لاقت البادرة الكريمة التي كشف عنها المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية، والمتعلقة بعمل مجسم للفنان المرحوم «عبدالحسين عبدالرضا»، بحيث يعرض خلال موسم الرياض المقبل، صدى طيِّباً في الشارع الكويتي للمكانة التي يحظى بها الفنان، حيث يشعر كثير من الكويتيين أن عبدالرضا وغيره من مبدعي الكويت، لا يلقون التكريم اللائق بهم وبإبداعاتهم في بلدهم، خصوصاً على المستوى الرسمي.
لقد تمت تسميّة مسرح باسم المرحوم أثناء حياته، لكن لم تقم لفنه الغزير وإبداعاته أي احتفالات أو ندوات أو دراسات تذكر، تؤصل نظرياً لعبقريته الفنية، وتحولها لمادة دراسية يستفيد منها الممثلون الشباب.
ويأتي الإعلان عن المجسم السعودي في ظل صدمة أرقت المبدعين الكويتيين وداعميهم، حيث قامت السلطات الكويتية منذ فترة وجيزة بإزاحة تمثال في أحد المجمعات التجارية، نتيجة لضغوطات الأصوليين الذين نجحوا أيضاً في العام الماضي بإغلاق محل لبيع التماثيل والمجسمات الفنية.
ومن المؤسف أن يحدث ذلك في الكويت البلد الذي عرف شعبه عبر تاريخه بحب الثقافة والإبداع، وأسهم مبدعوه في إثراء الساحة الفنية بأعمال متميزة، وتقديم السلاسل الثقافية التي تهافت عليها القراء في كل الدول العربية.
إن الاستجابة لمطالب أعداء الإبداع تسهم في زيادة الأزمة، التي تعاني منها مظاهر الثقافة المختلفة، فأولئك هم حجر عثرة أمام الإبداع والتطور في مختلف المجالات، إذْ لا يمكن أن يتم تحديث الثقافة والمجتمع في ظل وجود ممثلي الإسلام السياسي، ومن يرى اليوم الدول التي تخلصت من هذه الظاهرة فسيجدها تشق طريقها نحو التقدم والتطور بثبات، ولعل أبرزها دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية.