بعد قضاء أسبوعين على شاطئ البحر الأسود، حطّت رحالي على الشواطئ الهادئة لبحر البلطيق، وأصبح منزلي الجديد في مدينة «كلايبيدا» التي تُعدّ البوّابة البحرية لدولة ليتوانيا، وهو التوأم المشابه لمنزلي السابق في مدينة باتومي الجورجية، وتبدو لي دول البلطيق الثلاث إستونيا ولاتفيا وليتوانيا للوهلة الأولى وكأنها صور المرآة للدول القوقازية الثلاث أذربيجان وأرمينيا وجورجيا.
والسؤال المهم الذي راودني أثناء قيامي بهذه الرحلة: إلى أي مدى يمكن لهذه المقارنة أن تبقى قائمة بين دول تنتشر على طرفي الإمبراطورية الروسية؟
الجواب واضح.. فبعد عامين من زيارتي الأخيرة للمنطقة، طرأ تغيّر على ميزان القوى الجيوسياسي العالمي، يمكنه أن يترك أبلغ الأثر على التوقعات المتعلقة بدول البلطيق مثلما حدث في دول القوقاز.
صحيح أن روسيا لا تخفي طموحاتها في أفريقيا، ولكنّها لا تنسى أبداً «جمهورياتها السابقة» والتي لا تزال تعتبرها جزءاً من مجالها الحيوي، ولقد تمكنت مؤخراً من استعادة سيطرتها على مناطق وسط القوقاز، وهو تطور يحمل في طيّاته رسالة لا تخطئها العين فيما يتعلق بمستقبل دول البلطيق الحديثة العهد، والتي نالت استقلالها عام 1991.
ومن المهم الانتباه إلى أن دول البلطيق ترفع العلم الأوروبي على جميع المباني الحكومية إلى جانب أعلامها الوطنية، وهكذا هي الحال في جورجيا أيضاً ولكن مع اختلاف مهم وهو أن انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي هو حلم لن يتحقق قبل عام 2024.
وفي هذا الوقت الذي يشهد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكسيت)، نجد كيف أن المجر وبولندا ترفضان بإصرار شديد الالتزام بتعاليم حقوق الإنسان التي تعدّ من أهم القِيَم التي تأسس بموجبها الاتحاد الأوروبي، وترفضان أيضاً الإجراءات التي تفرض الأخذ بشعار «الأمة أولاً» للتصدي لوباء «كوفيد-19»، وفي المقابل، تواصل دول البلطيق التأكيد على إيمانها المطلق والتزامها بالتعاليم والإجراءات الصادرة عن الجماعة الأوروبية، وترى تلك الدول أن الاتحاد الأوروبي يمثل غطاء التأمين على الحياة ضد جارها الروسي العملاق، وهذا ينطبق أيضاً على انتمائها وموقفها من حلف «الناتو».
وفي هذا الوقت الذي تتخلى فيه القوات الأمريكية وحلف «الناتو» عن الشعب الأفغاني، وتتركه لمصيره المجهول، يطرح السؤال التالي نفسه: هل الولايات المتحدة وأوروبا مستعدتان للسماح لأي من جنودهما بالموت في الدول الأجنبية دفاعاً عن الديمقراطية؟
عندما أنظر إلى الشباب المتحمس والطموح في هذه الدول الفتية، أشعر بأن وراءه يقف الإيمان المطلق لآبائهم بمستقبل مشرق.
والسؤال المهم الذي راودني أثناء قيامي بهذه الرحلة: إلى أي مدى يمكن لهذه المقارنة أن تبقى قائمة بين دول تنتشر على طرفي الإمبراطورية الروسية؟
الجواب واضح.. فبعد عامين من زيارتي الأخيرة للمنطقة، طرأ تغيّر على ميزان القوى الجيوسياسي العالمي، يمكنه أن يترك أبلغ الأثر على التوقعات المتعلقة بدول البلطيق مثلما حدث في دول القوقاز.
ومن المهم الانتباه إلى أن دول البلطيق ترفع العلم الأوروبي على جميع المباني الحكومية إلى جانب أعلامها الوطنية، وهكذا هي الحال في جورجيا أيضاً ولكن مع اختلاف مهم وهو أن انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي هو حلم لن يتحقق قبل عام 2024.
وفي هذا الوقت الذي يشهد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكسيت)، نجد كيف أن المجر وبولندا ترفضان بإصرار شديد الالتزام بتعاليم حقوق الإنسان التي تعدّ من أهم القِيَم التي تأسس بموجبها الاتحاد الأوروبي، وترفضان أيضاً الإجراءات التي تفرض الأخذ بشعار «الأمة أولاً» للتصدي لوباء «كوفيد-19»، وفي المقابل، تواصل دول البلطيق التأكيد على إيمانها المطلق والتزامها بالتعاليم والإجراءات الصادرة عن الجماعة الأوروبية، وترى تلك الدول أن الاتحاد الأوروبي يمثل غطاء التأمين على الحياة ضد جارها الروسي العملاق، وهذا ينطبق أيضاً على انتمائها وموقفها من حلف «الناتو».
وفي هذا الوقت الذي تتخلى فيه القوات الأمريكية وحلف «الناتو» عن الشعب الأفغاني، وتتركه لمصيره المجهول، يطرح السؤال التالي نفسه: هل الولايات المتحدة وأوروبا مستعدتان للسماح لأي من جنودهما بالموت في الدول الأجنبية دفاعاً عن الديمقراطية؟
عندما أنظر إلى الشباب المتحمس والطموح في هذه الدول الفتية، أشعر بأن وراءه يقف الإيمان المطلق لآبائهم بمستقبل مشرق.