية ومشاعر إنسانية عالية، انظر ما مدى التعامل الإنساني العادل مع المرأة، وتجاوز كل مركب نفسي وعقلي يولد الاستعداء تجاهها.
ومن أراد أن يمتلك البوصلة الأخلاقية التي ترشده إلى الرأي الديني الأكثر رحمة واعتدالاً، فيجب أن ينظر إلى طريقة المعاملة تجاه المرأة القائم على السماحة والاعتدال، والذي لا يتعارض مع الدين أو الحس الفطري السليم، حيث تأبى المرأة فيه أن تذل أو تهان أو أن تتسم المعاملة معها بالجهل والجمود.