ونحن نبدأ عاماً دراسياً جديداً، في ظروف استثنائية لم تعرف لها الحياة مثيلاً، حيث تعرقلت الدراسة الطبيعة لعام ونصف، علينا أن نتذكر أن رحلة التعليم في كثير من الدول، كانت شاقة، خصوصاً ما يرتبط بتعليم الفتيات، إذ كان بدء تعليمهن والتوسع فيه في دولنا العربية صورة من صور تصادم القوى «التنويرية» مع قوى المجتمع المحافظة، وكل دولة عربية لها قصتها الخاصة المضنية في هذا المجال المعقد الذي صار اليوم من المسلّمات.
من أطرف قصص تعليم الفتيات في الوطن العربي، قصة التحاق الطالبات بالجامعة في مصر، فحين تم تحويل الجامعة المصرية التي كانت تحت مسمى جامعة فؤاد الأول، إلى جامعة القاهرة عام 1953م، عُيّن الدكتور أحمد لطفي السيد الملقب في مصر (أستاذ الأجيال) وكيلاً للجامعة، وكان متحمساً لالتحاق الفتيات بالتعليم العالي، لكنه كان مدركاً أن الموضوع ما زال تحدياً اجتماعياً صعباً، وسيخلق صداماً كبيراً مع القصر ومع المجتمع، غير أن طموح أحمد لطفي السيد وإيمانه بحقوق المرأة المتكافئة مع الرجل وأن انخراطها الطبيعي في المجتمع هو تطور حتمي لا بد منه، جعلته يلجأ إلى (الحيلة) في إلحاق الطالبات بالجامعة.
لذلك اتفق أحمد لطفي السيد مع بعض عمداء الكليات وكان من بينهم الدكتور طه حسين عميد كلية الآداب على قبول الطالبات الحاصلات على الثانوية العامة بالجامعة دون إعلان أو ضجة إعلامية، وفعلاً التحقت العشرات من الطالبات، كان أشهرهن سهير القلماوي أستاذة الأدب العربي وأول امرأة حاصلة على شهادة الدكتوراه في مصر، واستمرت الطالبات بالدراسة في الجامعة دون أن يلتفت المجتمع لهذا الحدث الجلل، وحين تم اكتشاف اختراق الفتيات للجامعة كان قد مضى على هذا الحدث أحد عشر عاماً، وتخرجت فتيات كثيرات وأصبح الأمر واقعاً.
لقد درست الفتيات في الجامعة المصرية في غفلة من السلطة السياسية والسلطات الاجتماعية، وكان ذلك قراراً شجاعاً يعبر عن استقلالية فكر وقرار للدكتور أحمد لطفي السيد ومن سانده أمثال الدكتور طه حسين وقاسم أمين.
وتجدر الإشارة إلى ما ذكره لطفي السيد في مذكراته «قصة حياتي»، وأنه تعلم القراءة والكتابة في «الكُتّاب» لمدة أربع سنوات على يد امرأة اسمها فاطمة وحفظ القرآن الكريم كاملاً على يديها، وهذا ما جعل وعيه وإيمانه كبيرين بعلاقة المرأة بالعلم وضرورة منحها الفرص العادلة والمكافئة مع الرجل لتحصل على حق التعليم بكافة مستوياته، كي تعبر عن ذاتها وتشارك في خدمة المجتمع.
من أطرف قصص تعليم الفتيات في الوطن العربي، قصة التحاق الطالبات بالجامعة في مصر، فحين تم تحويل الجامعة المصرية التي كانت تحت مسمى جامعة فؤاد الأول، إلى جامعة القاهرة عام 1953م، عُيّن الدكتور أحمد لطفي السيد الملقب في مصر (أستاذ الأجيال) وكيلاً للجامعة، وكان متحمساً لالتحاق الفتيات بالتعليم العالي، لكنه كان مدركاً أن الموضوع ما زال تحدياً اجتماعياً صعباً، وسيخلق صداماً كبيراً مع القصر ومع المجتمع، غير أن طموح أحمد لطفي السيد وإيمانه بحقوق المرأة المتكافئة مع الرجل وأن انخراطها الطبيعي في المجتمع هو تطور حتمي لا بد منه، جعلته يلجأ إلى (الحيلة) في إلحاق الطالبات بالجامعة.
لذلك اتفق أحمد لطفي السيد مع بعض عمداء الكليات وكان من بينهم الدكتور طه حسين عميد كلية الآداب على قبول الطالبات الحاصلات على الثانوية العامة بالجامعة دون إعلان أو ضجة إعلامية، وفعلاً التحقت العشرات من الطالبات، كان أشهرهن سهير القلماوي أستاذة الأدب العربي وأول امرأة حاصلة على شهادة الدكتوراه في مصر، واستمرت الطالبات بالدراسة في الجامعة دون أن يلتفت المجتمع لهذا الحدث الجلل، وحين تم اكتشاف اختراق الفتيات للجامعة كان قد مضى على هذا الحدث أحد عشر عاماً، وتخرجت فتيات كثيرات وأصبح الأمر واقعاً.
وتجدر الإشارة إلى ما ذكره لطفي السيد في مذكراته «قصة حياتي»، وأنه تعلم القراءة والكتابة في «الكُتّاب» لمدة أربع سنوات على يد امرأة اسمها فاطمة وحفظ القرآن الكريم كاملاً على يديها، وهذا ما جعل وعيه وإيمانه كبيرين بعلاقة المرأة بالعلم وضرورة منحها الفرص العادلة والمكافئة مع الرجل لتحصل على حق التعليم بكافة مستوياته، كي تعبر عن ذاتها وتشارك في خدمة المجتمع.