رشيد يحياوي مهندس ــ الجزائر

الكتابة تحقق نتائج شتَّى، من ذلك أنها قد تؤدي إلى الأمان داخل المجتمعات، وتلهم أفراده القيم والأخلاق واحترام الرأي الآخر، وتوحد الشعوب، ولكنها من جهة أخرى قد تكون مدخلاً للتنافر والشرور والحروب، أي أنها تعبر الوجه السيئ للبشر.

وبعيداً عن تقييم الأفكار أو تصنيفها، فهي تميزنا عن باقي الكائنات، ثم إننا من خلال الكتابة نتبادل الأفكار، ونمد بل ونطور علاقاتنا الإنسانية والاجتماعية والثقافية، لذلك ينتظر منّا بذل جهود كبيرة لزرع«حب القلم» (حب الكتابة) في أطفالنا.. وذلك لن يتحقق إلا بحبهم للقراءة، وتلك هي طريقنا للرقي الحضاري، وأيضاً لتعميق الأفكار البناءة بما تحمله من قيم في مجتمعاتنا، انطلاقاً من أبنائنا، وذلك سيقودنا إلى عالم جديد، قوامه «حب قراءة الكتب»، والتي ستنتهي بنا صناعة عقول نيرة، مبشرة بحياة أفضل مرفقة بالرقي بين الأمم.

والواقع أن ذلك يصبح مطلوباً أكثر في زمن الانشغال الكلي بالصورة، وبوسائل التواصل الاجتماعي، عبر الهاتف النقال، وغيرها من الوسائل التكنولوجية الأخرى، حيث تبدو الصعوبة جليّة في العودة إلى القراءة بنهم، ومن ثم الكتابة بوعي، ذلك لأن تلك الوسائل على ما يبدو فيها من نشاط، أدت إلى ركود الإبداع، وبالتالي موت الخيال في ظل ما يمثل اليوم حقيقة «التباعد الفكري»، وإن بدَا تواصلاً اجتماعيّاً.

أخبار ذات صلة

أزمة الطاقة وشتاء أوروبا
الابتكار من أجل السلام

هنا أعيد التذكير بمسألة في غاية الأهمية، وهي أن استمرار الأمم في بناء دولها فكريّاً واقتصاديّاً وبشريّاً، وسيرها على طريق الحضارة والتطور، يأتي من حب الكتاب وحب صوت القلم البنّاء (أي حب الكتابة)، ذلك أن الأفكار البناءة مثل نور الشمس في زمن طغى عليه الظلام.