الانعزاليّة.. ذلك المرض الجديد الذي ألمّ بالناس هذه الأيام، وبات يعصف بالعلاقات الاجتماعية ويشوه دعوة التواد والتراحم، ويأخذ المجتمع من معناه الحقيقي إلى معنى آخر نقيض هو المفترق، بمعنى أن الاجتماع بات افتراقاً وتوحداً.
تمر الأيام وتظهر أساليب حياة جديدة، ووسائل وأجهزة الكترونية وغيرها ترسخ معنى الانعزالية، حتى الألعاب التي تظهر يوماً بعد يوم كلها تساعد على الانعزال وترسخ الوحدة، كذلك دعوات الحياة الجديدة التي تنادي إلى أساليب الحياة مغايرة، فإنها تزيد من العقد والآفات التي تبرر الانعزالية وتسهم في إيجادها.
لن أدخل في مقارنة بين الماضي والحاضر، سواء الماضي البعيد أو الماضي القريب، لكنه زمن أطل علينا لا يدعو إلى الاجتماع ولا يحض على المشاركة، ولا يورث غير العزلة والوحدة القاتلة التي تودي بالمكتسبات الإنسانية وتغيّر السلوك والعادات والتقاليد.
فحتى المقاهي التي أصبحت أسلوب حياة - كما يقال - إلا أنّها رسّخت معنى الانعزاليّة من خلال إيجاد جلسات انفرادية، ودعوات وإعلانات ترسخ إلى تلك العزلة مدفوعة الثمن، عوضاً عن ذلك تكثر مشاهد الناس وهم يجلسون فرادى في المقاهي متمتعين بوحدتهم، متقوقعين على ذواتهم.
تلك المقاهي التي ابتدعها الأجداد في مطلع القرن العشرين، وقد كانت بسيطة مرحة تقدم الشاي والقهوة، وبعض المأكولات الخفيفة، وتنتشر فيها الكراسي الجماعية المسماة (التخوت) والطاولات المستطيلة الطويلة، كانت مكاناً للتجمعات والتواصل المباشر، فإذا أراد الشخص التواصل مع أصدقائه أو حتى غيرهم فإنه يذهب إلى (القهوة) فيختلط بالآخرين ويندمج معهم، حتى سماع الأغاني ونشرات الأخبار كان يتم جماعيّاً، أي أن الجميع يستمعون لذات المذياع في ذات الوقت.
النزعة الفردية والأنا والتوحش الحضاري - إن جازت التسمية - هي سمات جديدة غلّفت وجه الحاضر، فجعلت منه واقعاً شاحباً كئيباً، صوته الصمت وصورته العزلة، هي الأنانية وحب الذات أكثر مما ينبغي، هي التوحش بعينه والبدائية الجديدة.
تمر الأيام وتظهر أساليب حياة جديدة، ووسائل وأجهزة الكترونية وغيرها ترسخ معنى الانعزالية، حتى الألعاب التي تظهر يوماً بعد يوم كلها تساعد على الانعزال وترسخ الوحدة، كذلك دعوات الحياة الجديدة التي تنادي إلى أساليب الحياة مغايرة، فإنها تزيد من العقد والآفات التي تبرر الانعزالية وتسهم في إيجادها.
لن أدخل في مقارنة بين الماضي والحاضر، سواء الماضي البعيد أو الماضي القريب، لكنه زمن أطل علينا لا يدعو إلى الاجتماع ولا يحض على المشاركة، ولا يورث غير العزلة والوحدة القاتلة التي تودي بالمكتسبات الإنسانية وتغيّر السلوك والعادات والتقاليد.
تلك المقاهي التي ابتدعها الأجداد في مطلع القرن العشرين، وقد كانت بسيطة مرحة تقدم الشاي والقهوة، وبعض المأكولات الخفيفة، وتنتشر فيها الكراسي الجماعية المسماة (التخوت) والطاولات المستطيلة الطويلة، كانت مكاناً للتجمعات والتواصل المباشر، فإذا أراد الشخص التواصل مع أصدقائه أو حتى غيرهم فإنه يذهب إلى (القهوة) فيختلط بالآخرين ويندمج معهم، حتى سماع الأغاني ونشرات الأخبار كان يتم جماعيّاً، أي أن الجميع يستمعون لذات المذياع في ذات الوقت.
النزعة الفردية والأنا والتوحش الحضاري - إن جازت التسمية - هي سمات جديدة غلّفت وجه الحاضر، فجعلت منه واقعاً شاحباً كئيباً، صوته الصمت وصورته العزلة، هي الأنانية وحب الذات أكثر مما ينبغي، هي التوحش بعينه والبدائية الجديدة.