في زمن قياسي، تمكنت شركة «ديزني» من تجاوز كل توقعات الخبراء، وبدأت منصة ديزني+ للبث عبر الإنترنت في إحكام الخناق على شبكة «نتفليكس» وتثبيت نفسها كأخطر منافس للشبكة الشهيرة في صراع شبكات البث على حصص السوق، حيث تمكنت الشبكة من إضافة 12.4 مليون مشترك جديد في الفترة بين أبريل ويونيو الماضيين، لتنهي الشبكة هذا الربع بإجمالي عدد من المشتركين يصل إلى 116 مليون مشترك في أنحاء العالم.
وكان المحللون يتوقعون أن يراوح العدد بين 112 إلى 115 مليون مشترك، ولكن ما حدث بالفعل فاق كل التوقعات، ويعود السبب في ذلك إلى مجموعة من العروض التي حققت نجاحاً هائلاً خلال الفترة الماضية، وجاء على رأسها فيلم «لوكا» وهو من الرسوم المتحركة من إنتاج شركة «بيكسار» الشهيرة، إضافة إلى مسلسل «لوكي» الذي يعتبر من أشهر الأبطال الخارقين من شخصيات مارفل، بالإضافة إلى فيلم الحركة «كريللا» من بطولة إيما ستون التي جسدت شخصية ديزني الكلاسيكية الشريرة.
وتعتبر شركة ديزني أكبر شركة ترفيه في العالم، حيث تعمل في نطاق واسع يشمل شبكة البث التلفزيوني ABC وشبكة ESPN والعطلات البحرية، والمسرحيات الموسيقية، ونشر الكتب، وسلسلة متاجر ديزني، ورغم ذلك فإن هذه الإمبراطورية الضخمة تسير حالياً في اتجاه واحد تقريباً يتمحور حول شبكة ديزني+ للبث عبر الإنترنت التي تجد حماساً لافتاً من المستثمرين، أو كما يقول الخبراء: "أينما تذهب شبكة البث الترفيهية فإن الشركة بأكملها تسير وراءها".
في حقيقة الأمر، وضعت ديزني هدفاً لعدد المشتركين في السنوات الخمس الأولى من بداية عملها، ولكن المفارقة أن ديزني+ تجاوزت هذا الرقم خلال الأشهر التسعة الأولى لإطلاقها، وكان انتشار فيروس كورونا أحد الأسباب الرئيسية وراء هذا الأمر، حيث بحثت الكثير من العائلات عن وسائل للترفيه أثناء بقائهم في المنزل وكانت ديزني خياراً مثالياً، ولكن النمو تباطأ بين يناير ومارس حيث أضافت الشبكة 8.7 مليون مشترك جديد في حين كانت التوقعات تدور حول أكثر من 14 مليوناً، الأمر الذي أدى إلى ظهور المخاوف بين المستثمرين وتراجع أسعار الأسهم.
ومثل شركات إعلامية أخرى، تحولت ديزني إلى البث عبر الإنترنت لأن تلفزيون الكابل ذي الاشتراك توقف عن كونه محركاً للنمو، مع اتجاه الكثير من المشاهدين إلى شبكة الإنترنت وارتفاع النفقات التشغيلية، وهو الأمر الذي بدا واضحاً من إجمالي أرباح الشركة في جميع الأعمال التلفزيونية التقليدية خلال هذا الربع من العام المالي، والذي وصل إلى 2.2 مليار دولار بانخفاض حاد بلغت نسبته 33%، وهو الأمر الذي فسرته الشركة بارتفاع تكاليف البرامج في هذه القنوات وارتباك المباريات الرياضية، وكذلك حفل الأوسكار، ولم يغطِ ارتفاع عائدات الإعلانات ورسوم المشتركين إلا جزءاً من ارتفاع النفقات. ورغم ذلك كله، لا يزال التلفزيون التقليدي يمثل قسماً كبيراً لشركة ديزني، حيث حقق 6.96 مليار دولار من العائدات في هذا الربع المالي بزيادة قدرها 16.%
ولكن النجم الصاعد بلا شك هو منصة البث عبر الإنترنت التي حصدت 4.3 مليار دولار من إجمالي إيرادات البث، بزيادة 57% عن العام السابق، وارتفع سعر الاشتراك الشهري في الولايات المتحدة دولاراً واحداً في أواخر مارس ليصل إلى 8 دولارات، بالإضافة إلى ذلك حققت الشركة عشرات الملايين من الدولارات من فيلم «كوريلا» والذي تمت إتاحته للمشتركين في وقت وصوله إلى دور العرض مقابل كلفة إضافية قدرها 30 دولاراً، بينما استفادت شركة «هولو» التي استحوذت عليها ديزني عام 2019 من زيادة عائدات الإعلانات ونمو عدد المشتركين.
وتقول ديزني إن شركة «هولو» تمتلك نحو 42.8 مليون مشترك، بزيادة 21% عن العام الماضي، بينما يدفع نحو 15 مليون شخص مقابل الوصول لمنصة ESPN+ الرياضية التي تمتلكها الشركة، وهو ما يزيد بنسبة 75% عن العام السابق.
ولكن بناء مجموعة من خدمات البث عبر الإنترنت مسألة مكلفة تماماً، حيث يحتاج الأمر إلى تكاليف متنوعة من بينها إنتاج المحتوى، والتسويق إضافة إلى البنية التحتية للتكنولوجيا، وهي التكاليف التي أدت إلى خسائر إجمالية لوحدة البث التابعة لشركة ديزني تقدر بنحو 300 مليون دولار، ورغم ذلك يعتبر هذا الأمر خطوة للأمام لأن نفس القسم خسر ضعف المبلغ في نفس الفترة من العام الماضي. ولكن إجمالاً، تمكنت الشركة من تحقيق أرباح خلال هذا الربع بلغت 923 مليون دولار، مقارنة بخسارة قدرها 4.8 مليار دولار قبل عام عندما كان العالم في خضم جائحة سائدة في العالم كله.
الاستثمار في منصات البث ساهم في إنقاذ الكثير من أعمال ديزني التي تعرضت لما يشبه الكارثة مع إغلاق دور العرض السينمائي بسبب الوباء، ومع هذا الوضع، غيّرت الشركة أساليب توزيع الأفلام حيث أعادت توجيه الأفلام التي كان من المقرر عرضها في دور العرض إلى شبكة «ديزني+» بشكل حصري، بينما تم عرض بعض الأعمال الأخرى عبر المنصة في نفس وقت عرضها السينمائي، وهو الأمر الذي أدى إلى غضب بعض النجوم.
النجمة الشهيرة «سكارليت جوهانسون» التي لعبت دور البطلة الخارقة في أعمال مارفل من إنتاج الشركة، رفعت دعوى قضائية ضد الشركة قالت فيها إن عرض فيلم «الأرملة السوداء» عبر منصة «ديزني+» أدى إلى انخفاض إيرادات دور العرض بشكل كبير، الأمر الذي أثر على أجرها الذي يعتمد على الإيرادات، ما أفقدها عشرات الملايين من الدولارات، وهي الدعوى التي ردت عليها الشركة بأن الممثلة لا حق لها في هذه المطالبات.
بوب تشابك، الرئيس التنفيذي للشركة، رد بشكل غير مباشر على هذه المشكلة بالقول إن الوقت الحالي هو وقت قلق وعدم استقرار في السوق، والأفلام التي يتم عرضها الآن تم تخطيط توزيعها في زمن يختلف تماماً عن الواقع الحالي، وما يحدث هو محاولة للحصول على أفضل عائد في ظل الظروف المفاجئة للجميع، وأن الشركة سوف تقرر طريقة عرض الأفلام كلٍ على حدة.
وكان المحللون يتوقعون أن يراوح العدد بين 112 إلى 115 مليون مشترك، ولكن ما حدث بالفعل فاق كل التوقعات، ويعود السبب في ذلك إلى مجموعة من العروض التي حققت نجاحاً هائلاً خلال الفترة الماضية، وجاء على رأسها فيلم «لوكا» وهو من الرسوم المتحركة من إنتاج شركة «بيكسار» الشهيرة، إضافة إلى مسلسل «لوكي» الذي يعتبر من أشهر الأبطال الخارقين من شخصيات مارفل، بالإضافة إلى فيلم الحركة «كريللا» من بطولة إيما ستون التي جسدت شخصية ديزني الكلاسيكية الشريرة.
وتعتبر شركة ديزني أكبر شركة ترفيه في العالم، حيث تعمل في نطاق واسع يشمل شبكة البث التلفزيوني ABC وشبكة ESPN والعطلات البحرية، والمسرحيات الموسيقية، ونشر الكتب، وسلسلة متاجر ديزني، ورغم ذلك فإن هذه الإمبراطورية الضخمة تسير حالياً في اتجاه واحد تقريباً يتمحور حول شبكة ديزني+ للبث عبر الإنترنت التي تجد حماساً لافتاً من المستثمرين، أو كما يقول الخبراء: "أينما تذهب شبكة البث الترفيهية فإن الشركة بأكملها تسير وراءها".
ومثل شركات إعلامية أخرى، تحولت ديزني إلى البث عبر الإنترنت لأن تلفزيون الكابل ذي الاشتراك توقف عن كونه محركاً للنمو، مع اتجاه الكثير من المشاهدين إلى شبكة الإنترنت وارتفاع النفقات التشغيلية، وهو الأمر الذي بدا واضحاً من إجمالي أرباح الشركة في جميع الأعمال التلفزيونية التقليدية خلال هذا الربع من العام المالي، والذي وصل إلى 2.2 مليار دولار بانخفاض حاد بلغت نسبته 33%، وهو الأمر الذي فسرته الشركة بارتفاع تكاليف البرامج في هذه القنوات وارتباك المباريات الرياضية، وكذلك حفل الأوسكار، ولم يغطِ ارتفاع عائدات الإعلانات ورسوم المشتركين إلا جزءاً من ارتفاع النفقات. ورغم ذلك كله، لا يزال التلفزيون التقليدي يمثل قسماً كبيراً لشركة ديزني، حيث حقق 6.96 مليار دولار من العائدات في هذا الربع المالي بزيادة قدرها 16.%
ولكن النجم الصاعد بلا شك هو منصة البث عبر الإنترنت التي حصدت 4.3 مليار دولار من إجمالي إيرادات البث، بزيادة 57% عن العام السابق، وارتفع سعر الاشتراك الشهري في الولايات المتحدة دولاراً واحداً في أواخر مارس ليصل إلى 8 دولارات، بالإضافة إلى ذلك حققت الشركة عشرات الملايين من الدولارات من فيلم «كوريلا» والذي تمت إتاحته للمشتركين في وقت وصوله إلى دور العرض مقابل كلفة إضافية قدرها 30 دولاراً، بينما استفادت شركة «هولو» التي استحوذت عليها ديزني عام 2019 من زيادة عائدات الإعلانات ونمو عدد المشتركين.
وتقول ديزني إن شركة «هولو» تمتلك نحو 42.8 مليون مشترك، بزيادة 21% عن العام الماضي، بينما يدفع نحو 15 مليون شخص مقابل الوصول لمنصة ESPN+ الرياضية التي تمتلكها الشركة، وهو ما يزيد بنسبة 75% عن العام السابق.
ولكن بناء مجموعة من خدمات البث عبر الإنترنت مسألة مكلفة تماماً، حيث يحتاج الأمر إلى تكاليف متنوعة من بينها إنتاج المحتوى، والتسويق إضافة إلى البنية التحتية للتكنولوجيا، وهي التكاليف التي أدت إلى خسائر إجمالية لوحدة البث التابعة لشركة ديزني تقدر بنحو 300 مليون دولار، ورغم ذلك يعتبر هذا الأمر خطوة للأمام لأن نفس القسم خسر ضعف المبلغ في نفس الفترة من العام الماضي. ولكن إجمالاً، تمكنت الشركة من تحقيق أرباح خلال هذا الربع بلغت 923 مليون دولار، مقارنة بخسارة قدرها 4.8 مليار دولار قبل عام عندما كان العالم في خضم جائحة سائدة في العالم كله.
الاستثمار في منصات البث ساهم في إنقاذ الكثير من أعمال ديزني التي تعرضت لما يشبه الكارثة مع إغلاق دور العرض السينمائي بسبب الوباء، ومع هذا الوضع، غيّرت الشركة أساليب توزيع الأفلام حيث أعادت توجيه الأفلام التي كان من المقرر عرضها في دور العرض إلى شبكة «ديزني+» بشكل حصري، بينما تم عرض بعض الأعمال الأخرى عبر المنصة في نفس وقت عرضها السينمائي، وهو الأمر الذي أدى إلى غضب بعض النجوم.
النجمة الشهيرة «سكارليت جوهانسون» التي لعبت دور البطلة الخارقة في أعمال مارفل من إنتاج الشركة، رفعت دعوى قضائية ضد الشركة قالت فيها إن عرض فيلم «الأرملة السوداء» عبر منصة «ديزني+» أدى إلى انخفاض إيرادات دور العرض بشكل كبير، الأمر الذي أثر على أجرها الذي يعتمد على الإيرادات، ما أفقدها عشرات الملايين من الدولارات، وهي الدعوى التي ردت عليها الشركة بأن الممثلة لا حق لها في هذه المطالبات.
بوب تشابك، الرئيس التنفيذي للشركة، رد بشكل غير مباشر على هذه المشكلة بالقول إن الوقت الحالي هو وقت قلق وعدم استقرار في السوق، والأفلام التي يتم عرضها الآن تم تخطيط توزيعها في زمن يختلف تماماً عن الواقع الحالي، وما يحدث هو محاولة للحصول على أفضل عائد في ظل الظروف المفاجئة للجميع، وأن الشركة سوف تقرر طريقة عرض الأفلام كلٍ على حدة.