يسمو الفن بمكانته لمشاهده وقارئه إن زغزغ العاطفة وتركها في حالة تشبه أحلام اليقظة، مع رغبة بالاختلاء بالذات والهيام المصاحب بتوهان يفقدك المعرفة بما تفكر، مع نشوة تعتريك وأنت بين يدي نفسك، ترقبُ اللاشيء وتنتظر حلماً لا تعرفه، حينها تنتابك حالة من السكون والروحانية، يتراءى لك فيها صورة ضبابية، يلهث إحساسك خلفها ليعرف ما وراء ضبابيتها كحالة التصلب لرؤية لوحةٍ فنية، رسمت بالماء أو الزيت كمثيلاتها، لكنها اختلفت عنهم، بتكبيلها لك ما إن يقع ناظرك عليها.
الفن رسالة وإبداع وسمو روحي، يتجلى مفهومه حين يخلق حالة من الجذب لا تستمر للحظة، بل لعقود وأجيال، كمسرحية شكسبيرية، التي ترجمت لمعظم اللغات ومثّلها أقوام وأقوام، ولا تزال حتى اللحظة تحظى بقبولنا، وتحرك مشاعرنا، وتشد انتباهنا، مع علمنا وكامل درايتنا بنهايتها، لكنك حين تشاهدها، تجبرك أن تعيش اللحظة معها، فتنسى نهايتها حتى تصل لها!
إن أردتم أن تصل لكم الفكرة؛ فلنتخيل معاً طائرةً ورقية، تلهو بها طفلة في جوٍ ربيعيٍ مشمس معتدل الريح وصحو لا تعكره سحب ماطرة رعدية، تتلاعب أنامل الصغيرة بها بكل رشاقة دون أن تفقد السيطرة عليها، وتوجهها دون أن تضطر أن تجري خلفها لتمنع ابتعادها عنها أو فقدانها لها، تمتع ناظريها بها، لا تشعرها بالملل أو التعب، بل تقُدها للحظاتٍ سعيده؛ تنهيها بأن تجذب أصابعها الصغيرة الخيط لتقربها منها، ثم تلملمها لتحفظها في مكانٍ آمن أملاً في نزهةٍ أخرى يتجدد بها اللقاء، وحتى حينها تبقى ذكراها حاضرة.. هل اتَّضحت لكم الصورة؟ فنحن الطائرة الورقية، والفن الراقي هو الطفلة!
الفن رسالة وإبداع وسمو روحي، يتجلى مفهومه حين يخلق حالة من الجذب لا تستمر للحظة، بل لعقود وأجيال، كمسرحية شكسبيرية، التي ترجمت لمعظم اللغات ومثّلها أقوام وأقوام، ولا تزال حتى اللحظة تحظى بقبولنا، وتحرك مشاعرنا، وتشد انتباهنا، مع علمنا وكامل درايتنا بنهايتها، لكنك حين تشاهدها، تجبرك أن تعيش اللحظة معها، فتنسى نهايتها حتى تصل لها!