بعد قضاء 30 عاماً في السلك الشرطي اتجه إلى إكمال دراسته الجامعية وتغيير مجاله الشرطي، حيث نال العميد متقاعد محمد راشد محمد الحفيتي، العام الماضي درجة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة الملك محمد الخامس بالمملكة المغربية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف مع توصية بنشر رسالته في الوطن العربي.
ووصف الحفيتي، رحلته العملية التي استمرت 3 عقود بين وزارة الداخلية، وشرطة الفجيرة، بغير سهلة، حيث تدرج في وظيفته حتى وصل إلى مدير لإدارة الموارد البشرية بالقيادة العامة لشرطة الفجيرة 2017، قبل تقاعده في يونيو 2018، منوهاً بأنه زار أكثر من 12 دولة، مشاركاً في مؤتمرات عالمية، وتلقى 21 دورة علمية داخل وخارج الإمارات.
وفي حواره مع «الرؤية»، ناشد الشباب باختيار تخصصات حديثة للدراسة الجامعية تحتاج إليها الدولة، كعلوم الفضاء والذكاء الاصطناعي وغيرها، إضافة الى دراسة سوق العمل لاختيار مجالات تتوافر بها وظائف مناسبة لهم بدلاً من تكدس تخصصات بعينها، ناصحاً بعدم تفويت أية فرصة لخوض دورات علمية، كون العمل المكتبي وحده لن يطوّر الموظف الشاب.
وإلى نص الحوار:
ماذا عن نشأتك الأولى والطفولة؟
أنا من مواليد 1970 بمنطقة سكمكم القديمة في الفجيرة، وانتقلنا الى سكمكم الشعبية «الحالية» وأنا بعمر 5 سنوات، درست في مدرسة سكمكم الإعدادية، ثم سيف الدولة الثانوية، والتحقت بكلية الشرطة في أبوظبي 1987 «الدفعة الرابعة» وتخرجت 1989، وبعد التخرج مباشرة انتسبت للعمل بوزارة الداخلية.
وما هي أبرز محطاتك في العمل الشرطي؟
بدأت موظفاً بقسم البصمة، وتعلمنا على يد أحد السودانيين، اسمه لطف الله «توفي قبل 3 أشهر»، واستفدنا من خبراته الكثير، ثم تدرجت وأصبحت مديراً لفرع السجل الجنائي بالإدارة العامة للشرطة الاتحادية في الوزارة عام 1997، وبعدها رئيساً لقسم القوائم الجنائية بالإدارة نفسها في 2001، ثم انتقلت للعمل بالقيادة العامة لشرطة الفجيرة عام 2015، وبعد عامين تمت ترقيتي إلى رتبة عميد وأصبحت مديراً لإدارة الموارد البشرية بشرطة الفجيرة إلى أن تقاعدت في يونيو 2018.
زرت أكثر من 12 دولة مشاركاً في مؤتمرات عالمية، وتلقيت 21 دورة علمية داخل وخارج الدولة، من بينها: الاتجاهات الحديثة في الموارد البشرية، والتمييز في إدارة الابتكار المؤسسي، وتنمية مهارات الحس الأمني، وإدارة الوقت، وإعداد الخطط الاستراتيجية وغيرها، وكنت أحرص على نقل تجربتي للشباب من منطلق نظام تعاقب الوظائف بالوزارة ونشر الفائدة للأجيال الجديدة.
وبالنسبة للتكريمات؟
نلت العديد من الجوائز والميداليات من وزارة الداخلية أبرزها: ميدالية الخدمة الطويلة الممتازة، وميدالية الخدمة الطويلة المخلصة، وميدالية التقدير من الطبقة الأولى من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وميدالية مئوية زايد، وجائزة الموظف المثالي، وجائزة المدير العام، إضافة إلى شهادة الآيزو 2008-9001 للإشراف على سلامة إجراءات العمل.
وما اهتماماتك بعيداً عن السلك الشرطي؟
لدي اهتمامات ثقافية واجتماعية ورياضية، حيث أشغل منصب نائب رئيس لجنة الانتخابات في اتحاد كرة القدم الإماراتي، وكنت عضواً في الدورة السابقة لمجلس إدارة نادي الفجيرة الرياضي، إضافة إلى عضويتي بجمعية الإمارات الاجتماعية، وجمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، بجانب كتابة الخواطر وقراءتها على أصدقائي، والأخيرة أحد هواياتي التي أحب ممارستها.
كيف تخطط لمستقبلك؟
أفكر حالياً في تناول قسط من الراحة بعد خدمة 30 عاماً في مجال الشرطة، وأتفرغ لأسرتي، فأنا درست ماجستير علم الاجتماع التطبيقي بجامعة الشارقة عام 2001، وحصلت على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة الملك محمد الخامس بالمملكة المغربية العام الماضي بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وأنوي إصدار مجموعة كتب من فصول رسالتي بالدكتوراه، وأفكر في تقديم محاضرات بالتعاون مع جامعات الدولة ونقل رسالتي التي حملت عنوان: «الهوية الوطنية والتعدد الثقافي في المجتمع الإماراتي»، إلى جميع أرجاء الوطن العربي، حيث أوصت اللجنة بضرورة نشر أطروحتي لتستفيد منها شريحة كبيرة من أفراد المجتمع.
ترشحت لعضوية المجلس الوطني الاتحادي عام 2019.. صف لنا هذه التجربة.
تجربة وطنية أفتخر بها رغم أنني لم أفز بالانتخابات، لكنني تعرفت خلالها على جميع فئات المجتمع الإماراتي وتعمقت في معرفة اهتماماتهم واستمعت إلى مشاكلهم والتحديات التي تواجههم، فقد كسبت تجربة جيدة، كما فتحت المجال لأبنائي للوصول إلى أفضل المناصب وأهمها مستقبلاً، وأحد أبنائي يعمل حالياً ضابطاً بشرطة الفجيرة ويسير على دربي.
بماذا تنصح الشباب؟
أنصحهم بالجد والاجتهاد والتوجه لاختيار الدراسات الحديثة التي تحتاج إليها الدولة كعلوم الفضاء والذكاء الاصطناعي وغيرها، وعلى شبابنا دراسة سوق العمل واختيار تخصصات تتوفر بها وظائف مناسبة لهم بدلاً من تكدس تخصصات معينة، وأنصح الشباب أيضاً بعدم تفويت أية فرصة لخوض دورات علمية، كون العمل المكتبي وحده لن يطوّر الموظف الشاب، ورؤيتي هذه طرحتها ضمن برنامجي الانتخابي الذي ركّز على شريحة الشباب بشكل كبير، إلى جانب وضع خطة بديلة دائماً، واستراتيجية تعينهم على تحقيق أهدافهم.
=========
أبرز المحطات: