برز اسم تنظيم «داعش خراسان» بشكل كبير، بعد إعلانه المسؤولية عن الهجوم، الذي استهدف منطقة قريبة من مطار كابول وأسفر عن مقتل العشرات، في 26 أغسطس الماضي، وربط البعض بين هذه العملية من جانب، والخلاف الكبير بين التنظيم وحركة «طالبان» من جانب آخر، خصوصاً بعد سيطرة الأخيرة على أفغانستان بشكل كامل.
«داعش خراسان»، أو كما تلقب نفسها ولاية خراسان الإسلامية هي الفرع الرسمي لداعش في أفغانستان، وتأسس هذا التنظيم في يناير 2015، ويتكون من تحالف بين أعضاء سابقين في حركة طالبان الباكستانية وحركة طالبان الأفغانية، وفرع داعش في أوزبكستان، كما تمكن من تعزيز سيطرته في فترة قصيرة على بعض من الأراضي الحدودية مع باكستان، وتُظهر أدلة أنه تلقى أموالاً وتدريباً من تنظيم داعش الأساسي الذي كانت تتركز قوته بالعراق وسوريا.
ونجح خلال سنواته الثلاث الأولى في شن هجمات ضد أهداف مدنية وحكومية في أفغانستان وباكستان، إذ فجّر مدرسة للبنات في كابول بعدة سيارات مفخخة، ما أسفر عن سقوط نحو 40 قتيلاً، كما ارتكب مذبحة لـ16 شخصا بينهم رضيعان في مستشفى تديره جمعية «أطباء بلا حدود، إضافة إلى هجوم مسلح على جامعة كابول أدى إلى مقتل 22 طالباً.
وصُنف تنظيم داعش خراسان في 2018 من ضمن أكثر أربعة تنظيمات دموية في العالم، وفقاً لمؤشر الإرهاب العالمي التابع لمعهد الاقتصاد والسلام، ولكن بعد هذا التاريخ، بدأت القوات الأمريكية وشركاؤها الأفغان، بينهم قوات من طالبان، الحرب الشرسة على التنظيم، وبالفعل اعتقد الكثيرون أنه انتهى، ولكنه عاد في عملية التفجير الأخيرة.
وتبدو العودة شرسة للغاية، كما يبدو أن التنظيم يشكل خطراً حقيقياً، ليس فقط على المواطن الأفغاني، بل على العالم كله، فعلى عكس طالبان التي لا يزال تركيزها على أفغانستان، أبدى تنظيم داعش خراسان رغبته في التوسع لتكوين ولاية إسلامية كبرى تضم عدداً من الدول، وهذا أحد الأهداف التي كان يؤمن بها الملتحقون بتنظيم داعش في سوريا والعراق قبل الهزائم التي لحقت به، وهنا قد يتكرر الأمر في أفغانستان وباكستان وآسيا الوسطى، وحينها سيكون خطر استقدام مقاتلين من المنطقة العربية وارداً، خصوصاً ممن لا تزال أوهام الخلافة الإسلامية تراودهم.