طردت الدول العربية الطائفيَّة والقبليّة بثوبها العرقي، وألقتها خارج الدار لتحل محلها المواطنة، لكن الطائفية تحايلت على قرار طردها لتعود من النافذة بثياب جديدة منها: استغلال الدين والأيديولوجيا، ووجدنا أنفسنا أمام طائفية متحورة تشبه إلى حد بعيد متحور كورونا المسمى دلتا، وتلك الطائفية أكبر خطراً وأوسع انتشاراً من الطائفية العرقية، فقد استقطبت دائرة أوسع وأعداداً أكبر من البشر، الذين كانوا خارج نطاق العرقية ولم تستوعبهم.
وفي المجتمعات الجاهلة والمغيبة كما قال الفيلسوف الأندلسي ابن رشد «تكون تجارة الدين هي الأكثر رواجاً»، وفي هذه المجتمعات إذا أردت سحب الناس على وجوههم ولو إلى جهنم، فغلّف باطلك بغلاف ديني أو فكري أو حتى ما تزعم أنه حضاري.
إن نبذ الطائفيّة العرقية أسهل مئات المرات من نبذ ومواجهة الطائفية الدينية والفكرية والعقائدية، وكل من يتصدى لهذا النوع البغيض من الطائفية سيواجه اتهامات بالكفر والردة والزندقة والتخلف والوقوف في وجه التحضر والرقي والتقدم.
وقد عبّرت الطائفية المتحورة عن نفسها في شكل ثنائيات وثلاثيات ورباعيات لا ألمح لها وجوداً إلا في العالم العربي، ولا تكاد تجد لها ظلاً في الدول الغربية أو الشرقية، وهذه الثنائيات والثلاثيات والرباعيات متصارعة ومتناحرة، وتجري الدماء بسببها أنهاراً، وتتفتت الأسر وتتفسخ المجتمعات فالرجل في مواجهة المرأة، والمرأة ضد الرجل، والمجتمع الأنثوي في مواجهة المجتمع الذكوري والمعارضة ضد النظام، والمعارضة لنظام واحد طوائف وفصائل فسيفسائية لا ترى بالعين المجردة وهي أيضاً متناحرة ومتقاتلة.
وهناك أيضا الثنائية المذهبية والدينية، وثنائية الاعتدال والتطرف، وثنائية الحداثة والأصالة، والديمقراطية والديكتاتورية، والتقدمية والرجعية، والوطني والعميل الخائن.
وهذه الثنائيات ليست سوى طفح لمرض الطائفية، وكلها وغيرها ثنائيات وهمية ما أنزل الله بها من سلطان، والثنائية الوحيدة منذ خلق الأرض وما عليها ومن عليها إلى أن يرثها بما عليها ومن عليها هي ثنائية الأغنياء والفقراء، فالمرأة الغنية يعمل في خدمتها رجال فقراء أشداء، والمسيحي الغني يخدمه عشرات المسلمين الفقراء، وهذه الثنائية التي خلقها الله تعالى، وأرادها بحكمته وسنته ثنائية تكامل لا ثنائية صراع ومواجهة، فلا غنى للثري عن الفقير ولا غنى للفقير عن الثري، أما ثنائياتنا نحن البشر فهي ثنائية تطاحن ودمار، وهي ثنائية طائفية مقيتة وغبية وحمقاء لم تجر علينا سوى الخراب والدمار والدماء، ويبدو أن وسائل إطفاء الطائفيَّة المتحورة لا تزال خفيَّة!
وفي المجتمعات الجاهلة والمغيبة كما قال الفيلسوف الأندلسي ابن رشد «تكون تجارة الدين هي الأكثر رواجاً»، وفي هذه المجتمعات إذا أردت سحب الناس على وجوههم ولو إلى جهنم، فغلّف باطلك بغلاف ديني أو فكري أو حتى ما تزعم أنه حضاري.
إن نبذ الطائفيّة العرقية أسهل مئات المرات من نبذ ومواجهة الطائفية الدينية والفكرية والعقائدية، وكل من يتصدى لهذا النوع البغيض من الطائفية سيواجه اتهامات بالكفر والردة والزندقة والتخلف والوقوف في وجه التحضر والرقي والتقدم.
وهناك أيضا الثنائية المذهبية والدينية، وثنائية الاعتدال والتطرف، وثنائية الحداثة والأصالة، والديمقراطية والديكتاتورية، والتقدمية والرجعية، والوطني والعميل الخائن.
وهذه الثنائيات ليست سوى طفح لمرض الطائفية، وكلها وغيرها ثنائيات وهمية ما أنزل الله بها من سلطان، والثنائية الوحيدة منذ خلق الأرض وما عليها ومن عليها إلى أن يرثها بما عليها ومن عليها هي ثنائية الأغنياء والفقراء، فالمرأة الغنية يعمل في خدمتها رجال فقراء أشداء، والمسيحي الغني يخدمه عشرات المسلمين الفقراء، وهذه الثنائية التي خلقها الله تعالى، وأرادها بحكمته وسنته ثنائية تكامل لا ثنائية صراع ومواجهة، فلا غنى للثري عن الفقير ولا غنى للفقير عن الثري، أما ثنائياتنا نحن البشر فهي ثنائية تطاحن ودمار، وهي ثنائية طائفية مقيتة وغبية وحمقاء لم تجر علينا سوى الخراب والدمار والدماء، ويبدو أن وسائل إطفاء الطائفيَّة المتحورة لا تزال خفيَّة!