شهد العالم في العام المنصرم تحولات جذرية في عالم الأعمال نتيجة تفشي كوفيد-19، وبدأت رحلة «التحول الرقمي» حيث نجحت الشركات في تسيير أعمالها «عن بُعد» عبر الإنترنت في محاولة منها لتعزيز غريزة الاستمرار والمنافسة، وساعدها في ذلك تبني أعظم تجليات التكنولوجيا الجديدة وهي الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML) وإنترنت الأشياء (loT) وما إلى ذلك. وكانت «البيانات» بحجمها الكبير من أبرز مخرجات هذه المرحلة التي وسّعت نطاق العروض والخدمات بشكل كبير.
وأظهرت دراسة حديثة لشركتي «تابلو سوفتوير» و«يوجوف» أن 83% من الشركات التي تعتمد على «البيانات» في الهند اكتسبت مزايا تجارية بالغة الأهمية خلال الجائحة، وأكدت تنامي التواصل الفعال للشركات مع أصحاب المصلحة، واتخاذ القرارات الاستراتيجية بشكل أسرع، وزيادة التعاون بين الشركاء علاوة على سرعة استجابة الأعمال.
وعززت سرعة الاستجابة للبيانات وتحليلها ثم تكوين الرؤى من منافسة الشركات لتفادي مواطن الضعف في استخدامات معينة مثل: المركبات ذاتية القيادة، والأمن السيبراني، وتطبيقات الرقابة الصحية. وانطلاقاً من ذلك، استُخدمت تقنيات تحليلية متقدمة قادرة على التقاط البيانات وإدارتها ومعالجتها بشكل آني، فضلاً عن معالجتها على دفعات، وعُرفت هذه التقنية الجديدة بالتحليل الآني للبيانات (Streaming analytics).
وتساعد المنصات مثل «كلوديرا» الشركات على تسجيل البيانات بشكل آني وفهم ما تعنيه هذه المدخلات للشركة وكيفية الاستجابة الفورية لها وتحويل المعلومات من مفهوم «قد حدث» إلى «ما يحدث الآن».
ولعل أفضل نهج اُعتمد في هذا السياق هو سحابة بيانات المؤسسات (EDC)؛ وهي عبارة عن بنية بيانات حديثة تدعم استخدام البيانات والتحليلات في كل مرحلة من دورة حياة البيانات والحصول على مخرجات حقيقية وفعالة تمكن الشركات من الاستجابة السريعة لمستقبل الأعمال وتتفرد بخصائص عديدة مثل «تعدد الوظائف، تعدد وتنوع السحابات، كما أنها آمنة ومُتاحة».
وأجرت شركة «ماركتس آند ماركتس» المتخصصة بأبحاث السوق، تقريراً يمكن وصفة بالـ«المتفائل جداً» حول مستقبل سوق «التحليل الآني للبيانات» حيث تبلغ قيمته 12.5 مليار دولار في عام 2020 ومن المتوقع أن يصل إلى 38.6 مليار دولار بحلول عام 2025 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 25.2 % خلال الفترة المتوقعة.