د ب أ

اهتمت البحوث الطبية المختلفة اهتماماً كبيراً بالأمهات الحديثات، نظراً لأنهن يواجهن الكثير من الضغوط والقلق بعد استقبال المولود الجديد.

أثبتت بعض تلك البحوث أن نسبة كبيرة منهن تعاني من نوبات اكتئاب، أصبح معروفاً باكتئاب ما بعد الحمل.

وتجمع البحوث الطبية على أن شعور الأمهات الحديثات بالقلق والتوتر والإرهاق والحزن والخوف هو أمر طبيعي، في ضوء ما يحدث لهن من تغيرات هرمونية وجسدية، وشعورهن بأن هناك مسؤولية جديدة ملقاة على عاتقهن تجاه العضو الذي انضم للأسرة حديثاً.

ومن أبرز ما تواجهه الأمهات الحديثات أثناء رعايتهن لصغارهن قلة النوم، وهي مشكلة لها تداعياتها، وقد اهتم الباحثون بمتابعتها.

وخلصت دراسة حديثة إلى أن قلة نوم الأمهات الحديثات خلال أول ستة أشهر بعد وضعهن أول مولود لهن، يمكن أن تضيف سبعة أعوام لعمرهن البيولوجي.

وأشارت الدراسة إلى أن العلماء ذكروا أن مشكلة قلة النوم قد تجعل الأمهات الحديثات أيضاً أكثر عرضة للإصابة بالسرطان وأمراض القلب.



أخبار ذات صلة

دراسة: الأطفال البدناء أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر
المصابون بقصر النظر أكثر عرضة للنوبة القلبية 4 أضعاف

وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الدراسة شملت 33 أُماً خلال حملهن وأول عام لهن بعد ولادة طفلهن الأول، حيث تم تحليل الحمض النووي لتحديد عمرهن «البيولوجي» الذي يختلف عن العمر الزمني.

وأوضحت الدراسة إلى أنه بعد عام من ولادة الطفل الأول، ارتفع العمر البيولوجي للأمهات اللاتي حظين بساعات نوم أقل من سبع ساعات خلال ستة أشهر من ولادة طفلهن الأول بواقع ثلاثة إلى سبعة أعوام، مقارنة باللاتي حظين بسبع ساعات نوم أو أكثر.

كما خلصت الدراسة إلى أن الأمهات اللائي حظين بساعات نوم أقل من سبع ساعات كانت لديهن أجزاء أقل من القسيم الطرفي وهي أجزاء من الحمض النووي في خلايا الدم البيضاء.

وذكرت الدراسة التي نُشرت في دورية سليب هيلث، أن قلة القسيم الطرفي مرتبطة بمشاكل صحية خطيرة.

وقالت كبيرة القائمين على إجراء الدراسة البروفيسورة جوديث كارول، التي تعمل بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس «النوم الصحي مهم للصحة العامة مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة».

وأضافت «الأشهر الأولى من الحرمان من النوم بعد الولادة، يمكن أن يكون لها تأثير ممتد على الصحة البدنية».



وأوضحت «نعلم من مجموعة كبيرة من الدراسات أن النوم لأقل من سبع ساعات كل ليلة له تأثير ضار على الصحة ويزيد من خطورة الإصابة بالأمراض المتعلقة بالعمر».

وخلص الباحثون إلى أنه على الرغم من أن ساعات نوم المشاركات اللاتي شملتهن الدراسة تراوحت ما بين خمس لتسع ساعات، فإن أكثر من نصفهن كن يحظين بأقل من سبع ساعات نوم، بعد ستة أشهر، وكذلك بعد عام من الولادة.

وحثت كارول، العضو في مركز كازنز لأمراض المناعة العصبية، وتيري سيميل من معهد علم الأعصاب والسلوك البشري الأمهات الحديثات على استغلال أي فرصة للحصول على ساعات نوم إضافية، مثل أخذ قسط من النوم عندما ينام مولودهن، وقبول المساعدة من أفراد الأسرة والأصدقاء إذا أمكن.

وأشارت كريستين دونكيل شيتير، أستاذ علم النفس والطب النفسي بجامعة كاليفورنيا، التي شاركت في وضع الدراسة، إلى أنه على الرغم من أن ارتفاع العمر البيولوجي المرتبط بقلة النوم يزيد من المخاطر الصحية للنساء، فإنه لا يعني بصورة آلية إلحاق الضرر بأجسادهن.

وأضافت «لا نريد أن تكون الرسالة هي أن الأمهات يتضررن بصورة دائمة من رعاية المولود وقلة النوم. نحن لا نعلم إذا كانت هذه التأثيرات طويلة المدى».

ولكنَّ الباحثين حذروا من أنه كلما ارتفع العمر البيولوجي للفرد، زادت خطورة إصابته بالمرض والوفاة المبكرة.