شهد المغرب، في الأسابيع الأخيرة، تزايداً كبيراً في أعداد الإصابات بكوفيد المتحور، ونسب وفيات هي الأكبر منذ ظهور الفيروس لأول مرة، في شهر مارس، من العام الماضي.
في المقابل، يشهد الشارع المغربي تراخياً، وربما استهتاراً، في التعاطي مع الحالة الوبائية الراهنة، ما يزيد من تعقيدات الوضع الصحي.
لا خلاف حول ما قامت به الدولة من جهود وما اتخذته من تدابير احترازية وتسخير كافة الإمكانات، وبمختلف المستويات، إلا أننا لم نرَ انعكاسات هذه التدابير على المواطن، فهذا الأخير تعايش، ربما أكثر من اللازم، مع الفيروس، ودخل معه في مرحلة تحدي للإصابة والموت، وتمرد على كل تدابير التباعد الجسدي والتدابير الوقائية الأخرى، ما ضاعف بشكل مقلق أعداد الإصابات والوفيات، ويهدد بالعودة إلى مربع الصفر.
ما يشهده المغرب هو نموذج مصغر لما تشهده العديد من دول العالم من فجوة ثقافية بين المواطن، وبين ما يحيط به من مخاطر وأزمات، وكيف يسهم المواطن في تعقيد الأزمة بدل مواجهتها والإسهام في القضاء عليها.
وبين من اعتبر الفيروس مجرَّد مؤامرة، وبين من أخذ الأمور بشكل جدِّي وعلمي، هناك دول ومجتمعات تجنَّدت بشكل كُلِّي لمواجهة كورونا بكل مسؤولية وانضباط شديدين، وهناك، مجتمعات أخرى، تراخت واستسلمت وضربت بكل الجهود المبذولة عرض الحائط.
هذا الواقع يُعيدنا إلى سؤال الثقافة ودور العوامل الثقافية في خلق وعي مجتمعي، يُؤهِّل المواطن والمجتمع إلى التصرف بعقلانيّة ووعي ومسؤوليّة في أوقات الأزمات.
ومن بين هذه العوامل الجانب التربوي والتواصلي وما يشكلانه من آليات تسهم في تربية المواطن على منظومة القيم والمعرفة، وتوعيّته بأسس حسن التصرف ومواجهة المشكلات والصعوبات والتحديات سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.
هذا الدور لن يقوم به ويملأ الفجوات المرتبطة به سوى المثقف، الذي يبقى أهم أدواره نشر الوعي بشكل يعكس ويساير جهود الدولة، ونشر ثقافة التعاطي مع الأزمات، والحث على مسؤولية كل مواطن في الحفاظ على صحته وصحة شركائه في الوطن.
إذا كان تركيز العالم، اليوم، على صناعة مناعة صحيّة فرديَّة وجماعيّة لمواجهة كوفيد-19، فهناك في المقابل حاجة أكبر للاستثمار من أجل تحقيق مناعة ثقافية مجتمعية، حتى يكون وعي الفرد عند مستوى اللحظة التي يمر منها المجتمع والإنسانية جمعاء، وعند مستوى كافة التحديات، وحتى يواجه المواطن بكل مسؤولية وقوة في عالم انهارت يقينيَّاته.
في المقابل، يشهد الشارع المغربي تراخياً، وربما استهتاراً، في التعاطي مع الحالة الوبائية الراهنة، ما يزيد من تعقيدات الوضع الصحي.
لا خلاف حول ما قامت به الدولة من جهود وما اتخذته من تدابير احترازية وتسخير كافة الإمكانات، وبمختلف المستويات، إلا أننا لم نرَ انعكاسات هذه التدابير على المواطن، فهذا الأخير تعايش، ربما أكثر من اللازم، مع الفيروس، ودخل معه في مرحلة تحدي للإصابة والموت، وتمرد على كل تدابير التباعد الجسدي والتدابير الوقائية الأخرى، ما ضاعف بشكل مقلق أعداد الإصابات والوفيات، ويهدد بالعودة إلى مربع الصفر.
وبين من اعتبر الفيروس مجرَّد مؤامرة، وبين من أخذ الأمور بشكل جدِّي وعلمي، هناك دول ومجتمعات تجنَّدت بشكل كُلِّي لمواجهة كورونا بكل مسؤولية وانضباط شديدين، وهناك، مجتمعات أخرى، تراخت واستسلمت وضربت بكل الجهود المبذولة عرض الحائط.
هذا الواقع يُعيدنا إلى سؤال الثقافة ودور العوامل الثقافية في خلق وعي مجتمعي، يُؤهِّل المواطن والمجتمع إلى التصرف بعقلانيّة ووعي ومسؤوليّة في أوقات الأزمات.
ومن بين هذه العوامل الجانب التربوي والتواصلي وما يشكلانه من آليات تسهم في تربية المواطن على منظومة القيم والمعرفة، وتوعيّته بأسس حسن التصرف ومواجهة المشكلات والصعوبات والتحديات سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.
هذا الدور لن يقوم به ويملأ الفجوات المرتبطة به سوى المثقف، الذي يبقى أهم أدواره نشر الوعي بشكل يعكس ويساير جهود الدولة، ونشر ثقافة التعاطي مع الأزمات، والحث على مسؤولية كل مواطن في الحفاظ على صحته وصحة شركائه في الوطن.
إذا كان تركيز العالم، اليوم، على صناعة مناعة صحيّة فرديَّة وجماعيّة لمواجهة كوفيد-19، فهناك في المقابل حاجة أكبر للاستثمار من أجل تحقيق مناعة ثقافية مجتمعية، حتى يكون وعي الفرد عند مستوى اللحظة التي يمر منها المجتمع والإنسانية جمعاء، وعند مستوى كافة التحديات، وحتى يواجه المواطن بكل مسؤولية وقوة في عالم انهارت يقينيَّاته.